الأخبارحوارات و مقالات

المهندس “أحمد كرات” يكتب:  قناطر “إسنا”.. مشروع “عملاق” من عصر الخديوي عباس حلمي

يكتبها- رئيس قطاع الخزانات والقناطر الكبري السابق – وزارة الموارد المائية والري

 

الحديث عن القناطر والخزانات التي أنشئت علي إمتداد نهر النيل، كمشروعات عملاقة تحتاج إلي المزيد من التفاصيل حتي تتناقلها الاجيال كنماذج نجاح رسخت لها مدرسة الري المصري، ودعونا نبدأ من اول قناطر رئيسية علي النيل تابعة لقطاع الخزانات والقناطر الكبري وهي قناطر “إسنا” ليعيش المواطن الغير متخصص معنا، فلابد ان يتعرف علي هذا المصطلح، وما يعنيه من دلالات هندسية كأحد المنشات المائية الهامة علي إمتداد نهر النيل.

فقناطر “إسنا”، قصة تعود إلي الماضي ، عندما قام أجدادنا العظماء بإنشاء قناطر إسنا القديمة في عام ١٩٠٦ م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عند الكيلو ١٦٩ شمال خزان أسوان والحقوا بها هويس ملاحي عرض ١٦ متر وبطول ٨٠ متر ليسمح بمرور السفن وكذلك انشاء كوبري أعلي القناطر ليسمح بمرور السيارات حتي حمولة ٢٠ طن.

وهذه القناطرهي ببساطة منشاً يستخدم في التحكم في ادارة المياة حيث يحجز المياة أمامه ويتم امرار منه الي الخلف الاحتياجات من مياة الزراعة والشرب والصناعة لتصل الي مستخدميها في الوقت المناسب وحسب الاحتياجات ، وعند انشاء قناطر مثل قناطر إسنا التي سنتكلم عنها تكون المياة أمامها يعني جهة الجنوب أعلي من المياة خلفها اي في الجهة البحرية بإتجاه القاهرة والدلتا. فإذا كان الممر المنشأ عليه القنطرة ملاحي مثل نهر النيل لابد من انشاء ما يساعد السفن للانتقال بين المياة المرتفعة الي المياة المنخفضة والعكس اي انها تحتاج الي ما يشبه  “ألاسانسير” لنقلها للصعود الي المياة المرتفعة او النزول الي المياة المنخفضة ويطلق عليه لفظ هويس بدلا من أسانسير.

وبما اننا نمرر احتياجاتنا من مياة الزراعة والشرب والصناعة من المياة المرتفعة المحجوزة في الجهة الجنوبية الي المياة المنخفضة في الجهة البحرية اذا هذة مساقط يمكنها ادارة توربينات تستغل في توليد الكهرباء لهذا نلحق في جسم القناطر محطة توليد كهرباء ويمكن ايضا الاستفادة من القناطر بإنشاء كوبري عليها لمرور السيارات،

اذا يمكن تلخيص الغرض الرئيسي من انشاء القناطر الي نقطتين:

١- حجز المياة أمامها وبالتالي تغذية الترع الرئيسيّة الآخذة من أمامها مثل ترعة اصفون والكلابية الآخذين من امام قناطر إسنا والتي يلزم ان يكون لكل ترعة قنطرة في بدايتها تسمي قنطرة فم للتحكم في كمية المياة التي يسمح بامرارها حسب الاحتياجات للزراعة والشرب والصناعة.

٢-التحكم في أمرار الاحتياجات من القناطر الرئيسيّة من الامام للخلف اي من الجهة الجنوبية للجهة البحرية،

اما انتاج الكهرباء فهو منتج ثانوي ينتج اثناء مرور المياة التي نحتاج اليها للزراعة والشرب والصناعة عبر التوربينات،وكذلك الكوبري لمرور السيارات يتم إنشاءه للاستغلال جسم القناطر في انشاء بلاطة الكوبري، اما الاهوسة فنضطر لإنشائها لنقل السفن بين المياة المرتفعة والمنخفضة والعكس.

وبالرغم من الفوائد العظيمة التي تقدمها القناطر من التحكم في ادارة المياة  ورفع المياة أمامها لتغذية الترع الآخذة من أمامها بمياة يكون منسوبها مرتفع يسهل علي أهالينا في رفع المياة الي الاراضي الزراعية حتي لا يضطر الي رفع المياة بارتفاعات كبيرة فأصبح يرفعها فقط بارتفاعات صغيرة فهي ايضا لو تركت حتي تنهار ولَم تراقب ويتم عمل الصيانة اللازمة لها والتدخل في الوقت المناسب بإنشاء بديل لها فإنها تصبح قنبلة مدمرة في حال انهيارها تكون خطورتها اكبر بكثير من القنابل النووية،لهذا في الوقت المناسب قام قطاع الخزانات والقناطر الكبري بإنشاء قناطر إسنا الجديدة في الفترة من ١٩٨٩ حتي عام ١٩٩٤.

دعونا نستكمل هذا الحوار الشيق في مقالات جديدة تروي لنا ماذا صنع الاجداد، وماذا يجب ان نفعل لحماية منشات النيل أو إعادة تأهيلها.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى