الأخبارحوارات و مقالات

د هاني سويلم يكتب: 3 محاور لتحقيق الامن المائي المصري

د هاني سويلم الخبير الدولي في إدارة المياه والتنمية المستدامة

من المعروف للجميع ان مصر تعاني من الفقر المائي وان العجز يفوق ثلث المياه المتاحه. الخروج من الازمنة المائية أو علي أقل تقدير الحفاظ علي حصه الفرد من المياه في ظل التزايد المستمر في تعداد السكان سوف لا يتحقق عن طريق حل احادي. هناك العديد من المحاور التي لا بد من اتباعها و أركز هنا فقط علي ثلاث محاور:

١. ترشيد استخدام المياه وخاصه في مجال الزراعه والري وهنا لا اقصد فقط استخدام طرق الري الموفره للمياه ولكن أيضا استخدام سلالات وبزور اقل استهلاكا للمياه، التحكم في التركيب المحصولي ليست فقط بالقوه والإجبار ولكن بتحفيز الفلاح علي زراعه محاصيل موفره. وذلك عن طريق دعم الفلاح فنيا و ماديا لجعل المحاصيل المستهدفة أكثر إنتاجية و ربحية.وهناك العديد والعديد من الطرق والأفكار لترشيد الاستهلاك المهم ان نفكرنقارن دائما بين طرق الترشيد عن طريق حساب انتاجيه كل متر مكعب من المياه اما انتاجيه المحصول (كجم لكل متر مكعب مياه) او العائد الاقتصادي للمحصول (جنيه لكل متر مكعب مياه).

٢. أعاده استخدام مياه الصرف الزراعي وكذلك الصحي بعد معالجتها للمستوي الصحي والبيئي المطلوب. لابد وان ندرك ان قطره المياه من الصرف هي قطره مياه لها نفس الأهمية كقطره المياه العذبه ولابد ايضا ان ندرك انه لا يجوز لدوله تعاني من الفقر المائي ان تفكر في تحويل المياه الي وقود للسيارات بدلا من تحويله لغذاءمن خلال إستخدام المياه لزراعة نباتات أو محاصيل بغرض إنتاج الوقود الحيوي. فعلينا الاهتمام بمعالجه مياه الصرف بشكل متكامل حتي يتم استخدام مخلفات المعالجه لأغراض التسميد او توليد الغاز بشكل أمن وصديق للبيئه.

٣. زياده الموارد المائية و البحث عن موارد جديدة هو من أهم المحاور وهنا يأتي وبقوة دور البحث العلمي في دراسه اكثر الحلول ملائمة لمصر. وهنا لابد ان نترك العنان للباحثين للتخيل والابداع في الحلول ولا اقصد طرح الباحث لمشروعات وهميه  علي الرأي العام ولكني اقصد ان يحلم الباحث في معمله كما يشاء ويقوم بجميع الاختبارات المطلوبه والنماذج الرياضيه والتاكد من فكرته جيدا قبل طرحها علي صناع القرار. وهنا لا استثني اي فكره مهما كانت تبدو غير منطقيه للبعض. وهنا دور كبير لأخلاقيات وأمانه البحث العلمي والتي نفتقدها في “بعض” الأحيان. علي كل خبير او عالم ان يثبت بالأدلة ان فكرته تم اختبارها بالشكل الكافي لأننا نحتاج العديد والعديد من الحلول وليست حل واحد. فلا بد من دراسة أفكار زيادة حصة مصر عن طريق زيادة إيراد نهر النيل بعدة طرق. لا بد أن يتم ذلك في أسرع وقت لأن مشكلة المياه ليست من نوع المشاكل التي يمكن حلها في أخر لحظة.فأي إقتراح لزيادة الموارد المائية لمصر سيحتاج سنوات من البحث و الدراسة و المفاوضات السياسية ثم التنفيذ.

أتمني الإبتعاد عن النقد الهدام و تشويه الأفكار، فمثلا قرأت وشاهدت عده حوارات تنتقد وبشده التفكير في تحليه المياه من اجل الزراعه وهو ما أتعجب له لماذا؟

عندما نتحدث عن التحليه من اجل الزراعه كفكره تحت البحث في جميع أنحاء العالم المهتم بـ”ندرة المياه” فنحن لانتحدث عن الحل الأوحد لمشكله المياه ولكن نتحدث عن “احد” الحلول التي لاتزال قيد البحث والدراسه في العديد من الدول. ادعوكم الي القراءه عن تجارب اسبانيا ودوّل اخري مجاوره من العديد من السنوات منذ العديد من السنوات في تحلية المياه من أجل الزراعة. اي نعم تحليه من اجل الزراعه من العديد من السنوات، وكذلك تجربه Sundrop الحديثة في استراليا وهنا اتحدث عن مشروع استثماري زراعي ضخم معتمدا علي التحليه باستخدام الطاقه الشمسيه والبقيه ستأتي قريباً.

الغريب أن النقد يعتمد علي معطيات الماضي، فنتحدث عن تكلفه التحليه الحاليّه و إستهلاك الفدان من المياه علي اعتبار ان استهلاك الفدان ٤٠٠٠ و ٥٠٠٠ متر مكعب من المياه.

عفوا ياساده من يقوم بتحليه المياه للزراعه لا يزرع بهذه ألطرق. هناك طرق توفر مايقرب من ٩٠٪‏ ممن تتحدثون عنه و الجيل القادم في تكنولوجيا الزراعة لا يعرف الأفدنة التي استخدمها  أجدادي الفراعنة فالزراعة من غير تربة علي سبيل المثال تعطي إنتاجية عاليه جدا و لا تعرف الأفدنة. هولندا مثلا تصدر بعض الخضروات إلي كل أنحاء أوروبا مزروعة بهذه الطرق و غيرها … نحن لا نطالب بأن يكون هذا هو الحال إليوم و لكن نطالب بتعدد الحلول و التركيز علي دراسة جدواها بدلا من تشويهها … و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ما لا تعرفة عن كاتب المقال

  • هو أحد العلماء المصريين بألمانيا وهوأحد أهم خبراء إدارة المياه والتنمية المستدامة ، أدار مشروع إستراتيجية مصر للطاقة و المياه والغذاء 2030 خلال الأربع سنوات الماضية
  • د.هانى سويلم اسم يعنى الكثير فهو المديرالأكاديمى لقسم هندسة المياه فى جامعة “أخن” بألمانيا، والمدير التنفيذى لوحدة اليونسكو للتغيرات المناخية و إدارة الموارد المائية بنفس الجامعة وأستاذ هندسة المياه والتنمية المستدامة بالجامعةالأمريكية بالقاهرة ومؤسس برنامج الدراسات العليا للتنميه المستدامة ومؤسس  مركز التنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وبرنامج الدراسات العليا لإدارة المياه والطاقة في المانيا.جابت مشروعاته البحثية و التنموية ما يزيد على 21 دولة على مستوى العالم.

 

  • أسس د.هاني سويلم في عام 2008، أول مركز بشمال أفريقيا للخبرات في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة، والذي تم إقراره من قبل جامعة الأمم المتحدة، لديه أكثر من 25 عاما من الخبرة الأكاديمية والمهنية في مجالات التنمية المستدامة والموارد المائية والتعليم وبناء القدرات،عمل منسقا لمنظمات الأمم المتحده(UN-Water) لتنمية القدرات في مجالات عديده كالتنمية المستدامة وإدارة المياه لأغراض الزراعة وقبل السفر للخارج

 

  • عمل في المركز القومي لبحوث المياه التابع لوزارة الري كباحث ومنسق لمشاريع التنمية مع العديد من المنظمات الدولية، كما قدم سويلم الكثير من المشاريع التنموية لمصر دون أن تتحمل الدولة أي تكاليف مالية.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى