الأخبارالانتاجالصحة و البيئةحوارات و مقالات

د محمد القرش يكتب: المناعة والأمان الحيوي خط الدفاع الاول عن الثروة الحيوانية

 

معاون وزير الزراعة وإستصلاح الاراضي

 

تحدثنا عن التحصينات التي نستخدمها في الحفاظ علي الثروة الحيوانية ورعاية الماشية ولكن لابد أن نوضح بعض الحقائق العلمية عن المناعة وأهم هذه الحقائق أن المناعة تنقسم إلي نوعين:

النوع الأول المناعة الطبيعية:

فعندما نقوم بالتدقيق في خلق الله نلاحظ أن طبيعة الجسد تحتوي علي مناعات طبيعية أولية تحمية من الأمراض بشكل قوي وفعال ومنها علي سبيل المثال لا الحصر:

فتحات الأنف: تحتوي علي شعيرات صغيرة تعمل علي فلترة الهواء قبل دخوله لجسم الإنسان كما تحتوي علي مخاط يمنع دخول أي ميكروبات بالإضافة إلي مناعة موضوعية خلقها الله لتقليل إحتمالية العدوي من أي ميكروب يمكن ان يدخل عن طريق الأنف.

الفم: نجد أن الفم يحتوي علي اللعاب الذي يتميز بالقلوية التي تؤثر علي الميكروبات كما يحتوي الجهاز الهضمي علي العصارة الهضمية بما تتميز به من حموضة عالية تقتل الميكروبات التي قد تصل إلي الجهاز الهضمي.

العين: وتعمل الدموع التي تفرزها العيون علي قتل الميكروبات بما تحتويه من إنزيمات تقوم بتنظيف العين.

الجلد: ويحتوي الجلد علي طبقة كيراتينية سميكة تعمل علي تقليل إماكنية حدوث العدوي كما أن عملية التعرق تؤدي إلي تقليل الإصابات بما يحتويه علي من مواد تؤثر علي النشاط البكتيري.

النوع الثاني المناعة الأمية:

وينتقل هذا النوع من المناعة من الأم إلي الجنين لنقل الأجسام المضادة له بما يعطية مناعة تحمية من الأمراض والميكروبات خلال الفترة الأولى من عمره والتي يكون فيها عرضة للأمراض ولهذا فهذا النوع من المناعه هو الذي يعمل علي الحفاظ علي حياة النتاج خلال الفترة الأولي من العمر.

ويعتبر لبن السرسوب وهو اللبن الذي ينزل من الأم للرضيع خلال الأربع والعشرون ساعة الأولي من الرضاعة من أغنى ما يكون بالأجسام المناعية ولذلك فننصح السادة المربيين بضرورة الحرص علي إعطاء النتاج اللبن في هذه الفترة لإعطاء النتاج الأجسام المناعية التي تحافظ علية من الأمراض.

النوع الثالث وهو المناعة المكتسبة:

يسهل إختراق الجهاز المناعي الطبيعي عن طريق الميكروبات كما أن المناعة الأمية التي يتناولها النتاج من أمه تزول مع الوقت ولهذا وعلي الرغم من هذه الوسائل الطبيعية التي تعمل علي حماية الكائن الحي والتي يمكن إختراقها عن طريق الميكروبات المعدية بما يؤدي إلي ظهور الإصابة بما يؤدي إلي حدوث الإصابة بعد الإختراق الميكروبي أو إستخدام الميكروب لوعاء ناقل أو وسيلة تساعده علي الدخول لجسد الكائن الحي.

ولكن في سبيل حماية الكائن الحي من الإصابة فتظهر الحاجة الماسة لوجود مناعة داخلية لصد الميكروبات وتقليل إحتمالية ظهور العدوي ولهذا نجد أن المناعة تنقسم إلي نوعين النوع الأول هو المناعة الخلوية والنوع الثاني هو المناعة المهلبية ويقوم النوع الأخير بالهجوم علي الميكروب فور دخوله إلي الكائن الحي ويقوم النوع الأول بالتعامل معه وحفظه في خلايا الذاكرة لديها بما يسمح بسرعة التعامل معه مرة أخري.

وبالتالي فيمكن القول أن المناعة المكتسبة بأنواعها تتكون عن طريق تراكم الخبرات والتعرض للميكروبات خلال فترة حياة الحيوان وهذا قد يعرض الحيوان لميكروب ضاري أو لحمل عالي من الميكروبات مما يؤدي إلي فقدان الحياة للحيواني وبالتالي نخسر الحيوان.

ولهذا كان من الضروري البحث عن حل بديل لتنشيط الجهاز المناعي والحفاظ علي حياة الحيوان فتم إستحداث طريقة لتنشيط المناعة عن طريق إعطاء الحيوان الأجسام المناعية بشكل مباشر وفي هذه الطريقة يتم حقن حيوان ما بالميكروب ثم يتم ذبح الحيوان و إستخلاص الأجسام المناعية من دمه وحقنها لحيوانات أخرى وهذا ما يسمي المصل.

كما أن هناك طريقة أخري لرفع مستوي المناعة للحيوان وهي عن طريق إعطاء الحيوان الميكروب بصورة ضعيفة أو ميكروب مقتول عن طريق اللقاح وهذه الطريقة يمكن أن تتم بعدة صور مختلفة وعلي سبيل المثال:

  • إضعاف الميكروب عن طريق تمريره علي نوع آخر من الحيوانات وبالتالي يقل وبائيته علي الحيوان الأصلي.
  • إضعاف الميكروب عن طريق تغير درجة الحرارة المناسبة له.
  • إضعاف الميكروب عن طريق تغير المكان المناسب للإصابه.
  • أو إستخدام نوع من الميكروبات الغير ممرضة لحيوان ما في الوقاية من ميكروب آخر مشابة له ولكنه ممرض للحيوان.
  • تثبيط الميكروب عن طريق إستعمال مواد كيميائية تؤثر علي الحمض النووي له.
  • تثبيط الميكروب عن طريق إستعمال مواد كيميائية تؤثر علي البروتينات الخاصة به.
  • تعديل بعض الأمور الجينية بالميكروب كقطع الجزء المسبب للمرض من الميكروب وترك باقي الميكروب كما هو.
  • إستعمال البروتين فقط دون الحمض النووي.
  • والعديد والعديد من الطرق التي يتم بها إضعاف الميكروب والتأثير علي قوته بما يقلل من ضراوتة ويسمح برفع مستوي المناعة للحيوان ودون ظهور أعراض مرضية.

وبهذا يمكن رفع مستوي المناعة وتنشيط خلايا الذاكره للحيوان من دون أن يكون هناك تأثير علي الحيوان نفسة

وعند المفاضلة بين إستعمال لقاح مثبط أو ضعيف فإننا نراعي في الحسبان بعض الفوارق بين كلا النوعين والمتمثلة في:

الفرق التحيصن الحي ولكن ضعيف التحصين المثبط
نوع الميكروب حي ميت
رد الفعل علي الحيوان يمكن ظهور رد فعل نادر الظهور
طريقة التحصين ماء الشرب – الرش – التغطيس – التقطير- ونادراً الحقن الحقن
ظهور المناعة 3: 5 أيام بعد إعطاء التحصين 14 يوم علي الأقل
مدة ظهور المناعة فترة قصيرة في الغالب أيام فترة طويلة في الغالب أسابيع أو شهور
نوع المناعة خلوية ومهلبية (دموية) مهلبية (دموية) فقط
التحصين الإضطراي يمكن إستخدامة لا يمكن إستخدامة
المواد المنشطة وروافع المناعة لا تستخدم في التصنيع تستخدم في التصنيع

 

وهذا أهم ما يجب أن نعرفه من معلوماتأولية عن الجهاز المناعي أثناء الحديث عن الإنتاج الحيواني والداجني

 

وللحديث بقية الإسبوع القادم بإذن الله

 

د. محمد فكري القرش

معاون وزير الزراعة للإنتاج الحيواني

[email protected]

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى