الأخبارالصحة و البيئةالمبيدات

عاجل “الصحة العالمية” تطالب الحكومات بنظام “صارم” لمتابعة متبقيات المبيدات وحظر المبيدات “الاكثر سمية”

أكد تقرير رسمي أصدرته منظمة الصحة العالمية، ان مبيدات الافات الزراعية تُعنبر ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة بسبب التسمم الذاتي، ولا سيما في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل ، موضحا أن مبيدات الآفات سامة بطبيعتها وتنتشر رويداً رويدا في البيئة، فإن إنتاجها وتوزيعها واستخدامها يقتضي صرامة التنظيم والمراقبة، ومن الأمور اللازمة أيضاً الرصد المنتظم لمخلفات مبيدات الآفات في الغذاء والبيئة.

وأوضح التقرير الصادر اليوم الاربعاء إن لمنظمة الصحة العالمية هدفان فيما يتعلق بمبيدات الآفات، الاول هو حظر مبيدات الآفات الأشد سمية بالنسبة للإنسان، فضلا عن مبيدات الآفات التي يستمر وجودها في البيئة لأطول فترة زمنية، وحماية الصحة العمومية عن طريق وضع حدود قصوى لمخلفات مبيدات الآفات في الغذاء والمياه.

وأشار التقرير إلي ان الفئات السكانية الأشد عرضة للخطرتتمثل  في الأشخاص الذين يتعرضون لمبيدات الآفات بشكل مباشر. وتشمل هذه الفئة العمال الزراعيين الذين يستخدمون مبيدات الآفات، وغيرهم من الأشخاص الموجودين في نفس المكان أثناء رش المبيدات وبعد رشها مباشرةً.، موضحا ان السكان يتعرضون بوجه عام من غير الموجودين في نفس المكان عند استخدام مبيدات الآفات لمستويات أقل بشكل ملحوظ من مخلفات مبيدات الآفات من خلال الغذاء والمياه.

وشدد التقرير علي إنه ينبغي ألا يتعرض أي شخص لكميات غير مأمونة من مبيدات الآفات، وضرورة  توفير الحماية الكافية للأشخاص الذين يقومون برش مبيدات الآفات على المحاصيل الزراعية، أو في المنازل، أو في الحدائق. أما الأشخاص الذين لا يشتركون بشكل مباشر في رش مبيدات الآفات، فينبغي عليهم الابتعاد عن المكان أثناء الرش وبعده مباشرة.

وقالت المنظمة الدولية إنه يجب أن يكون الغذاء الذي يتم بيعه أو التبرع به (مثل المعونات الغذائية) ممتثلاً للتنظيمات الخاصة بمبيدات الآفات، ولا سيما الحدود القصوى لمخلفات المبيدات. ويتعين على من يزرعون غذاءهم بأنفسهم أن يتبعوا تعليمات الاستخدام المعنية عند استخدام مبيدات الآفات، وأن يحموا أنفسهم عن طريق ارتداء القفازات وأقنعة الوجه عند الضرورة.

 

واضافت منظمة الصحة العالمية إنه يمكن للمستهلكين أن يحدوا من مدخول مخلفات مبيدات الآفات عن طريق تقشير أو غسل الفواكه والخضروات، وهو ما يقلل أيضاً من الأخطار الأخرى المنقولة بالغذاء مثل البكتيريا الضارة.

وذكر التقرير الدولي إن مبيدات الآفات يمكنها الوقاية من الخسائر الكبرى في المحاصيل، ومن ثم سيستمر قيامها بدور مهم في الزراعة. بيد أن التأثيرات الناجمة عن التعرض لمبيدات الآفات على الإنسان والبيئة تمثل هاجساً مستمراً، موضحا إنه ينبغي أن يتم الامتثال بالممارسات الزراعية الجيدة عند استخدام مبيدات الآفات لإنتاج الغذاء، سواء للاستهلاك المحلي أو بغرض التصدير، وذلك بغض النظر عن الحالة الاقتصادية للبلد المعني. ويلزم على المزارعين خفض كمية مبيدات الآفات المستخدمة إلى الحد الأدنى الضروري لحماية محاصيلهم، ومن الممكن أيضاً، في ظروف معينة، إنتاج الغذاء دون استخدام مبيدات الآفات.

ووفقا للتقريرتتولى منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة، المسؤولية عن تقييم مخاطر مبيدات لآفات على الإنسان، سواء من خلال التعرض المباشر أو من خلال المخلفات الموجودة في الغذاء، كما تتولى المسؤولية عن إصدار التوصيات اللازمة لتوفير سبل الحماية.

وأضاف التقرير:” يتولى إجراء تقييمات المخاطر الخاصة بمخلفات مبيدات الآفات في الغذاء فريق خبراء علمي دولي مستقل يتمثل في المؤتمر المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمعني بمخلفات مبيدات الآفات، موضحا ان هذه التقييمات تقوم على أساس جميع البيانات المقدمة بشأن تسجيل مبيدات الآفات على المستوى الوطني في جميع أنحاء العالم فضلاً عن جميع الدراسات العلمية المنشورة في المجلات الخاضعة لاستعراض الأقران.

ويقوم هذا الفريق، بعد تقييم مستوى المخاطر، بوضع الحدود الخاصة بالمدخول المأمون بُغية ضمان ألا يؤدي مقدار مخلفات مبيدات الآفات التي يتعرض لها الناس من خلال تناول الغذاء على مدار حياتهم إلى آثار صحية ضارة.

ويتم استخدام هذه المدخلات اليومية المقبولة من جانب الحكومات والهيئات الدولية المعنية بإدارة المخاطر، مثل هيئة الدستور الغذائي (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بوضع المعايير الخاصة بالغذاء)، من أجل وضع الحدود القصوى لمخلفات مبيدات الآفات في الغذاء. وتمثل معايير الدستور الغذائي المرجع بالنسبة للتجارة في الأغذية على المستوى الدولي، حتى يكون المستهلكون في كل مكان على ثقة من أن الغذاء الذي يشترونه يفي بمعايير المأمونية والجودة المتفق عليها، أينما تم إنتاجه. وجدير بالذكر أنه يوجد في الوقت الحالي معايير للدستور الغذائي خاصة بأكثر من 100 نوع مختلف من مبيدات الآفات.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى