الأخبارالاقتصادالانتاجبحوث ومنظمات

بالصور… عن الجراد سالوني…حكاية الـ 9 جنيهات تبدأ بمهندسين وعمال الليل للبحث عن الجراد والمعاناة تبدأ بمخاطر المكافحة وسعادة البسطاء

بدات خيوط الجولة بمعرفة حقيقة الدور الذي تلعبه أجهزة مكافحة الجراد الصحراوي في حماية اكثر من 9 ملايين فدان من الاراضي القديمة والجديدة، حيث قال المهندس رجب أحمد مدير قاعدة الجراد في قنا والبحر الاحمر، ان التوقعات حول هجوم محتمل للجراد الصحراوي دفع مختلف الحكومات عبر التاريخ المصري، لإنشاء قواعد علي الحدود المصرية المتاخمة للسودان،  شكلت ترسيخا لحدود الدولة المصرية، حولها إلي واقع الزعيم الوطني مصطفي النحاس رئيس الوزراء قبل ثورة 23 يوليو 1952 ، مؤكدا   أن قواعد مكافحة الجراد في هذه المناطق  هى الحاط الصد  لاى هجوم جراد  يهدد الاقتصاد الزراعى  المصرى ، وساهم في تفادى أقوي هجوم للجراد علي مصر كما حدث فى 2005 عندما وصل الجراد من الحدود السو دانية حتي العاصمة القاهرة، ونجحت فرق الجراد في التصدي له والقضاء عليه دون خسائر إقتصادية في المحاصيل .

ورصدت “اجري توداي”،   الحياة اليومية للعاملين فى  مكافحة الجراد، والتي تبدأ مع أول خيول الليل، وتنتهي مع مطلع أو شعاع شمس الصباح، على الرغم من التحديات الشاقة لهذه الفرق البشرية التي تحاصرها كثيرا  مشاهدة  فرق حياة الصحراء الواسعة والجبال، وسط مخاطر التعرض للحياه البرية بين الضباع والعقارب والثعابين والحيات فى الصحراء والجبال الوعرة، لحماية ثروات مصر الزراعية.

بدأت الجولة  بزيارة عدد  من قواعد مكافحة الجراد ،  في ابورماد وحماطة وشلاتين وسفاجا، وبرنيس والالتقاء بالعاملين بها، وأكد العاملون متابعة  أى سرب جراد ، حتي يتم مكافحته، والانتهاء منه، عندما يبدأ في الهبوط إلي الارض خلال الليل “فترة الراحة”، ورغم معاناتهم في العمل الليلي، إلا ان القاسم المشترك بينهم هو “الرضا بما قسم” والبساطة في المعيشة التي أضفت عليهم سعادة يحسدها عليها القاتنون في المناطق العمرانية في مختلف المحافظات.

وكانت المفاجاة الصادمة، وهى أنه رغم هذه التحديات إلا أنهم لا يزالون خارج إهتمام الدولة، فلا يزال بدل السفر اليومى لهم كما هو منذ عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، وهو لا يتناسب مع حجم الجهد المبذول أو يكفى حياة كريمة، حيث لم تقم الدولة بمراجعة البدل منذ اكثر من 50 عاما وهو 9 جنيهات لليلة الواحدة، كانت تشكل قيمة شرائية كبيرة تعادل قيمة 10 كليو جرام من اللحوم، بينما لا تكفى لشراء إفطار يومهم، لمكافحة الجراد فى مختلف الدروب، وفقا لما ذكره المهندس رجب مدير عام الجراد بقنا والبحر الاحمر،  مشيرا إلي أنهم يعانون أيضا من عدم  توفير أمصال العقارب حيث أنهم يتعرضون الى لدغات  خال عملهم فى الجبال الوعرة وليس هناك اسعافات أولية  ، رغم أن  الجهة الوحيدة التي تدرك المهام الصعبة لقواعد الجراد هى الجيش المصرى ومساندته ولو معنويا من خلال حرس الحدود فى المسح  والاستكشاف الجراد ، مؤكدين أنهم حراس أمن مصر واقتصادها الزراعى .

واستغرقت  الجولة 36 ساعة بين دروب وجبال البحر الاحمر،  سواء على طريق عام أو  وسط الدروب أو المدقات والتى تمتد الى اكثر من 850 كيلو متر، فيما عرض العاملون في مكافحة الجراد الصحراوى  المعوقات التى تواجههم  والمشاكل التى تواجههم  على الدكتور  صفوت الحداد نائب وزير الزراعة  لشئون الخدمات الزراعية،  والدكتور ممدوح السباعى  رئيس الادارة المركزية لمكافحة الافات الزراعية ،ومدير عام الجراد والوفد المرافق  لهم  ، مؤكدين أنه  على الرغم من مواجهتهم مصاعب عديدة فى عملهم بالمناطق النائية فى قلب الصحراء، وأطنان المبيدات التى يستنشقونها دون إرادتهم خلال أعمال المكافحة التى تدور بينهم وبين أسراب الجراد مع آخر ضوء للنهار وحتى فجر اليوم التالى، لكونها الأكثر خطورة وتكاثر مع بداية الموسم الشتوى، يتقاضون ،بدلات 9 جينهات فقط فى ظل حالة الطوارئ الدائمة، ودون الحصول على أية إجازات للراحة،خوفًا من دخول أسراب جراد للبلاد تؤثر على القطاع الزراعى واقتصاد البلاد .

وبرر المهندس مصطفى  سعودى  مدير عام مكافحة  الجراد  ، لنائب وزير الزراعة ضرورة تعديل بدلات السفر، بأنه رغم  أهمية فرق عمال مكافحة الجراد ودورهم فى حماية القطاع الزراعى، الذى يستحوذ على استثمارات عملاقة سواء لكبار المستثمرين أو صغارهم أو من المزارعين، إلا أن بدلاتهم خلال مأموريات المكافحة لا تتجاوز  9 جنيهات، مطالبا بتعديل بدلات فرق مكافحة الجراد ما بين مهندسين متخصصين وعاملين فى مكافحة الحشرات والمبيدات وعمالة وسائقين، قائلاً “لا بد من النظر لرجال المكافحة الذين نجحوا فى صد أسراب وغارات شرسة من تلك الحشرة المدمرة بطول عشرات الكيلو مترات قادمة خلال الاعوام الماضية”.

وإستجاب نائب وزير الزراعة الدكتور صفوت الحداد ، حيث كلف ، رئيس الادارة المركزية  لمكافحة  الافات الزراعية  باعداد  مذكرة عاجلة  لعرضها علي  الدكتور عبد المنعم البنا   وزير الزراعة  واستصلاح الاراضى ، تمهيدًا لعرضها على مجلس الوزراء  لمناقشتها فى أول اجتماع  ، بتعديل مكافأة فرق مكافحة الجراد، ما بين مهندسين متخصصين وعاملين فى مكافحة الحشرات والمبيدات وعمالة وسائقين، فيما أكد نائب وزير الزراعة  أنهم  “حائط الصد”  لرصد ومكافحة الجراد الذى يهدد الاقتصاد الزراعى ،وتغطية كافة احتياجتهم   شاملة أدوات المكافحة من آلات ومبيدات واحتياجات العاملين من مرتبات وحوافز ، “قائلا” جنود مجهولة فى القطاع الزراعى  ولابد من تحفيزهم .

وقال مصطفي سعودي مدير المكافحة، أن هناك حملات مكثفة للكشف المبكر عن أى تواجد لأسراب الجراد قبل دخولها إلى الحدود المصرية، واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لتفادى وقوع الحوادث التى قد تضر بالمزارع المصرى، ووضع الخطط والحلول المناسبة للحد من أضرار تلك الظاهرة الطبيعية،حيث يوجد  سيارات “دبل كابينة – هاى لوكس” دفع رباعى على محطات الجراد بالمناطق الحدودية، للمشاركة فى عمليات الاستكشاف والمسح، لتمكينها من السير فى الأماكن الوعرة .

وأضاف سعودى ،  أن هناك استعدادًا كاملاً بـ55 قاعدة للجراد فى مصر مجهزة بكل المعدات للمكافحة تغطى جميع المحافظات الحدودية، سواء بالمبيدات أو الآلات أو السيارات على الحدود المصرية السودانية والليبية للتصدى لأى هجوم جراد، فضلاً عن المتابعة المستمرة مع مخابرات حرس الحدود واللجان المتواجدة على الحدود وتنظيم حملات مرورية على مناطق الصحراء الشرقية الجنوبية والغربية الجنوبية، وحتى الحدود السودانية لإجراء عمليات المسح البيئى واستكشاف حوريات الجراد الناتجة عن متبقيات المكافحة  من خلال مواتير رش   حتى لايتكرر سيناريو 2005 عند هاجم الجراد الزراعات الشتوية وكان له اثر كبير فى نقص المحصول ،  وتوفير  اللقاحات والاسعافات الولية  للدغات العقرب اثناء اعمال المكافحة.

وتدخل في الحوار محمود  فايز حسن  احد فريق مكافحة  الجراد الصحراوى بقاعدة شلاتين  ، بالتأكيد علي انه اثناء  مكافحة   مسح واستكشاف الجراد  الصحراوى  فى الجبال الوعرة  بشلاتين ليلا   تعرضت  للدغة عقرب وتم نقلى الى المستشفى  القريب من  القاعدة لتلقى العلاج مطالب بتوفير  جميع الامصال المضاد للدغات الاعقرب  تكون مجهزة  بالقواعد  .

ومن جانبه قال المهندس رجب  احمد  مدير قاعدة جراد  قنا والبحر الاحمر، أن رحلة الجراد تبدأ  من الانثى  التي  تضع كيس بيض الذى  يتراوح من 90 الى 100 بيضة  ويكوت كيس البيض مغلف حتى لايتاثر بالتغيرات المناخية  وتختار انثى  الجراد  الرمال الهشة ونسبة الرطوبة  حتى يتم نجاح فقس البيض  وخلال وضع البيض انثى الجراد لاتاكل بخلاف الذكر  الذى يتغذي على  الاخضر واليابس  ، ولا يتم مكافحتها  لانها بعد وضع كيس البيض  تموت  ، بخلاف الذكر ،  حيث يتم  المسح والاستكشاف من اخر ضو ء النهار حتى  أو طلعت شمس  من اليوم الثانى حيث تتغذى اسراب الجراد  على الزراعات خلال الموسم الشتوى   خاصة بعد سقوط امطار  ، مؤكدا أن انثى الجراد لونها اصفر  والذكر  لونه احمر ، لافتا الى أن  عمال الجراد هم الحاط الصد  على الحدودية المصرية السودانية  فى الحفاظ على الثروة النباتية ،  مشير الى أن الجراد الصحراوى  له 5  اطوار تبدا  من عمر اول  وحتى خامس  وبعدها تتحول  لحشرة  كاملة  حوريات أول عمر يتم مكافاتها  أول  باول ، مضيفا   أن سرب الجراد لو افلت من المقاومة واخترق الحدود  بدون مكافحة  يدمر الاخضر واليابس  ويهدد الاقتصاد الزراعى ، وسرعتة حسب اتجاة الريح ، وتابع أن  القوات المسلحة حولت  مثلث  شلاتين  وابو رماد  لمناطق  عمرانية بدلا  من قصصاص الاثر،  لافتا  الى أن قاعدة  جراد حماطة  تبعد عن قاعدة  شلاتين 125 كيلو متر تم تاسيسها عام 1959 .

وطالب  رجب ، الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإصدار قرار جمهورى لتعديل مكافأة فرق مكافحة الجراد، ما بين مهندسين متخصصين وعاملين فى مكافحة الحشرات والمبيدات وعمالة وسائقين ، لتفعيل خطة الطوارئ لإدارة مكافحة الآفات والتصدى إلى هجوم أسراب جراد، وزيادة ميزانية الإدارة لتغطية احتياجات فرق المكافحة بأكملها شاملة أدوات المكافحة من آلات ومبيدات واحتياجات العاملين من مرتبات وحوافز، موضحا أن  أن البدلات اليومية لرجال المكافحة نجحوا فى صد أسراب وغارات شرسة من تلك الحشرة المدمرة بطول عشرات الكيلو مترات قادمة من السودان لا تتجاوز بدلاتهم اليومية مند عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 9 جنيهات فقط، رغم أهمية دورهم فى حماية القطاع الزراعى الذى يستحوذ على استثمارات عملاقة سواء لكبار المستثمرين أو صغارهم أو من المزارعين، مطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى وحكومة المهندس شريف إسماعيل بالنظر إلى عمال المكافحة حتى لا يتوقف العمل وحفاظ على المحاصيل الزراعية.

المهندس احمد رجب خلال عملية تلقية بلاغات الجراد الصحراوي

وواصل عبد اللة مهدى  احمد ، أحد العاملين في مكافحة الجراد، حواره حول أهمية تعديل بدلا السفر بالتأكيد علي انه يعمل منذ  40 عاما  بقاعدة جراد اسوان  ونعمل كجنود لصد اى هجوم يؤثر على  الانتاج الزراعى المصرى ، ونعمل  ليلا  ، على الرغم أن  العمل الشاق فى الجبال الوعرة ولكن نعمل فى حب بلدنا  ونرجو رفع بدلا ت الجراد اليومية التى تبلغ 9 جنيها ت ولن تتغير  منذ عهد الرئيس جمال  عبد الناصر، ونعرف أن الرئيس عبد الفتاح رجل وطنى يحب البلد دى ويحافظ على ترابها ونرجو منه رفع البدلات لمواكبة الحياة اليومية ، فلابد من النظر إلينا، حيث نواجه مصاعب عديدة فى عملنا بالمناطق النائية فى قلب الصحراء وأطنان المبيدات التى يستنشقونها دون إرادتنا خلال أعمال المكافحة، التى تدور بينهم وبين أسراب الجراد مع آخر ضوء للنهار وحتى فجر اليوم التالى.

ويقول  محمد حسن احد عمال مكافحة الجراد فى قاعدة جراد  ابو حماطة  ، والملقب بقصاص الاثر لتتبع الجراد الصحراوى فى الجبال الوعرة ، نعمل  مع اخر ضوء النهار حتى  او طلعت شمس فى الجبال الوعرة   بموتير رش  على عربات الدفع الرباعى  ، وفى الجبال الوعرة ننقوم  بحمل المواتير على اكتفانا ، مؤكدا أن سرب الجراد  يعتمد على اتجاة  الريح  ويزيد عند نزول الامطار ويحط على  الرقعة الخضراء   وينشط مع طلوع الشمس  ، والسرب له بداية ونهاية  ويتم تتبعة من خلال افراد المقاومة ،  مشير الى أن  السرب يعبر  البحر وله قائد يحدد اتجاه .

من ناحية اخرى  افتتح الدكتور صفوت الحداد نائب وزير الزراعة  لشئون قطاع الخدمات الزراعية ، يرافقة الدكتور ممدوح السباعى  رئيس الادارة المركزية لمكافحة  الافات ، وبحضور الدكتورة نجلاء بلابل رئيس الادارة المركزية للحجر الزراعى  الذى أصرت على مواصلة الرحلة الشاقة التى  بدات من الغردقة الى ابو رماد لاكثر من 850 كيلو متر  بوسطة عربات الدفع الرباعى  لتكون اول قيادة نسانية  فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى تصل الى   الحدود   المصرية السودانية  ولم تكتفي   بتفقدها منافذ الحجر الزراعى بميناء سفاجا ، بل شاركت نائب وزير الزراعة في  افتتاح 2 من قواعد الجراد الجديدة فى شلاتين  وابو رماد  لتنضم الى اسطول قواعد الجراد ، حيث عرض رئيس الادارة المركزية للمكافحة  اعادة تاهيل قواعد الجراد واستعداد فرق المكافحة  الجراد الذى ينشط من فى بداية الفصل الشتوى  حت اخر ابريل ، وكلف نائب وزير الزراعة  بالتنسيق مع منظمة الفاو فى رصد ومتابعة وتقرير الجراد فى البلاد المجاور  على الحدود .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى