الأخبارالصحة و البيئة

د محمد خضير يكتب: كيف تحمي حيواناتك من مرض حمي الثلاثة أيام ؟

رئيس بحوث بمعهد ألامصال واللقاحات بالعباسية

 

يعرف مرض حمي الثلاثة أيام بعدة مسميات منها، الحمي العابرة ، مرض الخبل البقري ، مرض التيبس ، حمي الدنج في الأبقار، ويعد هذا المرض من أقدم الأمراض الفيروسية التي تصيب الماشية مسببا خسائر أفتصادية كبيرة وان لم يتسبب مباشرة في نسب نفوق عالية حيث ترجع الخسائر أصلا الي النقص الحاد في إدرار اللبن وتكلفة محاولات العلاج الذي قد يحتاج الي كميات كبيرة من الأدوية والتي قد تكون مرتفعة الثمن بالإضافة الي عدم قدرة الحيوان المصاب علي الاكل الأمر الذي ينتج عنه نقص الوزن والانتظار طويلا حتي يعود الحيوان الي حالته الأولي وليس في الأمر أهم من البحث عن أفضل الطرق لمكافحة هذا المرض والوقاية منه .

ننتقل إلي الحديث  عن طرق المكافحةوالوقاية من المرض لابد من التعرف علي النقاط التالية:

  1. يسبب المرض فيروس يتبع عائلة الرابيدوفيريدي جنس إفميرو وهو حساس للأحماض والقلويات وكثير من المطهرات بالاضافة الي تأثره بدرجات الحرارة المرتفعة والمتذبذبة بين التبريد العميق والتبريد العادي .
  2. ينتقل الفيروس من الحيوان المصاب ( في دور ارتفاع درجة الحرارة ) بواسطة الحشرات الماصة للدماء والتي يعد الكثير منها ناقلا للفيروس بما فيها أنواع الناموس المختلفة وذبابة التبانس وذبابة الرمال والقراد .
  3. يبدأ المرض في الظهور مع بداية موسم تكاثر الحشرات وبذلك يكون فصلي الربيع والصيف هما أكثر الفصول احتمالية لحدوث أوبئة خاصة في مناطق توطن المرض .
  4. لا توجد أدلة قاطعة علي وجود أكثر من عترة من الفيروس وعدد هذه العترات ومدي قوة العلاقة الأنتيجينية بينها ( أو بمعني أخر مدي إكساب إحدي هذه العترات مناعة كافية ضد الأخري ) كما هو ثابت في المراجع العلمية .
  5. لا يمكن إغفال إصابة الجاموس بالمرض ولو لم تظهر أعراض مماثلة لما تظهر في الأبقار وقد يكون الجاموس مصدر العدوي للأبقار دون أن يلاحظ ذلك .
  6. عند ظهور أعراض يشتبه في أنها لحمي الثلاثة أيام يجب التفرقة بينها وبين تلك الامراض التي تسبب لبسا في التشخيص مثل حمي اللبن ،الاصابة بالبابيزيا ( طفيل من طفيليات الدم ) التسمم الدموي ، التفحم العضلي ، اي مرض بكتيري أو فيروسي يسبب أرتفاع درجة حرارة الحيوان .
  7. عند إدخال أو استيراد حيوانات جديدة لابد من التأكد من مصدرها وتاريخها المرضي ووضعها في الحجر بعيدا عن حيوانات المزرعة لمدة 15 يوما علي الاقل .

وبعد ذلك نأتي للتحدث عن بعض الطرق التي يمكن أن تحد ولا نقول تقضي علي المرض والتي تساعد والي حد كبير في الوقاية من المرض متجنبين بذلك الكثير والكثير من الخسائر وان قلت نسبة الوقاية عن 100 % .

يمكن ان نلخص طرق مكافحة المرض فيما يلي :

أولا- طرق المكافحة :-

عند ظهور أعرض حمي الثلاثة ايام يجب اتباع الأتي :-

  1. إراحة الحيوان وإمداده بالماء الكافي .
  2. تقديم مضادات الالتهابات المناسبة مبكرا بقدر الامكان مع مخفضات الحرارة وحمامات الماء البارد علي جسم الحيوان .
  3. عند ظهور أعرض نقص الكالسيوم ( كتصلب المشي والميل للرقاد ) يحقن محلول الكالسيوم بوروجلوكونات بالوريد ثم تحت الجلد كل ست ساعات في اليوم الاول .
  4. عند ملاحظة صعوبة في البلع يمنع إعطاء أي شئ عن طريق الفم .
  5. ترش الحيوانات بطاردات الحشرات المناسبة وكذلك الحظائر .

 

ثانيا- طرق الوقاية :-

لتجنب حدوث أوبئة يجب مراعاة الأمور التالية بكل دقة وأن بدت صغيرة أو غير ذات أهمية عند البعض :-

  1. الاهتمام بمستوي النظافة داخل الحظائر وتجنب الحشرات بقدر الامكان بوضع شبك سلك علي النوافذ واستخدام المبيدات الحشرية المناسبة للحوائط والارضيات والحيوانات.
  2. أتباع نظام طبي بيطري دقيق لتشخيص الأمراض التي تتشابه في اعراضها للوقوف علي حقيقة الامر والتمكن من مداركته .

 

 

  1. عدم استيراد حيوانات من مناطق استيطان المرض أو أدخال حيوانات مجهولة المصدر الي المزارع .
  2. أمانة التبليغ عن الحالات التي يشتبه فيها مراعاة للصالح العام .
  3. تحصين الأبقار والجاموس باللقاح النوعي الذي يحضر من العترة المحلية فهو يعطي نسبة وقاية تصل الي 92% وذلك بحقن جرعتين تعطي الثانية منها بعد اسبوعين من الاولي .
  4. في حالة عدم وجود أوبئة يستخدم اللقاح الحي أولا ثم تعطي جرعة منشطة من اللقاح المثبط بعد أسبوعين من اللقاح الحي .
  5. لا يغفل تحصين الجاموس وخاصة في أماكن تواجده بجوار الأبقار .
  6. التحصين السنوي يعطي الفرصة للحفاظ علي مستويات مناعية عالية تكون قادرة علي مقاومة المرض وتعطي فرصة لتكوين مناعة أمومية في سرسوب الأمهات تفى لوقاية العجول الصغيرة وحتي عمر 5-6 شهور .

 

نبذة عن لقاحات حمي ثلاثة أيام

 

يعرف المرض في مصر منذ ما يقرب من مائة عام وكان من أحدث الأوبئة وباء عام 2000 والذي تسبب في أحداث خسائر اقتصادية كبيرة خاصة في قطعان الحيوانات الحلابة وأعاد المرض إلى ذاكرة المربيين والأطباء البيطريين ثم تلا هذا الوباء عدة أوبئة وإن كانت أقل ضراوة فى أعوام 2002، 2003، 2005 ولا تزال تظهر بعض الحالات الفردية فى الأبقار والجاموس .

وكما هو العهد بالنسبة لمعهد بحوث الامصال واللقاحات البيطرية وقيامه بواجبه المنوط به حيال مقاومة الأمراض المعدية والقضاء عليها ، فقد قام فريق بحثى لتقصي حقيقة المرض وعزل الفيروس المسبب وتصنيفه . وقد تم تعريف الفيروس وتصنيفه كعترة محلية ثم إخضاعها للدراسات العلمية الدقيقة لأنتاج لقاح نوعي ضد هذا المرض .

تم بحمد الله إنتاج نوعين من اللقاحات أحدهما حي مستضعف والأخر مثبط وقد تمت اختبارات صلاحية هذه اللقاحات من حيث الأمانة في الاستخدام والقوة المناعية بمعرفة لجان

متخصصة مشكلة من السادة الأساتذة الباحثين بالمعهد واساتذة كلية الطب البيطري وأطباء الهيئة العامة للخدمات البيطرية والمعمل المركزي للرقابة علي المستحضرات الحيوية .

وقديما اتفق علي استخدام اللقاح المثبط في نظرا لمخاطر استخدام اللقاح الحي وقد اظهر اللقاح كفاءة عالية في مقاومة المرض حيث قلت نسبة الاصابة في السنوات التالية لاستخدامه حيث يغطي هذا اللقاح نسبة حماية تصل 92% وهي نسبة ممتازة .

وقد حدث أن تقدم بعض أصحاب المزارع بشكوي من أن اللقاح لا يعطي حماية كافية لحيواناتهم حيث ظهرت أعراض المرض (علي حد تعبيرهم ) علي مجموعة من الحيوانات المحصنة فقام فريق بحثي بدراسة الموقف وجمع عينات دم وأمصال من الحيوانات قيد الشكوي وتسجيل الأعراض المشتبه فيها وقد اوضحت هذه الدراسة أن نسبة قليلة من الحيوانات المصابة ، مصابة أيضا بأمراض أخري مثل طفيليات الدم والتهاب القصبة الهوائية المعدي ، التسممم الدموي والاسهال المعدي ، الامر الذي يضعف الحالة المناعية للحيوان ويثبط الجهاز المناعي له فيضعف مقاومته لأي مرض علاوة علي ما وجد في بعض هذه المزارع من حالة صحية سيئة الأمر الذي يوفر فرصة سانحة لتوليد الحشرات الناقلة للأمراض .

ومن الأمور الأخري والتي قد تكون سببا في ظهور بعض الحالات ، إغفال تحصين الجاموس بدعوي أنه لا يصاب بالمرض وخطورة الأمر هنا أن الجاموس من الممكن أن يصاب بالمرض ولكن بصورة أقل ضراوة منها في الأبقار وبذلك يكون مصدرا لنقل الفيروس والذي من الممكن ان يكون من عترة أخري ( وقد ظهرت بالفعل حالات مرضية في الجاموس عام 2005 – وتم عزل الفيروس منها وجاري العمل البحثي لأستكمال تعريف وتوصيف الفيروس).

ومما قد يتسبب في إحداث المرض استخدام لقاحات حية ( وقد يكون البعض منها مستورد – أي عترة أخري غير العترة المحلية المحضر منها اللقاح ) وخاصة بالقرب من حيوانات غير محصنة حيث يمكن انتقال هذا الفيروس انتقالا حيويا من الأبقار المحصنة الي غير المحصنة محدثا وباءا .

يفضل البعض استخدام لقاح آخر غير نوعي لوقاية الحيوانات ضد حمي الثلاثة أيام مثل لقاح الكلب (السعار)  ، وصحيحا أنه توجد علاقة أنتيجينية بين كلا الفيروسين حيث أنهما من نفس العائلة ، إلا

أن البحوث والدراسات العلمية أوضحت أن مثل هذا التحصين الغير نوعي يعطي حماية لا تزيد عن 10 % فيكون من الأفضل استخدام اللقاحات النوعية للوصول الي أقصي حماية علي أن تتبع كل التعليمات الخاصة باللقاح ومستوي الصحة العام للحيوانات .

إضافة أخري ، أوضحت البحوث العلمية والمحلية أنه لا يوجد معيار ثابت يمكن أعتباره مقياسا للمعيار الواقي من الأجسام المناعية ضد المرض فقد يوجد حيوانات فيها مستويات عالية من هذه الاجسام وتصاب بالمرض إلا أن هذه النسبة قليلة وقد يرجع السبب فى ذلك الي اختلاف العترات الفيروسية ( 4أو 8 ) إلا أن رسالة ماجستير (هندسة وراثية) أجريت بالمعهد أثبتت أنه لا توجد فروق معنوية بين العترة المعزولة عام 2000 والعترات المعزولة على مدار السنوات التالى حتى 2010 ولم يتوقف العمل البحثى عند ذلك فالأمر مستمر ويحتاج إلي المزيد من تضافر الجهود لكشف النقاب عن هذه الأمور0

كما إن استخدام اللقاح النوعي يوفر حماية ليست بالقليلة ويجنب المربي خسائر كبيرة وإن قلت نسبة هذه الحماية في نظر البعض ولقد تقدمت كثير من الجهات بالشكر والتقدير لمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية علي إنتاج هذا اللقاح الذي جنبهم ويلات الوباء .

وأخيرا تم إنتاج لقاح حى مستضعف يتم تثبيطه عند التحصين وذلك بعد إذابته فى المذيب الخاص تمشيا مع خطة المعهد لتطويراللقاحات ورفع كفائتها المناعية حيث يعطى هذا اللقاح مناعة ذات مستوى أعلى ومدة أطول من اللقاح المثبط السائل كما أنه محضر من العترة المحلية والتى أثبتت الدراسات العلمية أنه لم يحدث أى تغيير جوهرى فى تركيباتها الجينية على مدار السنوات العشر الأخيرة  (وحتى 2017) وهو يضاهى مثيله المستورد كما أنه آمن وفعال وبذلك يكون قد تم بفضل الله تعالى توفير الحماية المطلوبة للأبقار والجاموس مع توفير الوقت والجهد والمال اللازم لاستيراد لقاح مماثل

والآن يستخدم هذا اللقاح الأكثر كفاءة من اللقاح المثبط السائل وهو لقاح حى يتمتثبيطه وقت الحقن بإذابته فى مذيب خاص وهو يعطى مناعة ذات مستويات أعلى من اللقاح المثبط السائل ويستخدم هذا اللقاح كما يلى:

1-يذاب اللقاح المجفد فى 20 مل من  المذيب الخاص به (يساوى عشر جرعات)  ويترك لمدة عشر دقائق لإعطاء فرصة لتثبيط الفيروس

2- إذا كان الحيوان (أبقار أو جاموس) يحصن لأول مرة يعطى جرعتين بينهما فترة زمنية من 2 إلى 4 أسابيع والجرعة 2مل لكل حيوان تحقن تحت الجلد

3- إذا سبق تحصين الحيوان يعطى جرعة واحدة

4-تحصن الحيوانات قبل موسم تكاثر الحشرات (قبل بدأ فصل الربيع)

5-يكرر التحصين سنويا

يحفظ اللقاح المجفد فى درجة حرارة -20 إلى صفر لمدة عامين من تاريخ الإنتاج ويحفظ المذيب فى درجة 4-8 درجة مئوية

يجب تجنب تحصين الحيوانات المريضة أو المجهدة أو التى تعالج بمركبات الكورتيزون أو المضادات الحيوية التى تثبط المناعة

 

 

صور لبعض أعراض حمى الثلاثة أيام

 

 

(1) سيولة اللعاب

 

 

(2) انتفاخات هوائية تحت الجلد

 

(3) صعوبة فى التنفس

 

 

(4) تحدب الظهر وتحزق مع احتمال وجود اسهال مدمم

 

 

 

 

 

 

(5) رقود الحيوان نتيجة التهاب المفاصل وعدم قدرة الحيوان على الوقوف

 

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى