الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د. أسامة سلام يكتب: اقتصاديات الانتباه والوعي البيئي المستدام

 

خبير الموارد المائية بهيئة البيئة والمياه بالإمارات العربية المتحدة، وأستاذ م بالمركز القومي لبحوث المياه -مصر

 

الوعي البيئي المستدام هو “ذلك المفهوم الذي يهتم بتزويد الأفراد بالمعارف البیئیة والمهارات والاتجاهات البیئیة المرغوبة، بحيث تمكنهم من الاندماج مع بيئتهم التي يعيشون فيها، في إطار تحملهم المسئولية البیئیة المرغوبة التي تضمن الحفاظ على البيئة. والوعي البيئي المستدام يدور في ثلاث حلقات منفصلة ومتداخلة وهي: التربية والتعليم البيئي والثقافة البیئیة والاعلام البيئي.

لنبدأ بالتربية والتعليم البيئي والتي تبدأ من رياض الأطفال وتستمر إلى التعليم الجامعي بشرط وجود تكامل للأهداف.

أما الدائرتين الأخيرتين وهما: (1) الثقافة البیئیة وتبدأ من توفير مصادر المعلومات كالكتب والنشرات واشراك المثقفين البيئيين في الحوارات والنقاشات المنشورة ذات الصلة بالقضايا البیئیة( 2) الاعلام البيئي: وهو أحد أهم أساسيات التوعية البیئیة، وهو أداة إذا حسن استثمارها كان لها المردود الإيجابي لنشر الادراك السليم للقضايا البیئیة، ويعمل الاعلام البيئي في تسيير فهم المتلقي لقضايا البيئة المعاصرة وبناء قناعات معينة تجاهها.

والملاحظ أن الثقافة البيئية والاعلام البيئي ترتبطان ارتباطا وثيقا بالمتلقي وتعملان على مخاطبة انتباهه الذي أصبح سلعة تخضع لآليات سوق جديدة واقتصاد قوي يعرف باقتصاد الانتباه.

و يعرف اقتصاد الانتباه بأنه نهج في إدارة المعلومات يعامل فيه انتباه الإنسان وكأنه سلعة نادرة، كما صاغها ببساطة  ماثيو كروفورد، “الانتباه مورد وللفرد كمية محدودة منه” فمع  النمو  الرهيب في المعلومات واتاحتها أصبح الانتباه هو السلعة النادرة  لأي وعي مطلوب تسويقه أو نشره  كون قدرة البشر العقلية محدودة، وبالتالي فإن تقبل المعلومات يصبح محدود أيضا. حيث يستخدم الدماغ البشري الاهتمام لتصفية المعلومات الأكثر أهمية من بين مجموعة كبيرة من المعلومات المحيطة بالإنسان في هذا العصر الرقمي ومن التعريف السابق لابد من وجود محفزات تعمل على استقطاب الانتباه البشري لتوصيل الرسائل المطلوبة والتي بالطبع لن تجد قبولا سهلا أو سوقاً لدى المتلقي كونها توعوية.

اذن نحن أمام معضلتين الأولى كيف نشترى الانتباه والثانية كيف يقتنع ويتأثر وينفذ صاحب هذا الانتباه الرسالة التي نريد ايصالها له بالرغم من خلوها من أي محفزات.

على الطرف الاخر نجد المسوقين للسلع والخدمات والذي يلعبون على انتباه المستهلك لديهم عدد من البرمجيات التطبيقية التي تأخذ بالاعتبار اقتصاد الانتباه، بشكل صريح أو ضمني، أثناء تصميم واجهة المستخدم الخاصة بهم،

والفكرة هنا لنشر الوعي البيئي عن طريق الثقافة والاعلام لابد من وضع الأفكار الأساسية لاقتصاد الانتباه في الاعتبار حيث يوافق المستهلكون على تلقي الخدمات مقابل اهتمامهم وانتباههم   بما تعرضه عليهم. (مثال: معظم المواقع الالكترونية تعطيك معلومات وخدمات مقابل الحصول على انتباهك للإعلانات التي يعرضوها وهناك الكثير من التقنيات التي صممت لذلك بداية من المرور بالعين أو بالفارة أو نقرة بالفارة وكل منها لها سعر في سوق الاعلانات) .

من المهم أن ندرك أن العنصر الرئيسي في لعبة الاهتمام هو الصلة. وطالما أن المستهلك يرى المحتوى مفيد وهناك حوافز فسيعطيك انتباهه – وهذا يخلق المزيد من الفرص للبيع. (تسويق الوعي)

الخلاصة: في عصر الانفجار المعلوماتي ماذا ستقدم للمستهلك كي يقبل أن ينتبه فقط إلى رسالتك التوعوية أما كونها ستؤثر فيه أم لا فهذه قصة أخرى.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

‫2 تعليقات

  1. موفق يا دكتور أسامة اللة يعينك ويزيدك علم وعلوم ويفيد بك وينفع الامة

  2. ما شاء الله معلومات جميله .ولكن في مصر اظن الانتباه مش محتاج تحفيز يا دكتور اسامه في الوقت الحالي هذا الانتباه لازمله قانون يجبر المصريين علي الانتباة.خصوصا وعندنا اللامبالاة كبيرة جدا ودا هيخلينا ننتبه بعد فوات الوقت …القانون والقانون والقانون ..اما اسلوب التحفيز بدون فلوس الناس ولا حد هيعيرك ربع انتباهه ..لكن اظن ان شعر المصري في الريف بالخطر بشأن الماء أظنه سينتبهه جيدا .والله أعلم. اما الإعلام التوعوي فلسة بدري اوي عشان الناس تنتبه انه موجود وتتابعة بجدية ويمكن متعملش بيه..

زر الذهاب إلى الأعلى