الأخبارحوارات و مقالات

إرهاصات فكرية: “التنمية “….”الاستدامة”….”الحوكمة”  وبناء الدولة المصرية

يكتبها: بيومي عطية رئيس قطاع التخطيط الاسبق وزارة الموارد المائية والري

كلمات لمصطلحات شديدة الأهمية ، نتباهى في استخدامها كثيرا في حواراتنا التليفزيونية ببرامج “التوك شو” …أو لنضيء بها كتبنا لتغطى بريقا أكبر عند نشرها …أو نزين بها مقالاتنا المطولة في شتى وسائل الإعلام المتاحة .
كل ذلك دون أن نبذل الجهد الضروري والمطلوب في فهمها بالعمق الكافي ، والاقتناع الكامل بأن هذه المصطلحات الثلاثة مرتبطة يبعضها ارتباطا وثيقا ، ولا بمكن بأي حال من الأحوال أن نستخدم أِحداها ونهمل الأخرى.
لذلك ..نفشل فشلا ذريعا ومدويا في تطبيقها على أرض الواقع ، رغم أننا في مصر على يقين بأن”أعادة بناء الدولة المصرية ، وتحويلها من شبه دوله (كما يراها فخامة رئيس الجمهورية ) ….. لدولة متماسكة ومتكاملة الأركان “..يقتضى فهمنا لهذه المصطلحات وسبل تطبيقها على الوجه الأمثل .
والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة الآن هو : ما ألسبب في هذا الفشل الذريع في أِعادة بناء الدولة المصرية وهيكلة الكثير من عناصرها من جديد !!؟؟.

هل السبب يكمن في قلة أو (ندرة) العلماء والمتخصصين والخبراء المصريين ، المؤهلين لتحمل عبء ومسؤولية هذا العمل !!؟؟.

هل السبب يتمثل في حاجتنا الملحة دائما وفى كل المجالات إلى وجود خبراء ومستشارين أجانب ، قاموا بتطبيق هذه المصطلحات وتوظيفها بنجاح فى بلادهم ، لنقل خبراتهم فى هذه المجالات أِلينا ، بعد تطويعها لتلاءم ظروفنا وخصائص دولتنا المصرية !!؟؟.

هل السبب يرجع إلى ” الفساد ” بكافة أنواعه وصوره ، الذي طال وأحكم قبضته الشيطانية على كل جوانب حياتنا …هذا الفساد الذي لم نهتدي أو نبتكر في مصر حتى الآن إلى طرق وسيل ألقضاء عليه !!؟؟.

هل السبب هو أن مصرنا الحبيبة ، مختلفة عن كافة دول العالم ، التي نجحت في تجارب التنمية المستدامة ولم تغفل او تهمل مبادئ الحوكمة !!؟؟.

ولا أرى أن استمر في ذكر أسئلة وأسباب أخرى، بالرغم عن ما يدور في ذهني وبالقطع في أذهان الأغلبية من مواطني مصرنا الحبيبة ، اللذين لديهم الرغبة الصادقة فى أن تنهض مصر من كبواتها العابرة بمشيئة الله تعالى .
**** **** ****
وأجد أنه من المنطفئ أن أشير إلى أن ما دفعني لكتابة كلماتي السابقة، يتمثل في التجربة الصعبة التي مررت بها حديثا عند أِشتراكى في الكتابة عن “حوكمة المياه”، وكيف يمكن أن يكون تطبيق مبادئها وأسسها، سبيلا لترشيد استخداماتنا المائية، ومساعدة مصرنا الحبيبة في الخروج من الصعاب التي تواجهها الآن والتي من المحتمل أن تواجهها على نطاق أوسع في المستقبل القريب .

وأعود الآن في نهاية كلماتي لأطرح السؤال المنطقي الذي من الممكن ان يطرحه كل من كان لديه الوقت لقراءة هذه السطور ….سواء كان متفقا مع ما كتبت أومختلفا معه….والسؤال ينحصر في الصعوبة التي واجهتها فى تجربتي فى الاشتراك فى الكتابة عن موضوع يتعلق بحوكمة المياه فى مصر …وأرجو أن تكون الإجابة على هذا السؤال موجودة في طيات ما كتبنه فى السطور عاليه .

وأعتذر للإطالة …واِلى كلمات أخرى قادمة بمشيئة الله.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى