د محمد مكين يكتب: مرض الجلاندرز في الخيول وتلوث الاعلاف

 رئيس بحوث البكتريولوجي- معهد بحوث الصحة الحيوانية

مرض الجلاندرز هو أحد الأمراض المعدية الخطيرة التي تصيب الفصيلة الخيلية وينتقل الى الإنسان من خلال التعامل مع الحيوانات المصابة أي أنه مرض مشترك بين الانسان والخيول.

هو مرض  منتشر عالميا بصورة واسعة على  الرغم  أنه قد تم السيطرة علية في بعض الدول ولكنة ما زال موجود في بعض الدول الأفرواسيوية والمرض موجود في العراق-تركيا-الهند-منغوليا-الصين. يسبب المرض ميكروب السودوموناس مالليلي (بروكليريديا مالليلي) وهو من الميكروبات سالبة لصبغة الجرام (تظهر باللون الأحمر) وحساس للحرارة والضوء وغالبا لا يعيش في البيئة الملوثة أكثر من 6 اسابيع.

وينتقل المرض إلى  الخيول عن طريق الأعلاف الملوثة بالميكروب او الماء الملوث بالإفرازات الأنفية للخيول المصابة  أو الحاملة للميكروب.

كما تعتبر الحمير والبغال من أنواع الفصيلة الخيلية التي تصاب بالصورة الحادة من المرض والتي تؤدي الى النفوق خلال أيام ألى أسابيع قليلة أما في الخيول فتكون الإصابة مزمنة وتأخذ الشكل الكامن وتستمر من شهور ألى سنوات.

أعراض مرض الجلاندرز لا تظهر وخاصة في الخيول إلا بعد استفحال المرض و يصاب الحيوان بالهزال وارتفاع في درجة الحرارة ويجد ثلاث صور لأعراض الجلاندرز: الصورة الانفية وتتميز بوجود إفرازات أنفية  مخاطية وتعرجات في الغشاء المخاطي المبطن للحاجز الأنفي وتكون عميقة ولها بروز مرتفع وبعد جفافها تأخذ شكل النجمة.

و الصورة الرئوية وتتميز بوجود درنات صغيرة مثل التي يسببها السل وتحاط بطبقة ملتهبة في الرئة والتهاب رئوي وأعراض تنفسية وتنهار الدرنات وتخرج محتوياتها إلى الرئة والقناة التنفسية العليا.  والصورة الجلدية وتتميز بوجود درنات على طول الأوعية اللمفاوية وخاصة في الأطراف وتتحلل هذه الدرنات وتكون تقرحات يخرج منها صديد سميك يعد من أخطر مصادر الإصابة .وايضا من الممكن أن تشاهد الصور الثلاث لمرض الجلاندرز معا .

ويجب العلم أن الصورة الأنفية والصورة الجلدية تكون الأعراض واضحة ولكن المشكلة تكمن في الصورة التنفسية لأنها غالبا ما تهرب من التشخيص وتستمر لفترات طويلة كامنة  قبل ظهور الأعراض. ويطلق على المرض جلاندرز عندما تكون الإصابة في الأغشية المخاطية للأنف .ويطلق علية فارسي عندما تكون الإصابة في الجلد.

وجود الدرنات والتقرحات المميزة  والتي تأخذ شكل النجمة والهزال والأعراض السابق ذكرها  ولكن ما يعوق التشخيص هو أن هذه الأعراض لا تظهر إلا في المراحل المتقدمة والمستقرة.
يعتمد التشخيص كما نص مكتب الأوبئة الدول: (OIE) اختبار المالين وهو اختبار حساس ويتم بحقن الميكروب بعد الحصول علية في صورة نقية (ينتج بواسطة شركات معينة) في ملتحمة العين في الحيوان وفي الحالات الإيجابية يحدث تورم في العين وصديد خلال 48 ساعة من الحقن وتكون العين غير المحقونة ضابط للاختبار. بالنسبة للاختبارات المعملية فيأتي اختبار التلازن الدموي واختبار الإليزا واختبار المكمل المثبت.
وعموما لا يوجد لقاح لمرض الجلاندرز وتعتمد الوقاية على الاكتشاف المبكر للمرض عن طريق اختبار المالين بصفة رئيسية بجانب اختبار المكمل المثبت والتلازن الدموي.وأيضاّ اتخاذ الإجراءات الوقائية في المحاجر والتطهيرات المكثفة في المناطق الموبؤة وعدم استيراد حيوانات من الدول التي سجلت بها حالات إصابة بالمرض. وضرورة اصطحاب الخيول المستوردة بشهادة صحية تفيد خلوها من مرض الجلاندرز والأمراض الأخرى المنصوص عليها من مكتب الأوبئة الدولى بالنسبة للفصيلة الخيلية.