الأخبارالصحة و البيئة

منتدي القاهرة للمناخ: مخاطر شديدة للتغيرات المناخية علي الآثار المصرية

>> وزير البيئة: نبحث الاثار السلبية للظاهرة علي التراث الثقافي… والسفير الالماني: التراث يجمع المصريين.. وخبير: 99% من الآثار ستتأثر بالملوحة

نظم منتدى القاهرة للتغير المناخي بمقر الهيئة الالمانية للتبادل العلمي بالزمالك حلقته النقاشية الثانية والخمسين وذلك تحت عنوان ” المناخ والتراث: وإكتشاف الماضي وإستدامة المستقبل”، فيما قدم السفير  يوليوس جيورج لوي، سفير جمهورية ألمانيا الإتحادية بالقاهرة الشكر لجميع المشاركين في الحدث والجهات الحكومية المصرية المشاركة لوزارتي البيئة والآثار.

وتوافق المشاركون في  المنتدي على أن هناك حاجة لمزيد من التعاون كما أن البيروقراطية تسبب أحيانا في تأخر الإستجابة في مسائل ملحة للغاية. وهو الامر الذي يدفعنا إلى تحديد أولويات الحفريات وجهود الإنقاذ، فيما اقترح عدد من الخبراء المشاركين التعاون المتعدد التخصصات والبرامج التثقيفية للمساعدة في الحفاظ على هذه المواقع وحمايتها. كما مضى ممثل اليونسكو إلى الاشارة إلى أهمية استخدام العلم والتقدم النكنولوچي في تلك الجهود وكذلك المعارف المحلية والتقليدية. وحول التعاون بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية.

وأكد السفير في كلمته على أهمية التراث الثقافي ليس فقط لكونه عامل إقتصادي لصناعة السياحة، بل لأنه أيضا رابط للنسيج الإجتماعي حيث إنه يربط بين المصريين كشعب ذو أصل مشترك؛ وبذلك فهو يتجاوز الانقسامات الاجتماعية الحديثة التي قد يحدثها الاختلاف في الدين أو الجنس أو اإلختالفات اإلجتماعية واإلقتصادية.

 وأضاف السفير الألماني  إن الهوية لحاجة أساسية للبشر إلى جانب الغذاء والماء والصحة والامن والعدالة، مشيرا إلي  إلتزام ألمانيا الإتحادية بالحفاظ على التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم من التهديدات الوشيكة تستوي في ذلك كونها ناجمة عن الوقوع في مناطق النزاعات أو ارتباطها بالتغير المناخي.

شدد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة في الكلمة التي القاها نيابة عنه الدكتور شريف عبد الرحيم، رئيس الادارة المركزية للتغير المناخي بجهاز شؤون البيئة على الجهود المتعددة التي تبذلها الوزارة لتصدي للتغير المناخي وأثارة السلبية على التراث الثقافي.

وأشار فهمي إلي الدور الذي يضطلع به المجلس القومي للتغير المناخي الذي أنشأ عام 2015  ونجح في اشراك جميع الجهات المعنية في هذا العمل بغية دمج سياسات التغير المناخي في الاجندة الوطنية المصرية. وتتضمن الأجندة أولويات الوزارة للحفاظ علي الإسكندرية وتاريخها اليوناني الروماني كواحدة من أكثر المدن تأثراً المناخي، لافتا إلى الاستراتيچية الجديدة لمحافظة الجيزة بالتعاون مع الشركاء الألمان والتي تساعد على حماية الاهرامات ومواقع التراث الاخرى.

ومن جانبه قال الدكتور مجدي منصور، المدير العام لصيانة وترميم المواقع الاثرية والمتاحف بالقاهرة الكبرى بوزارة الاثار أنه يمكن ملاحظة التغيرات المناخية في القاهرة الكبرى في الطقس والتلوث وحتى في الضوء. موضحا ان التغيرات المناخية هو موضوع ساخن جدا الآن وبحاجة الى المزيد من الوعي. وتشمل الحلول الممكنة انشاء خريطة أولويات لتحديد أولويات التدابير وإدارة المخاطر.

وشدد علي أهمية هذا الملتقي قائلا:” التراث هو تراثنا عن الماضي وما نعيشه اليوم وننقله إلى الاجيال القادمة. والتي يمكننا الإستغناء عنه، وخصوصا وأن مواقع التراث هى ملك للبشرية جمعاء بغض النظر عن مكان تواجدها”. مشيرا إلي إن خصائص التراث العالمي ستتأثر بالتغير المناخي؛ ويجب الحفاظ عليها بإدراك التهديدات وتحديد الإستجابة المناسبة عليها.

ومن جانبها قدمت السيدة  إلسا ستوت، أخصائية البرامج المعنية بالعلوم البيئية وعلوم الارض في اليونسكو، لمحة لجهود منظمة اليونسكو العالمية واإلقليمية والمحلية المتعددة الاوجه للحفاظ على التراث الثقافي وحمايته واستعادته. ووصفت روابط النظام البيئي بأنها واحدة من أكثر الطرق فعالية لتحقيق الاهداف.

وأضافت:” يمكن للنظم البيئية أن تقدم لنا بيانات حول تتطور البشر وثقافتهم، كما

يمكن للعلوم والمعارف التقليدية المحلية أن تقدم لنا بيانات إضافية لزيادة كفاءة

جهودنا المبذولة بغية التكيف وتخفيف الاثار”.

وبعد إلقاء هذه الكلمات الافتتاحية عقدت الحلقة النقاشية الثانية والخمسين شارك

فيها ممثلين عن الحكومة المصرية والاوساط الاكاديمية والمجتمع المدني. وقامت بإدارتها الصحفية العلمية ميرديت براند، وتطرقت إلى مناقشة التحديات والمخاطر التي يفرضها التغير المناخي على التراث الثقافي والحلول الممكنة للحفاظ عليها.

وفي إطار المناقشات بدأ الدكتور رودولف كوبر، الاستاذ بجامعة كولونيا، رئيس معهد هينريش بارت ورائد علم الاثآر البيئية، بعرض عام للتغيرات في المناخ المصري على مدى العشرة آلاف عام الماضية. وذلك من خلال بحث أجري في مصر خلال الثلاثين سنة الماضية ولم يكن نهجه فيه دراسة أثار التغير المناخي على التراث الثقافي، ولكن السؤال عما يمكن للتراث أن يخبرنا بِه عن كيفية تطور المناخ.

واكتشف الدكتور كوبر في بحثه أنه في الفترة ما قبل ٨١ إلى خمسة آلاف الماضية كانت الصحراء الكبرى مليئة بالسافانا وتسكنها حضارة العصر الحجري الحديث. وعندما بدأت هذه المنطقة في الجفاف بدء ترحال سكانها الذين عاشوا على تربية الماشية إلى ضفاف نهر النيل ثم تبدل نشاطهم إلى الزراعة. وخلص في بحثه إلى أن “الصحراء هى محرك التاريخ الافريقي؛ حيث غيرت اللغات والسياسات وأديان السكان في أفريقيا. كما شكلت كذلك تصاعد الحضارة المصرية”.

ولدى سؤاله حول الفرق بين التغير المناخي في الازمنة القديمة والان، أشار السيد عبد الحميد صلاح، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة إنقاذ التراث المصري، أجاب بأن تغير المناخ يحدث اليوم بسرعة أكبر بكثير مما مضى. ، موضحا ان التغير المناخي عملية تحدث على مدى فترة زمنية طويلة وفي الوقت يحدث خلال فترة زمنية وجيزة وهو الامر الذي التكيف أكثر صعوبة.

وعرض السيد صلاح خطر ارتفاع الملوحة باعتبارها واحدة من المخاطر الرئيسية يمكن أن يتأثر بها اكثر من ٩٩ ٪من تراثنا الاثري. الن هذه األمالح يمكن أن تغير تركيب الحجر في العديد من المواقع وتصبح أكثر قوة عندما تكون مصحوبة بالماء والرطوبة، مشيرا إلي أننا نلاحظ تلك الآثار السلبية في الجمالية والدرب الاحمر بالعين المجردة”.

 

وأضاف الدكتور غيث فريز ، مدير مكتب اليونسكو الاقليمي للعلوم بالدول العربية أن معظم هذه التغيرات تحدث بسبب الاثار الطبيعية ومع ذلك فان ما حدث في الاونة الاخيرة هو إلى حد كبير بسبب النشاط البشري وفى الواقع إساءة استخدام الولاية البشرية على الطبيعة. قوتنا األن أصبحت أكثر وضوحا ونحن نؤثر على الطبيعة وهو تأثير سلبي، وأن أهمية التطور في احترام الطبيعة بدلا من الإساءة إليها.

 وأكد عبد الوهاب عفيفي، عالم البيئة النباتية في الادارة المركزية للتنوع البيولوجي الوطني والنقطة الوطنية المركزية للحفاظ على البيئة في جهاز شؤون البيئة المصري، على أهمية استخدام المعرفة الثقافية والتقليدية للتكيف مع التغير المناخي والحفاظ على التنوع البيولوجي. وقال:” نحن بحاجة إلى حماية المعارف التقليدية للمجتمعات المحلية في البحر األحمر والمناطق األخرى، وهو الامر الذي يمكن أن يساعد في الحفاظ على التراث الثقافي”.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى