الأخبارالصحة و البيئةالمناخ

موقع أمريكي: تغير المناخ في مصر أخطر من مشكلة الأمن.. الإسكندرية مُهددة

حذر موقع الراديو الوطني العام الأمريكي «إن. بي. آر» في تقرير له، الأحد، من خطورة تغير المناخ في مصر، موضحًا أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثر على السواحل التي باتت مهددة بالاختفاء.

لموقع الأمريكي ذكر أن مشكلة مصر لم تعد تقتصر على الأمن، بل إن هناك قلقا أكبر بكثير يلوح في الأفق وهو تغير المناخ. وأوضح أن العلماء يتفقون عموما على أن تغير المناخ الذي يتسبب فيه البشر، أي تأثير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من أشياء مثل السيارات والمصانع

يجعل مستوى سطح البحر أعلى ومياهه أكثر دفئا.

ووفقا للموقع، يؤثر ارتفاع منسوب مياه البحر على دلتا نهر النيل، وهو المثلث الذي ينتشر فيه النيل ويصب في البحر، والذي تعتمد عليه مصر في الزراعة. ووفقا للبنك الدولي، فإن مصر، مع معدلات الفقر المرتفعة أصلا والنمو السكاني السريع، هي واحدة من البلدان الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ.

وذكر الموقع أنه على طول الواجهة البحرية في الإسكندرية، أقامت الحكومة حواجز لمواجهة العواصف الشتوية الشرسة على نحو متزايد.

ويتوقع كثير من العلماء، بحسب الموقع، ارتفاع مستوى سطح البحر في الإسكندرية، على سبيل المثال، إلى أكثر من قدمين بحلول نهاية القرن، وزعم «الموقع» أن بعض المباني التاريخية تنهار بالفعل، حيث إن المياه المالحة تتسرب إلى الطوب، ويمكن أن تغمر الأحياء بأكملها.

وأشار الموقع إلى أنه منذ آلاف السنوات غرقت ثروات الإسكندرية في البحر بعد أكثر من زلزال، وأوضح أن الظروف المناخية الحالية وارتطام ماء البحر بما يحمله من أملاح على العديد من المباني التاريخية ينذر بإمكانية انهيار مبان واختفاء أحياء بأكملها.

ولفت إلى ما جرى لفنار الإسكندرية، الذي كان من عجائب العالم القديمة، وكان أطول مبنى في العالم على مدار 2000 عام تقريبا، لكنه انهار وسقط في البحر بعد وقوع سلسلة من الزلازل ما بين القرنين العاشر والرابع عشر. وعلى مدار قرون ابتلعت المياه الصخور والأحجار وأوصلتها إلى الساحل.

ورصد الموقع، في تقريره، الآثار الحالية لتغير المناخ على الأوضاع في الإسكندرية، ونقل عن أحد الصيادين قوله إن الأسماك أصبحت أصغر عن ذي قبل، لأن مياه البحر أكثر دفئا، كما يقول، الأسماك الكبيرة قد تراجعت إلى أعماق المياه الأكثر برودة.

قضية تغير المناخ سببت قلقا كبيرا للخبراء، ونقل الموقع عن محمد الراعي، الأستاذ بجامعة الإسكندرية، قوله إن ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤثر على جميع السواحل وجميع الشواطئ، وأضاف: «تظهر النماذج أن الشرق الأوسط سيشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، وانخفاضا ​​في هطول الأمطار».

وتتنبأ معظم النماذج بمتوسط ​​ارتفاع في درجات الحرارة لأكثر من 3 درجات فهرنهايت على أجزاء من مصر خلال العقود الأربعة المقبلة.

ويقول «الراعي» إن آثار الطقس الأكثر سخونة، بما في ذلك انخفاض الأمطار، ستتسبب في خفض الإنتاجية الزراعية بنسبة تتراوح بين 15 و20%، وهي ضربة قوية لبلد يكافح بالفعل لإطعام شعبه.

ووفقا للموقع، تزرع أكثر من نصف محاصيل مصر على طول دلتا النيل، حيث بدأت ضفاف النهر تتآكل. ومع ارتفاع منسوب مياه البحر، تتسرب مياه البحر إلى مياه النيل المستخدمة للري، والتي ستتسبب في موت المحاصيل.

ويشكو أحد المزارعين، الذي عمل في الزراعة لـ50 عاما، للموقع من أزمة موت المحاصيل المتزايدة، قائلا: «إذا روينا المحاصيل بالمياه المالحة ستموت فورا، إذا كان لدى مياه أنقى وأفضل، لكنت زرعت الأرز والقطن. لكن الآن سأزرع أي شيء».

وأضاف «الموقع» أن العديد من المزارعين تخلّوا عن زراعة العديد من المحاصيل التقليدية، مثل قصب السكر بسبب المياه المالحة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى