الأخبارالانتاجالصحة و البيئةحوارات و مقالات

د محمد القرش يكتب : “العصي السحرية لبرامج تحصين الماشية

 

معاون وزير الزراعة للإنتاج الحيواني

[email protected]

في الأسبوع الماضي عرضنا مقدمة عن أهداف هذا المقال الإسبوعي والآن نتحدث عن برنامج التحصين الأنسب للماشية ولكن قبل الحديث عن برنامج التحصين لابد أن نوضح بعض الحقائق العلمية فالتحصين هو مستحضر بيولوجي حساس لدرجات الحرارة وللمعاملات المختلفة كما أنه سريع التلف لذلك فلابد من التعامل مع بحرص وحذر شديدين وذلك لأن مظاهر التلف لا تكون ظاهرية فربما نجد عبوة تحتوي علي اللقاح غير فعال دون أي تغيير في شكله أو لونه أو تجانسه, لذا يجب التنبيه بالتعامل بحرص شديد مع اللقاحات أثناء التداول والحفظ.

كما أن اللقاح ليس بالعصي السحرية التي تمنع الأمراض فمن الممكن أن نقوم بالتحصين ضد مرض ما،  وتظهر أعراض الإصابة به وإن كانت بشكل أخف إلا أنه من المحتمل ظهور الإصابة.

وأيضاً عدم إعطاء اللقاح لا يعني ضرورة ظهور الإصابة لأن الميكروبات المسببة للمرض قد لا تصل إلي المزرعة أو الحيوان وبالتالي لا تظهر إصابة.

إذا يمكن القول إن اللقاح أو التحصين هو أداء من ضمن أدوات عديده تُستعمل في مجال الأمان الحيوي  وللحد من الإصابة بالميكروبات ولابد من إستعماله حتي وإن كانت الأمور مستقرة لكي نتجنب مشاكل عديده قد تظهر في حال عدم إستعماله علي الرغم من أن أستعماله لا يؤكد حتمية منع الإصابه إلا أنه يقلل من أعراضها.

ويجب علينا مراعاة بعض العوامل لكي نضمن نجاح عملية التحصين ويمكن تلخيصها في:

  • عوامل لها علاقة بالتحصين مثل:
  • التحصين ببرنامج تحصين غير مناسب يؤثر علي فاعلية التحصين.
  • التحصين في موعد غير مناسب يؤثر علي فاعلية التحصين.
  • التحصين بعترة مختلفةيؤثر علي فاعلية التحصين.
  • التحصين بنوع غير مناسب من التحصينيؤثر علي فاعليته.
  • عدم إعطاء جرعة تنشيطية من التحصينيؤثر علي فاعلية التحصين.
  • عدم الإهتمام بالفتره البينية بين التحصين والآخريؤثر علي فاعلية التحصين.
  • التحصين في أجواء غير مناسبةيؤثر علي فاعلية التحصين.
  • التخزين والتداول الغير مناسب للقاحيؤثر علي فاعلية التحصين.
  • عوامل لها علاقة بالحيوان مثل:
  • التحصين في حالة الإجهاديؤثر علي فاعلية التحصين.
  • تحصين الحيوانات التي تعاني إنخفاض المناعةيؤثر علي فاعلية التحصين.
  • تحصين الحيوانات التي تعاني سوء التغذيةيؤثر علي فاعلية التحصين.
  • تحصين الحيوانات التي تعاني وجود أمراض مزمنةيؤثر علي فاعلية التحصين.
  • تحصين الحيوانات التي لديها مناعة أمية أو مناعات سابقة بمستوي عالييؤثر علي فاعلية التحصين.
  • تحصين الحيوانات في أوقات إرتفاع درجات الحرارة الشديديؤثر علي فاعلية التحصين.
  • تحصين الحيوانات المصابة والمحمومةيؤثر علي فاعلية التحصين.

فإذا إهتممنا بالعوامل السابقة وبعملية التحصين وإعطاء التحصين بشكل سليم فنحن نهدف إلي أن تتكون أجسام مناعية مناسبة لصد أكبر كمية ممكنه من الميكروبات التي قد تصيب الحيوان كما نهدف أن تتكون خلايا مناعية لديها القدرة علي حفظ شكل الميكروب في الذاكرة الخاصة بها لتنشيط جهاز المناعة في حال التعرض للميكروب أو ميكروبات مشابهة فيما بعد.

وسنتحدث بشئ من التفصيل في الأسابيع القادمة عن أهم الأمراض ولكن بالنسبة لأهم اللقاحات التي نستعملها في مجال الإنتاج الحيواني وإنتاج الماشية:

 

  • التحصين ضد مرض الحمي القلاعية: مرض الحمي القلاعية هو مرض فيروسي يؤدي لخسائر إقتصادية كبيرة بتأثيره علي الإنتاجية سواءاً في إنتاج اللحم أو إنتاج الألبان ولذلك يتم التحصين منه بإعطاء الحيوان 2سم3 من التحصين المثبط تحت جلد الرقبة ويفضلأن تبداء عملية التحصين في العجول المولودة من أمهات محصنة بعد ستة أشهر من الولادة ونُكرر التحصين عند عمر عشرة أشهر من الولادة كجرعة تنشيطية ثم تكرر مرة كل ستة أشهر بينما في العجول المولودة من أمهات غير محصنة يفضل أن يكون التحصين علي عُمر أربع أشهر من الولادة وتكرر مرة أخري بعد أربع أشهر كجرعة تنشيطية ثم يكون برنامج التحصين الدوري مرة كل ستة أشهر.

ويجب الإشارة إلي أن تحصين الحمي القلاعية هو تحصين سيادي يتم إنتاجه في معهد بحوث المصل واللقاح ويتم معايرته وفقاً لأحدث المعايير العلمية وهو بنفس كفائة اللقاحات المستوردة من الخارج ويعطي مناعة ضد العترات الثلاث التي تسبب مرض الحمي القلاعية في مصر وهو متوفر في الوحدات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة وتعمل الوزارة علي تنفيذ حملات كل ثلاثة أشهر للتحصين من المرض.

 

  • التحصين ضد مرض الجلد العُقدي: مرض الجلد العقدي هو مرض فيروسي يؤدي لخسائر إقتصادية كبيرة نتيجة نفوق الحيوانات وإنخفاض الإنتاج ويتنتقل المرض عن طريق الحشرات وفيروس الجلد العُقدي يتشابة في تركيبة مع فيروس جدري الأغنام ولذلك يمكن إستعمال فيروس جدري الأغنام في التحصين ضد الجلد العقدي في الماشية وهذا يعطي مناعة قادرة علي صد المرض تكفي لمدة 3 سنوات في الماشية ويتم تحصين الحيوانات التي تعدي عمرها الستة أشهر عن طريق الحقن في الجلد عند فجوة الذيل بجرعة 0.5سم3 لكل حيوان.

 

  • التحصين ضد أمراض الكلوستريديا وأمراض الموت المفاجئ:وأمراض الكلوستريديا هي أمراض متعددة تصيب العجول الكبيرة والصغيرة والماعز والأغنام وتؤدي إلي ظهور أعراض شديدة الخطورة مثل الموت المفاجي وإحمرار البول والتورم الغرغريني الغازي للقدم والتيتانوس وأشكال أخري من الإصابة المرضية وتنتشر أعراض الموت المفاجئ للعجول الكبيرة بما يسبب خسائر كبيرة للمربيين ويمكن إستعمال التحصين المثبط بمعدل من 2: 4سم3للعجول من عُمر 6 أشهر فما أكبر ويتم إعطاء جرعة تنشيطية بعد شهر ويكرر مرة كل عام.

 

وتوصي بعض الشركات بإعطاء التحصين مرة كل ستة أشهر وفقاً للحالة الوبائية ومعدل الإصابة، وهذه أهم التحصينات التي يجب أن نستعملها في مصر للحفاظ علي ثروتنا الحيوانية نستعملها… وللحديث بقية الإسبوع القادم بإذن الله

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى