الأخبارالمياه

خبير دولي في المياه:  أثيوبيا تعنتت طوال مفاوضات سد النهضة مقابل “مرونة” مصرية… وفشلنا في تاييد السودان للموقف المصري

>> شراقي: الحل في تفعيل البند الخامس من إتفاق المبادئ أو اللجوء لمجلس الامن لتدويل القضية

 

وصف الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات الافريقية بجامعة القاهرة،   مواقف مصر واثيوبيا خلال جولات مفاوضات سد النهضة خلال السنوات الماضية بـ “مرونة مصرية”، مقابل “تعنت اثيوبي”، حيث كان ذلك هو عنوان المفاوضات وهو ما تسبب في فشل الجولة رقم 17 التي اختتمت أعمالها بالقاهرة الاحد، وهو ما جعل مصر لا تعلن عن فشل المفاوضات السنوات الماضية لاننا كنا حريصين علي إستمرار المفاوضات خاصة مع بدء فترة ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو ما  جعل مصر حريصة علي اثبات حسن النوايا والتعاون مع اثيوبيا.

وأضاف “شراقي”، في تصريحات لـ”اجري توداي”، إن التعنت الاثيوبي “مستمر”، واستغلت استغلت الاوضاع السياسية في مصر منذ قيام ثورة 25 يناير، وهو ما إنعكس علي زيادة مواصفات السد من 11 مليار متر مكعب تخزين الي 74 مليار وهو يعادل 7 أضعاف السعة المقترحة من الدراسات الامريكية عام 1964 ، موضحا إنه تم تغيير أسماء السد  حتي تتسم بالطابع السياسي القومي الاثيوبي، منذ الشروع في أعمال إنشائه حيث تم وضع حجر الاساس في 2 ابريل 2011 ، تحت اسم سد الحدود، خلال 45 يوما تغير أسمه إلي مشروع x  “أي المجهول”، ثم تغير إسمه الي سد الالفية الاثيوبي العظيم ، حيث تم التعاقد مع شركة “ساليني الايطالية” علي بناء السد بهذا الاسم، عند وضع حجر الاساس، ثم ما لبث أن تغير الاسم بعد مرور 10 ايام الي الاسم الحالي سد النهضة الاثيوبي العظيم.

وأوضح شراقي ،إنه في كل مرة يتم تغيير الاسم تتغير مواصفات السعة التخزينية الي ان وصلت الي السعة الحالية وهي 74 مليار متر مكعب مما يؤكد الجانب السياسي في المشروع، وهو ما يفسر سعي رئيس الوزارء الاثيوبي الراحل ميلس زيناوي إلي الحصول علي التاييد الشعبي للمشروع الضخم أسوة للحصول علي الزعامة،  وتقليدا لما فعله الرئيس جمال عبدالناصر عندما شرع في إنشاء  السد العالي، مشيرا إلي أن كل هذه الظروف السياسية هي التي أدت إلي فشل المفاوضات الحالية.

وقال خبير المياه في معهد الدراسات الافريقية:” فشلنا في كسب تاييد السودان، أو إحتواءه،  لانها دولة شقيقة وجارة، خاصة وان السودان تؤيد الموقف الاثيوبي علي اساس ان الله يسلم من مخاطر إنهيار سد النهضة، بالاضافة الي الجانب السياسي في الاختلاف بين النظامين المصري والسوداني خاصة فيما يتعلق بوجهات النظر في مختلف القضايا المشتركة او الاقليمية والدولية وهو ما تسبب فيما حدث من عدم الاتفاق خلال الجولة الاخيرة لمفاوضات سد النهضة، مشددا علي إنه كان يجب ان يكون هناك دور اكبر لوزارة الخارجية في إدارة الملف بالتنسيق مع جميع جميع الوزارات المعنية بالتعاون مع السودان، مستغربا دخول الوفد الفني في مفاوضات لا يوجد بها شخصية سياسية تدفع بإتجاه تحقيق التقارب بين وجهات النظر الفنية.

وشدد علي اهمية إعداد سيناريوهات للتعامل مع مستقبل العلاقات المائية الناتجة عن انشاء سد النهضة، منها  تفعيل إتفاق المبادئ الذي وقعه رؤساء مصر والسودان وأثيوبيا حول سد النهضة وخاصة فيما يتعلق بالاتفاق حول قواعد الملء الاول الموجود في البند الخامس الذي ينص علي التعاون في الملء الاول وادارة السد، موضحا ان تفعيل البند الخامس من إتفاق المبادئ يتم عن طريق تشكيل لجنة دائمة من الدول الثلاثية للتنسيق في تشغيل سدود الدول الثلاثة في التشغيل أو ادارة سد النهضة ومهمة اللجنة التنسيق في تشغيل سد النهضة من اجل  الحصول علي اكبر منفعة لاثيوبيا واقل ضرر علي مصر وهذه اللجنة هي لجنة تنسيق لدراسة احوال الامطار وكميات المياه المخزنة في سدود الثلاثة.

وأضاف شراقي إنه في حالة اذا وافقت أثيوبيا علي تشكيل اللجنة ستكون مهنمتها تقليل الضرر علي مصر والسودان، وفي حالة رفضها تشكيل اللجنة، يتم التوجه إلي مجلس الامن والاتحاد الافريقي لتدويل القضية والبدء بجامعة الدول العربية، تأكيدا علي أن مصر طرقت كل الابواب وابدت مرونة كبيرة في التعامل مع الملف حرصا علي العلاقات بين الدول الثلاثة، وأنها إستنفذت كل الطرق لتحقيق التوافق.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى