الأخبارالصحة و البيئةحوارات و مقالات

د محمد مكين يكتب :خطورة الامراض البكتيرية علي الصحة الحيوانية واثرها السلبي علي الاقتصاد القومي (1)

 رئيس بحوث البكتريولوجي بمعهد بحوث الصحة الحيوانية

 

تعتبر الامراض البكتيرية التي تصيب حيوانات المزرعة (ابقار-اغنام-ماعز-جاموس) من اخطر الامراض التي تصيب هذة الحيوانات لما لها من تاثير مباشر علي الصحة الحيوانية وتاثير سلبي علي الاقتصاد القومي لما تسببة من خسائر اقتصادية فادحة والتي تتمثل في الانخفاض الكبير في انتاج اللحوم والالبان والتي تؤثر علي صناعة المنتجات الغذائية المختلفة منها بالاضافة الي نفوق هذة الحيوانات ومما تسببة من خسائر في الثروة الحيوانية وتمثل عوامل معاكسة لتنميتها.

وسوف نتناول في سلسلة من المقالات اهم هذة الامراض وطرق التعرف عليها واعراضها الحقلية وكيفية الوقاية منها حيث اننا نهدف من هذة المقالات الي توعية المربيين بهذة الامراض واعراضها وارشادهم الي كيفية الوقاية منها لتلافي الاصابة بها والتي تعد ركيزة اساسية في بناء انتاج حيواني سليم خالي من الامراض الضارة بالانسان والمحافظة علي الثروة الحيوانية .

والجدير بالذكر ان بعض هذة الامراض ذات طابع مشترك بين الانسان والحيوان اي انها تنتقل الي الانسان من خلال تعاملة مع الحيوانات المصابة مثل مرض السل البقري والذي يسبب مرض السل في الانسان ومرض الاجهاض المعدي او البروسيلا والتي تسبب مرض الحمي المتموجة او حمي الماطة في الانسان وهذا بالطبع لة تاثير مباشر علي الطاقة البشرية والطاقة الانتاجية للانسان.

وهذة الامراض البكتيرية تسببها مجموعة من الميكروبات والتي تتواجد في البيئة المحيطة بالحيوان وتسبب اصابتها بالامراض وخاصة في المزارع التي لاتهتم باتخاذ الاجراءات الصحية في المزرع الحيوانية واهمال الرعاية الصحية للحيوانات .

وبصفة عامة فان اتخاذ الاجراءات الصحية السليمة في المزارع الحيوانية والاستخدام المستمر للمطهرات المختلفة والالتزام ببرامج التحصين والتي توفرها وتشرف عليها الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة هذا بالاضافة الي الابلاغ الفوري من جانب المربيين عن وجود اي مرض بالحيوانات يؤدي الي الحد من هذة الامراض والسيطرة عليها وهو مايمثل للمربي وسيلة هامة للمحافظة علي الحيوانات والاستفادة القصوي منها من انتاج اللحوم والالبان والذي يعود بالنفع علي الاقتصاد القومي.

واول هذة الامراض مرض الالتهاب الرئوي او الالتهابات التنفسية والتي تزداد مخاوف المربيين منها مع حلول فصل الشتاء وخاصة في نظام التربية في الحظائر المغلقة والذي يترتب علية نفوق هذة الحيوانات في حالة عدم العلاج والتدخل الفوري ولا نغفل تاثير هذة الامراض علي انتاج اللحوم والالبان ومايسببة من خسائر اقتصادية فادحة.

والالتهاب الرئوي هو مرض يصيب انسجة الرئة نتيجة اصابتها بالعديد من الميكروبات مثل ميكروب الباسترلا  والميكروب العنقودي والميكروب السبحي وميكروب الكلبسيلا ويجدر الاشارن ان ميكروب الباسترلا يعيش بصورة طبيعية في الجهاز التنفسي العلوي للحيوانات وينشط هذا لميكروب عند وجود الظروف المهيئة لحدوث المرض والتي من اهمها التعرض للتيارات الهوائية فجاة وخاصة في الحظائر المغلقة والطقس الحار الرطب والاتربة وتزاحم الحيوانات وسوء التهوية واثناء شحن الحيوانات بطريقة غير صحية والتغير المفاجئ في الغذاء والذي يجب علي جميع المربيين تفادية وايضا اصابة الحيوانات بالامراض الفيروسية وسوء التغذية والتي تقلل من مناعة الحيوانات كل ذلك يؤدي الي تكاثر الميكروبات داخل الرئة واحداث المرض وبداية ظهور الاعراض والتي تبدا في خلال اسبوع من التعرض للعدوي او العوامل المساعدة السابق ذكرها وتتمثل هذة الاعراض في فقدان الشهيه الملحوظ وخاصة في العجول الصغيرة وفي الحالات الحادة نجد الحيوان نفق فجاة كما يلاحظ ارتفاع درجة الحرارة وصعوبه التنفس مع وجود كحة علي فترات وافرازات انفية والتي تكون مائية في بداية المرض ثم تتحول الي مخاطية مع تقدم المرض ويكون مصاحب بالتنفس الضحل السريع ويلاحظ علي الحيوان الوقوف وراسة ورقبتة ممتدة الي الامام  للحصول عل اكسجين مع وجود افرازات بالفم وزيادة في اللعاب وفي الحيوانات الحلابة يلاحظ انخفاض كبير في انتاج الحليب.

ويسبب ميكروب الباسترلا ايضا وخاصة نوع المالتوسيدا منة  نوع اخر من الالتهاب الرئوي ويسمى مرض التسمم الدموي ويحدث نتيجة وجود نفس العوامل المهيئة والسابق ذكرها وتتشابة اعراضة مع الاعراض السابق ذكرها ولكنة يتميز بوجود ورم في منطقة الرقبة والصدر واحتقان الاغشية المخاطية وتورم الغدد اللمفاوية ويسمي البعض هذا المرض بالشحار او خناق المواشي لوجود الورم في زور الحيوان ويضيق مجري التنفس فيصدر صوت كالشحار ويحدث اختناق.

وللوقاية من مرض الالتهاب الرئوي ومرض التسمم الدموي يجب علي المربي تفادي الظروف المهيئة لحدوثة من التعرض للتيارات الهوائية بصورة فجائية وتجنب تزاحم الحيوانات وسوء التهوية واتخاذ الاجراءات الصحية عند شحن الحيوانات وعدم ادخال اي حيوانات جديدة الي المزرعة الابعد التاكد من خلوها من الامراض الضارة كما يجب استخدام المطهرات في المزرعة بصورة منتظمة ومما يجدر بالذكر انة يوجد تحصين لمرض التسمم الدموي تقوم الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتوفيرة وهو لقاح ميت ويستخدم بجرعة 2 سم تحت الجلد للمجترت الكبيرة مثل الابقار و 1 سم للمجترات الصغيرة مثل الاغنام والماعز والتحصين يتم سنويا ويجب علي المربي الحرص علي تحصين الحيوانات بهذا اللقاح بصفة منتظمة.

وفي حالة اصابة الحيوانات بهذا المرض وبداية ظهور الاعراض السابق ذكرها يجب علي المربي عزل الحيوانات المريضة عن الحيوانات السليمة وعدم اختلاطها وابلاغ الطبيب البيطري فورا لكي يقوم باخذ مسحات انفية وعينات دم من الحيوانات لكي يقوم بارسالها الي المعمل البيطري لتحديد الميكروب المسبب للمرض وتحديد العلاج المناسب كما يجب عدم الاستخدام لعشوائي للمضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب البيطري وقبل الحصول علي عينات  من الحيوانات المصابة لان الاستخدام العشوائي لهذة المضادات يزيد من مقاومة الميكروبات لها كما يؤدي الي خسائر اقتصادية نتيجة تكاليف العلاج بدون جدوي او فائدة ويكون استخدامها بعد ورود نتائج الفحص من المعمل البيطري والي اللقاء مع مرض اخر ان شاء الله في هذة السلسلة.

 

 

 

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى