الأخبارالاقتصادالانتاج

المحاصيل المعدلة وراثيا… جدل لا ينتهي رغم إرتفاع المساحات إلي 400 مليون فدان عالميا

أسباب الاعتراض على الزراعات المعدلة وراثيا كثيرة ومنها أنها تسيئ إلى الزراعات المحلية الأسرية وإلى التنوع الحيوي وربما إلى الصحة البشرية. ولكن الشركات الكبرى المتخصصة في هذه الزراعات لاتزال تكرر ليل نهار أنها تساهم في الحد من استخدام الأسمدة الكيميائية من جهة وفي تلبية حاجات سكان البلدان النامية الغذائية المتزايدة من جهة أخرى.

أكد تقرير دولي ان إجمالي مساحة الأراضي التي تم زراعتها بالمحاصيل  المعدلة وراثيا بلغت  400 مليون فدان  عام 2016،  بزيادة 3 % عما كانت عليه في عام 2015، فيما حافظت الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والأرجنتين والهند وكندا على المراكز الأولى في مجال إنتاج محاصيل زراعية معدلة وراثيا.

وكانت الشركات الكبرى التي تستثمر في الزراعات المعدلة وراثيا تعول على دول الاتحاد الأوروبي لتوسيع رقعة زبائنها. ولكن السنوات الأخيرة شهدت انحسار رقعة المساحات التي كان يُسمح بزراعة فصيلة من الذرة معدلة وراثيا فيها لدى عدد من دول الاتحاد الأوروبي. وما لم تستطع منظمات الاستهلاك المعترضة على المنتجات المعدلة وراثيا التصدي له حتى الآن هو المنتجات المعدلة وراثيا والمستوردة من قبل الاتحاد الأوربي لاستخدامها كأعلاف. وتصل هذه المنتجات إلى صحن المستهلك الأوروبي عبر الألبان أو اللحوم.

 

وفي البلدان النامية، تزايدت الأصوات المتحفظة على توسيع رقعة الزراعات المعدلة وراثيا لعدة أسباب منها اهتداء أصحاب الضياع الصغيرة المتخصصة في الزراعات الأسرية إلى أن الشركات الكبرى ترغب في تحويلهم إلى زبائن يأتمرون بأوامرها ويزرعون ما تريد أن يزرعوا. ومع ذلك فإن هذه الشركات لاتزال لديها حجج عديدة للدخول إلى كثير من المزارع الصغيرة والكبيرة في البلدان النامية منها قدرة زراعاتها المعدلة وراثيا على الثبات أمام الآفات الطبيعية التي يساهم التغير المناخي في تنميتها بشكل أو بآخر.

ووقثا لتقارير دولية فمن الملاحظ أن المنظمة العالمية للأغذية والزراعة “فاو” كانت قد تحمست كثيرا قبل عقدين للابتكارات والمعارف التي تم التوصل إليها   في إطار التكنولوجيا الحيوية الزراعية والتي أتاحت استنباط عدة أصناف معدلة وراثيا تساهم في إنتاج الغذاء اليومي. وكانت المنظمة ترى أن تعديل مورثات هذه المزروعات من شأنه المساعدة على تحقيق غرضين اثنين هما المساهمة على ضمان الأمن الغذائي والمساهمة في إنتاج الوقود الحيوي. ولكنها خففت منذ سنوات إلى حد ما هذا الحماس بعد أن أصبحت مقتنعة بأن الآمال الكثيرة التي عُقدت على الزراعات المعدلة وراثيا لتحقيق هذين الغرضين لم تكن في المستوى المطلوب ولأن التوجه إلى تنمية الزراعات المعدلة وراثيا بإمكانه أن يقوض أسس الزراعة الأسرية في كثير من البلدان النامية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى