النيلحوارات و مقالات

مياه النيل .. خط أحمر .. فعلا ! ؟

تكتبه: كريمة السروجي

عندما تصدرت للكتابة عن مشكلة تضييع أثيوبيا للوقت في قضية اتمام الدراسات اللازمة لعملية انشاء سد النهضة دون احداث أضرار جانبية على مصر كدولة اساسية لمصب نهر النيل، وفي الطريق المائي للنهر عند دولة الممر .. السودان التي تدخل كدولة مصب من الدرجة الثانية، أوضحت مراحل التسويف والمماطلة احياناً والتحجج بالقضية أحياناً آخرى للخلاف إما على نقاط جوهرية يطلب الفنيين الاثيوبيين التغاضي عنها من قبل نظرائهم المصريين، أو نقاط بسيطة على الطرف الأثيوبي الاقتناع بها لتضييع المزيد والمزيد من الوقت دون البدء في الدراسات الهامة والضرورية، وبعد نحو الشهرين من كتابة مقالي السابق “أثيوبيا وسياسة تضييع الوقت في مفاوضات سد النهضة” في موقعنا المتميز “agri2day .com”، نجد أن المحصلة صفر نحو احداث أي تقدم من أي نوع للدرجة التي اتخذت الدولة قراراً برفع يد العون الفني لوزارة الري في المفاوضات، ونقل مسئولية المتابعة والتصرف لوزارة الخارجية، وما اعلنه السيد سامح شكري وزير الخارجية المصرية عقب هذا القرار في لقائه مع عدد من المسئولين الأفارقة في منطقة حوض النيل .. أن نهر النيل بالنسبة لمصر “خط أحمر”.

لكن .. حتى الآن لم نرى أي ترجمة فورية لهذا التحذير أو لتحقيق هذا ” الخط الأحمر “، لحماية حقوقنا المائية من النهر الأزرق الذي يمول فيضان النيل بنحو ٨٤ مليار متر مكعب من مياه النهر وتحصل مصر منها على ٥٥،٥ مليار متر مكعب .. والباقي للسودان.
وربما تكونوا لاحظتم معي خلال هذه الفترة وعلى مدار الأيام الأخيرة ما تناولته الصحف حول تصريحات وزير الاعلام السوداني .. السيد جلال عثمان، والذي أعلن تصريحات مغايرة لتصريحات قديمة لبعض المسئولين السودانيين وعلى رأسهم رئيس السودان عمر حسن البشير، وهي أن سد النهضة مفيد جداً للسودان حتى جاءت تصريحات جلال، ما يجعلنا نندهش حيث أشار إلى مخاوف سودانية من بناء السد.

ولحقها السفير الأثيوبي بالقاهرة “تايبي أثقاسيلاسي أمدي” بتصريحات أشار فيها اعتراف أثيوبيا بوجود خلافات مع القاهرة وأن أثيوبيا تشجع لحل سياسي ؟!، فكيف لنا أن نواجه خلاف فني بحل سياسي ؟؟!! .. لأ .. وزيادة على ذلك أردف مكملاً اننا مستعدون لإجراء تعديلات على سد النهضة حتى لا تتضرر مصر والسودان، في عودة مرة آخرى لحل الخلاف الفني بحل فني ؟!.
ونحن لا نعلم هل كلامهم هو كلام حكومتهم .. ولا “طق حنك” ؟!!
الأيام بيننا …

وبناسبة أن الأيام بيننا فقد رصدت الأقمار الصناعية في منطقة حوض النيل تجمعاً مائياً، قيل عنه ٢٠٠ مليون متر مكعب من المياه أمام سد النهضة وهو ما جعل الدنيا “تقوم” ولكنها عادت للجلوس في وزارة الري، التي بادرت بنفي أن تكون أثيوبيا بدأت التخزين في بحيرة السد التي تستوعب ٧٤ مليار متر مكعب من المياه دون اخطار مصر، أو الاتفاق معها .. تنفيذاً بما تم الاتفاق عليه بين مصر والسودان وأثيوبيا في اعلان المباديء الموقع من رؤساء الدول الثلاث.
خاصة وأن الأعمال الانشائية للجزء الأوسط من السد لم تنتهي وهو الجزء المقرر غلقه تماماً أمام المياه والتعلية حتى ١٤٥ متراً، وااذي يقع غربه قنوات امرار المياه من ناحية ومن ناحية آخرى محطة الكهرباء بعيونها الاثنى عشر.

ولو عدنا للوراء لفترة تولي المهندس وليد حقيقي منصب المتحدث الرسمي لوزارة الري كان آخر تصريح له قبل “شلحه” من المنصب أن حرب المياه في حوض النيل سوف تبدأ في يوليو ٢٠١٧، حيث أكد حقيقي نية أثيوبيا بدء التخزين في بحيرة السد مع فيضان النيل الحالي .. فهل كانت تصريحات “حقيقي” كلام “حقيقي” ولا هو .. “اتشلح” من المنصب بسبب حاجة تانية ؟!.

نحن لا نصطاد لأحبائنا من مسئولي الري والخارجية فكلهم ناس على راسنا ونتمنى نجاحهم من أجل مصر ولكن كل هذا التضارب والأقوال “عكس عكيس” ماذا يفعل المواطن المصري الغلبان الذي بات مهدداً في أهم مورد لحياته ومستقبله “ماء النيل” .. وهل مياه النيل فعلاً خط أحمر ؟

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

Agri2day

أول بوابة إلكترونية متخصصة فى الزراعة والأراضي والمياه والبيئة والانتاج الحيواني والداجنى وصادراتهم ويناقش أوضاع أسواق المحاصيل والبورصة العالمية للمنتجات الزراعية بالإضافة الى تغطية العلاقات الإفريقية ودول حوض النيل
زر الذهاب إلى الأعلى