النيلحوارات و مقالاتمصر

“حكايات النيل ….”محمد علي” و “عجوة” و”الارز”

د خالد وصيف : خبير موارد مائية

لم يكن محمد على باصله الالبانى يثق بقدرة المصريين على القيام باى نشاط خارج اطار الزراعة، فاعتمد فى حروبه العسكرية على جنود اتراك والبان، واعتمد فى اعماله المدنية من زراعة وصناعة ومعمار على المدرسة الفرنسية التى كان مغرما بها. استقدم مهندسين فرنسيين لادارة شبكة الرى الجديدة التى شقها من نهر النيل لتنطلق .بالمياه فى حواف الصحراء لاستصلاحها.

عشرات الترع والقنوات شقها محمد على حتى اضاف  لمساحة الارض الزراعية مليون فدان كاملة خلال فترة حكمه ومع اهتمامه بالزراعة فهو لم يكن غافلا عن اهمية الصناعة كقاعدة للانطلاق والتقدم وخصوصا الصناعة القائمة على المنتجات الزراعية كان فكر محمد على يقوم على نظرية القيمة المضافة التى كتب عنها الاقتصاديون فى بداية القرن العشرين لكنه توصل اليها بحدس رجل الدولة الواعى بالرغم من جهله قواعد القراءة والكتابة والقيمة المضافة تعتبر ان تصدير القطن الخام لاوروبا هو يخدم المصانع والتجار الاجانب اكثر من المصريين كما ان تصدير الارز وهو مازال شعيرا يكون بقيمة متدنية نظرا لاحتياجه لعملية تبييض.

فى عام 1815، ساقت الاقدار لمحمد على ما كان يبحث عنه خلال العشر سنوات الاولى من حكمه وفؤجئ بالتماس من شاب من عامة المصريين اسمه حسين عجوة، يطلب مقابلته لامر هام. وافق الباشا على مضض واتى الشاب يعرض آلة جديدة ابتكرها لتبييض الارز الشعير، آلة سهلة التشغيل وتعمل بثورين فقط بدلا من الآلآت المستوردة اتى كانت تعمل باربعة ثيران. اعجب محمد على بالاختراع وامر عجوة ان يذهب الى مدينة دمياط ليبنى آلة بالطريقة الجديدة، وزوده بمايلزم من اخشاب وحديد، وحينما انتهى عجوة من تصنيع آلة دمياطوعاينها الباشا وراى انتاجها بنفسه امره الباشا بالتوجه الى رشيد لبناء آلة اضافية انتهى  منها فى وقت وجيز

دخول مصر عصر التصنيع عبر ماكينة تبييض الارز كانت خطوة واسعة حققت حلما من احلام محمد على لينطلق بعدها فى اقامة مصانع بميناء الاسكندرية وفى بولاق تخدم الجيش وتساعد فى توفير عملة اجنبية كان محمد على فى حاجة لها كما اهتم بزراعة المحاصيل غير التقليدية مثل الزيتون والنيلة واستمرت تلك النهضة حتى اضطر لتوقيع معاهدة مع انجلترا والدول الاوربية عام 1840 وهى المعاهدة التى قلصت عدد افراد الجيش المصرى وفتحت ابواب البلاد امام البضائع الاجنبية ورفعت الحماية عن المنتجات الوطنية فاغلقت المصانع وتم القضاء على اول تجربة لدخول “مصر عصر التصنيع والتى بداها المصرى الفصيح “حسين عجوة

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى