الأخبارالانتاجالصحة و البيئة

 حولته المبيدات من شاب إلي كهل : >> “سعيد”: المبيد يخترق جسدي قبل ان يصل إلي “الزرع”

 سعيد ابراهيم مواطن بسيط من أحدي قري المنوفية، دفعته البطالة إلي البحث عن المخاطر، حاول احد مزارعي الفراولة، الاستعانة به للعمل في مكافحة الافات التي تصيب محصوله، فربما يمتهن وظيفة جديدة، نادرا ما يحاول الشباب الاقبال عليها، فهي مهنة من لا مهنة له، “رش المبيدات”.

12 عاما، مقابل جنيهات معدودة لا تتجاوز 400 جنيها شهريا، لديه بنتان وولد، اكبرهم الابنة في نهاية المرحلة الابتدائية، يمارس أخطر مهنة، يستنشق المرض مع كل رشة مبيد، قبل ان تصل إلي النبات تخترق رئتيه، مقابل 5 جنيهات عن كل عبوة، حولته من شاب في الثلاثينيات من عمره، إلي رجل كهل في الخمسينيات ، تدفع من يراه للشفقه عليه، ومساعدته، بينما يكتفي بكلمات بسيطة تدمع من ينصت لمعانيها:” الاعمار بيد الله ، مرة نقلب المبيد، بالعصا، وآخري بيدي، علشان تمشي المصلحة، أتجاهل الصداع والهمدان الذي أعاني منه بسبب المبيدات، والذي كثيرا ما يبدو علي ملامحي صيفا،  لان خلفي  4 أفواه تنتظر من يطعمها، والمبيد قبل ما ينزل علي النبات بينزل عليا علشان ..وده كله علشان اربي عيالي من الحلال” ..كلمات تحمل معاني البساطة، والقناعة وهو ما دفع سعيد، للتأكيد علي صحة كلامه حيث قدم لنا عددا من الصور خلال رحلته لرش المحاصيل الحقلية، موضحا انه يغادر منزله في السابعة صباحا بقريته منشاة أبوزكري ، متجها إلي احد حقول البصل، لرشه بعد شكوي مالك الارض، البالغ مساحتها 8 قراريط، من وجود آفات وحشرات، تهدد الانتاج ،  بينما طلب سعيد منه إحضار  مبيد فطري وحشري، بالاضافة إلي مغذي ، وبودرة سبيداج ، ظنا منه انها الروشته السحرية التي تقضي علي هموم الفلاح، وتحقق له اعلي عائد، وتحفظ له إنتاجه.

 

وتقدم “سعيد” إلي أحدي المجاري القريبة من الحقل، وأحضر ” جركل” ماء ، مفتوح من الاعلي واضافة علي 4 انواع من المبيدات والاسمدة الورقية، قام بخلطها جميعا، تمهيدا للبدء في اعمال الرش، رغم انه اكد ان لكل “زرعة” مبيد.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى