الأخبارالصحة و البيئةالمياه

تقرير “صادم” … 3 مدن عالمية تحول مياه الصرف إلي “الشرب”، ومصر رفضت لهذه الاسباب

كشف تقرير أصدرته الامم المتحدة عن ضرورة إعادة معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي لمواجهة زيادة الطلب علي المياه، ومنها تلبية إحتياجات مياه الشرب ، موضحا إن احد المدن التي تقوم بإعادة إستخدام مياه الصناعي والصحي لتوفير إمدادات مياه الشرب هي مدينة ويندهوك عاصمة ناميبيا، حيث تقوم بذلك منذ عام 1969 ، لمواجهة النقص المتكرّر بمياه الشرب، قامت المدينة بإنشاء بنية تحتيّة لمعالجة ما يصل إلى 35% من المياه المستعملة والتي تستخدم لاحقاً في تكميل مخزون مياه الشرب، أنّ سكان سنغافورة وكاليفورنيا (الولايات المتحدة) يشربون مياه مكرّرة ولم يصابوا بأذى.
وأوضح التقرير الذي حصلت “أجري توداي” علي نسخة منه ان هذه الممارسة تواجه رفضاً من الناس الذين قد تبدو لهم فكرة شرب أو استخدام مياه كانت ملوّثة من قبل غير مطمئنة، وبالتالي فإن نقص الدعم العام أدّى إلى عدم نجاح مشروع إعادة استخدام المياه لأغراض الري وتربية الأسماك في مصر في التسعينيّات.
أشار التقرير إلي إنّه يمكن إعادة استخدام كميات كبيرة من المياه في المجال الصناعي، حيث يمكن استخدام هذه المياه لأغراض التدفئة والتبريد عوضاً عن تصريفها في البيئة المحيطة. ومن المتوقع أن يتضخم سوق معالجة المياه الناتجة عن قطاع الصناعة بنسبة 50%، موضحا انه يمكن للمياه المستعملة المساهمة في زيادة إمدادات ماء الشرب، رغم ان هذه المسألة ما زالت ممارسة هامشيّة.
وطالب التقرير الحكومات بتنفيذ حملات توعية المساعدة في قبول الناس لهذا النوع من المشاريع من خلال الاستشهاد ببعض الأمثلة الناجحة مثل تجربة رواد الفضاء في محطّة الفضاء الدوليّة حيث يستخدمون نفس المياء المكرّرة منذ أكثر من 16 عاماً، موضحا إنه إلى جانب دور المياه المستخدمة في توفير مصدر بديل وآمن لمياه الشرب، فإنّها توفّر أيضاً مصدراً للمواد الخام. وبفضل تطوّر تقنيات تكرير ومعالجة المياه، يمكن الحصول على بعض المغذيات مثل الفسفور والنترات من مياه الصرف الصحي والرواسب وتحويلها إلى سماد.
وأضاف إنه يمكن تلبية ما يقارب 22% من الطلب العالمي على الفسفور الذي يعدّ مصدراً معدنيّاً محدوداً ومستنفداً، من خلال معالجة الفضلات البشريّة. وقامت بعض البلدان بالفعل مثل سويسرا بسن قانون ينص على الاستخراج الإلزامي لبعض المغذيات مثل الفسفور.
وأوضح التقرير الدولي إنه يمكن استخدام المكونات العضويّة الموجودة في مياه الصرف الصحي في إنتاج الغاز العضوي والتي قد تساعد في تمكين مصانع معالجة المياه، ومساعدتها على التحول من أبرز مستهلكي الطاقة لتصبح غير منتجة لغاز ثاني أكسيد الكربون بل وحتى منتجة للطاقة، مشيرا إلي أن حكومة اليابان، قررت استخلاص 30% من الطاقة الحيويّة من مياه الصرف الصحي بحلول عام 2020، بينما تنتج مدينة أوساكا 6500 طن من الوقود الصلب من قرابة 43 ألف طن من رواسب مياه الصرف الصحي.
وشدد التقرير علي إنه يجب ألا تكون هذه التقنيات بعيدة عن منال البلدان النامية حيث أنّه هناك حلول قليلة التكلفة لمعالجة المياه واستخراج الطاقة والمغذيات، موضحا إنه قد لا تكون هذه الحلول كافية بعد لمعالجتها لدرجة أن تصبح صالحة للشرب ولكنها كفيلة على الأقل بتوفير مياه نقيّة ومستدامة لاستخدامات أخرى مثل الري، كما أن مبيعات المواد الخام المستخرجة من مياه الصرف الصحي قد تقدّم مصدر دخل إضافيّ من شأنه تغطية تكاليف الاستثمار والتكاليف التشغيليّة لمعالجة مياه الصرف الصحي.
واشار إلي أنّه تم تحقيق بعض التقدّم في هذا المجال. ففي أمريكا اللاتينيّة مثلا، تضاعفت جهود معالجة مياه الصرف الصحي منذ أواخر التسعينيات وتغطي ما يتراوح بين 20% و30% من مياه الصرف الصحي التي تجمع في شبكات الصرف الصحي في المدن ولكن ذلك يعني أيضاً أنّ حوالي 70% إلى 80% من هذه المياه تبقى بدون معالجة، وبالتالي فإنه ما زال هناك المزيد من العمل بهذا الخصوص. وسيجري اتخاذ خطوة ضروريّة بهذا الخصوص مع انتشار الوعي بقيمة الاستخدام السليم للمياه المعالجة وما ينتج عنها كبديل عن المياه العذبة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى