النيلحوارات و مقالاتمصر

رؤية عن قرب

تكتبها: كريمة السروجي

 

السيسي في أربع دول أفريقية .. خير وبركة

هل تنظم اثيوبيا رحله بالطائرة للصحفيين المصريين فوق سد النهضه ؟

السيسي في أربع دول أفريقية .. خير وبركة منهم دولتين تقعا في حوض النيل، الحوض الذي يضم مصرنا منذ آلاف السنين الضاربة في عمق الزمن.

هاتان الدولتان .. تنزانيا ورواندا وهما من أوائل الدول التي وقعت اتفاقية حوض النيل الجديدة التي أرادتها أثيوبيا ومن ورائها بديلة لكل اتفاقيات الحوض القديمة التي تؤكد أن حق مصر في مياه النيل والمقدر رقمياً بـ 55.5 مليار متر مكعب من مياه الأمطار الحبشية سنوياً، حقاً تاريخياً مكتسباً وليس منه الهضبة الأثيوبية.
فجغرافياً لو لم تنسكب المياه جارية من أعلى الهضبة إلى مجرى النيل الأزرق عابراً السودان إلى النيل الرئيسي ممتزجاً مع النيل الأبيض الرفيق عند ملتقى المقرن بالخرطوم إلى أسوان وإلى مصر كلها بطول النيل من أسوان حتى فرعي رشيد ودمياط إلى البحر المتوسط قبل انشاء السد العالي وحفظ المياه الضائعة في بحيرته فإلى أي الأماكن يذهب ويجري ؟! إن كانت هذه هي مشيئة الله.

وعندما تدخلت مشيئة البشر لإعتراض سيناريو مجرى النيل من الهضبة الحبشية لمصر قسراً، قامت الدنيا ولن تقعد إلا باستتاب الأمور وعودة المياه لمجاريها، ونعود لتنزانيا ورواندا ومباحثات الرئيس السيسي مع مسئولي الدولتين والتعاون المشترك وجهود الدولة المصرية في توفير منح التدريب وتأهيل شباب ومهندسي الدولتين الشقيقتين .. فهل تناولت المباحثات رجوع الدولتين عند التوقيع ؟ .. طبعاً دي قرارات سرية لكن تصريحات الرئيس التنزاني ماجافولي: أن دول حوض النيل “قادرة” على تحقيق التوافق بما يرضي جميع الأطراف عقب المباحثات مع السيسي في العاصمة التنزانية دار السلام، يعني رجوع دول الاتفاقية للاطارية التي لا تعترف بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل والموافقة على شواغل الدول المصرية نحو بنود الاختلاف الثلاثة المعنية بالازعان لاتفاقيات مصر القديمة مع دول الحوض التي تحفظ هذه الحقوق دون نقصان بإعتبار موارد النهر المائية هي المورد المائي العزب الوحيد الذي تعتمد عليه مصر في قضاء حاجاتها بنسبة 95%، عكس دول الحوض التي تتمتع كل واحدة منها بفيض من الأنهار وعشرات منها داخلها مثل تنزانيا، أو الموافقة على بند الاخطار المسبق بأي منشأ مائي لدراسة قبل البدء .. عنوة .. دون أخذ رأي دولتي الممر والمصب، السودان ومصر ; أو حتمية اتخاذ القرارات بالاجماع كما تطلب مصر لضمان أن يكون لصوتها دور في تغيير أي مسار مشبوه .. لا سمح الله أو أمور أخرى للضرر بأي من الدول؟
كل هذه تساؤلات مشغوفة بالرغبة في الحصول على اجابات ولا يضر مصر أبداً الاستمرار في دورها نحو دول حوض النيل وأفريقيا كلها حيث مع كل ما يحدث لم ينقطع هذا الدور وإن بعدت خيوطه يعض الشيء .. فلا زالت مصر تحفر الآبار المائية لتوفير مياه الشرب لمواطني الدول البعيدة عن مجرى النهر، وما تتكلفه هذه المشروعات من مئات وملايين الدولارات في أوغندا وتنزانيا ورواندا وبوروندي وكينيا والسودان والكونغو، فضلاً عن منح التدريب والتأهيل وتوفير الخبرة المصرية المتراكمة بتفوق في كل مجالات الموارد المائية والري.

ولعل الزيارة الرئاسية لرواندا تأتي على نفس المسار من تحقيق تعاون يلقي بظلاله لحفظ حق الشقيقة الكبرى التي نال منها الاستغلال والفساد ما كان يمكن أن يجعلها كبرى في كل شيء، ولكن لم ولن ينسى الله مصر أبداً فهو حافظ لها ولشعبها ما دامت الحياة.

وفي متابعة سريعة لزيارة الرئيس السيسي لرواندا قال الرئيس الرواندي كاجامي بعد جلسة المباحثات التي جمعته مع السيسي أن مصر شريك محوري في جهودنا في جعل الاتحاد الافريقي أكثر فاعلية، وفي هذا الجزء بالذات أوجه ندائي للاتحاد الأفريقي أن تشمل جهوده الاصلاحية التي يضطلع بدور هام فيها الرئيس الرواندي كاجاي الاتفاقية الاطارية الجديدة المعروفة باتفاقية عنتيبي نسبة للمدينة الأوغندية التي وقعت فيها الاتفاقية ابريل 2010.

بالاضافة لشمولها السدود ومشاكلها وتأثيراتها على باقي الدول وفي مقدمتها سد النهضة الأثيوبي ليكون دور الاتحاد الأفريقي ليس سياسياً واقتصادياً فقط ولكن تنموياً اجتماعياً لحماية حقوق الشعوب في الحياة.
والشيء بالشيء في الحياة يذكر حيث زار الرئيس السيسي خلال زيارته لرواندا النصب التذكاري لضحايا الابادة الجماعية في رواندا التي وقعت في آواخر تسعينات القرن العشرين والتي سقط فيها ضحايا تخطى عددهم المليونين وكانت الجثث وقتها تلقى في مجرى نهر النيل، وانطلقت الشائعات وقتها (عام 1996) حيث كان وزير الري وقتها الدكتور محمد عبدالهادي راضي رحمه الله .. أن الجثث الرواندية تملأ بحيرة ناصر وأن المياه القادمة لمصر كلها ملوثة بالدماء والجثث المتحللة للقتلى ولم يكن أمام الحكومة المصرية وقتها من حل سوى تخصيص طائرة تحمل مندوبي الصحف المصرية كلها، قومية وحزبية ومعهم الوزير وكنت أنا مندوبة عن جريدتي المحبوبة (الأخبار) باعتباري محررة شئون الري وطافت بنا الطائرة فوق البحيرة ثم بعدها تخصيص واحدة من سفن أبحاث السد العالي للكتابة والتصوير عن قرب من داخل البحيرة بطولها وعبر مسطح مياهها الواسع لنكشف للناس في مصر أن لا جثث في مياهنا ولا تلوث خاصة أن رواندا نفسها تبعد عن مصر بنحو يزيد على 6 آلاف كيلومتر، يقطعها النهر على امتداد دولة العشر أو الأحد عشر بعد انفصال جنوب السودان.

وفي رأي ولمن يريد أن يستفيد أن هذه الجولة بالطائرة ثم السفينة للتحقق من كذب اشاعة انتشار الجثث الرواندية في بحيرة ناصر، كانت أفضل طريقة لتكذيب أي اشاعة وياليت حكومتنا الرشيدة أن تطلب من أثيوبيا تنظيم جولة للصحفيين المصريين للتأكيد على أنها لم تقم بالتخزين في بحيرة السد حتى مع التسليم بأن منشآت سد النهضة حققت حتى الآن انجاز (60%) فقط منه بما لا يسمح بالتخزين.
وبعد ذلك تأتي زيارتي الجابون وتشاد كواحدة من الزيارات الهامة التي تؤكد بيقين عودة مصر لأحضانها التي لا شك أنها أحضان أفريقية دافئة مفيدة عند استغلالها بصدق وبأهداف محددة تتحقق على أرض الواقع (فيد واستفيد).

اجري توداي على اخبار جوجل

 

Agri2day

أول بوابة إلكترونية متخصصة فى الزراعة والأراضي والمياه والبيئة والانتاج الحيواني والداجنى وصادراتهم ويناقش أوضاع أسواق المحاصيل والبورصة العالمية للمنتجات الزراعية بالإضافة الى تغطية العلاقات الإفريقية ودول حوض النيل
زر الذهاب إلى الأعلى