الأخبارالصحة و البيئة

د عماد  عدلي يكتب: المزيد من الإستثمار للحد من حرارة الأرض

 

رئيس الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”

أظهرت نتائج أحد الدراسات  التى اجراها فريق من الباحثين والعلماء أن مستقبل ظاهرة الدفء العالمى يتوقف على ضخ المزيد من الإستثمارات  ذات المعدلات الأقل فى الكربون، وقد رأوا أن الأهداف المتعلقة بإتفاقية المناخ للإبقاء  على مستوى الدفء العالمى عند مستوى أقل من  2 درجة  يتوقف على زيادة معدلات الإستثمارات فى المجالات  والمشروعات  الأقل فى نسبة الكربون.

ومن المعروف أنه وفقاً لإتفاق باريس للمناخ فى 2015 قد تعهدت العديد من الدول بمجموعة من الإلتزامات والإجراءات  التى من شأنها التقليل من  عوادم غازات الصوبة، وقد توصلت هذه الدراسة  إلى أن هذه الإجراءات المتمثلة فى تلك التعهدات  لن  يكون لها مردود كاف لتحقيق  ذلك التغيير  المعلن عنه فى تلك القائمة من الإستثمارات المطلوبة من أجل تحقيق نقلة وتحول  فى نظام الطاقة تؤدى إلى تحقيق أهداف إتفاق باريس للمناخ ..

إن تحقيق ذلك الهدف وهو الإبقاء على درجة الحرارة عند ذلك المستوى بحيث لا تزيد عن 2 درجة سوف يتطلب زيادة معدلات الإستثمارات فى مجالات إستخدامات الطاقة الأقل من حيث عوادم الكربون وتحقيق الكفاءة فى إستخدام الطاقة على نحو أكبر من الإستثمارات فى مجال الوقود الأحفورى حتى عام 2025 على أن يتزايد ذلك فيما بعد..

لقد كانت الفجوة فى حجم الإستثمارات المطلوبة صادمة عندما قام الباحثون بتقديرها إذ وجد أنها تتطلب أكثر من 130 مليار دولار وصولاً إلى عام 2030 ، بينما أسفرت التقديرات والحسابات التى قاموا بها للوصول إلى مستوى 1.5 درجة عن أن حجم هذه الفجوة يصل إلى480 مليار دولار..

هذه الأرقام المتعلقة بحجم هذه الإستثمارات المطلوبة لتحقيق الأهداف  السابقة هى تعادل مايزيد عن ربع إجمالى الإستثمارات  فى الطاقة بصفة مبدئية فى ذلك السيناريو والتى قد تصل إلى النصف فى بعض الإقتصاديات الأخرى كالصين والهند .. من الدلالات الأخرى الهامة التى توصلت إليها هذه الدراسة هى أن الإستثمارات المطلوبة لتحقيق التحول فى نظام الطاقة من أجل الحد من غازات الصوبة هى نظام للحد على نحو أكبر من تلك الإجراءات التى تعهدت بها الدول مثل توفير الطاقة والمياه النقية وتلوث الهواء والأمن الغذائى والتعليم ..

لقد إستخدم الباحثون فى هذه الدراسة سيناريو يتكون من 6 أدوات والذى أطلقوا عليه نماذج الدراسة المتكاملة وقد تم استخدامه لتقييم التكلفة والإمكانيات والنتائج والمحصلات للأنواع المختلفة من الطاقة والمناخ ومستقبل التنمية البشرية على المديين المتوسط والطويل ..

وتعد النتائج التى أسفرت عنها الدراسة ذات أهمية حيث أنها تعد بمثابة سبق علمى لتطوير منهجية من أجل بنك  للمعلومات صناعية  لفهم تغير المناخ  والكيفية التى يؤثر بها  على الأعمال وكيفية تحسين إدارة المخاطر المتعلقة بالتغير المناخى ..

وقد تطلع الباحثون  إلى أن تستخدم النتائج التى تم التوصل إليها فى هذه الدراسة فى التحليلات  التى تتم على المستوى المحلى والعالمى من جانب صانعى السياسات وكل الذين يعملون فى المناطق المتعلقة بالطاقة والتغير المناخى  والإستدامة فى السنوات القادمة ..

وعلق “إيلمار كريجلر”نائب رئيس المجال البحثى للحلول المستدامة فى معهدى بوست دام لأبحاث تأثير التغير المناخى  وأحد المشاركين فى هذه الدراسة قائلاً “أنه من الهام للمتخصصين فى المجال المالى أن يكونوا على دراية بأن المزيد من الإستثمارات  فى مجال الحلول الأقل فى الكربون تعد مطلباً ضرورياً إذا ما أراد العالم أن يفى بمتطلبات  تحقيق أهداف إتفاقية باريس للمناخ “

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى