د أحمد أبواليزيد يكتب:كيف يمكنك تحسين إنتاجية الحاصلات البستانية والحقلية تحت ظروف الأراضي الملحية ؟
الخبير الزراعي والاستاذ بكلية الزراعة جامعة عين شمس
تمثل الملوحة بالتربة دوراً محدداً لتحديد إمكانية زراعة عديد من الحاصلات نظراً لتأثيراتها السلبية على معظم الحاصلات البستانية والحقلية ومن المعروف أن الأراضي الملحية Saline Soils هي تلك التي تقل فيها نسبة الصوديوم المتبادل عن 15% وتزيد درجة التوصيل الكهربي (EC) بها عن ( 4 ) ملليموز ويقل الـ pH فيها عن (8,5 ) وكذلك فهناك الأراضي الملحية القلوية (Sodic or Saline Alkali Soils ) وهي تلك الأراضي التي تزيد فيها نسبة الصوديوم المتبادل على (15%) ويزيد التوصيل الكهربي بها عن (4) ملليموز / 525 م كما يزيد الـ pH فيها عن (8.5) قليلاً وللأسف فان هناك قطاع عريض من هذه الأراضي منتشر بـ ج م ع مما يؤثر في إمكانية زراعتها بالحاصلات المختلفة نظراً لمشاكل الملوحة العديدة وقبل ان نوضح كيفية خفض الملوحة أو الحد من أضرارها لابد أن نوضح دليلاً أسترشادياً لتوضيح الحد الأقصى للملوحة الذي يمكن أن تتحمله محاصيل الخضر المختلفة مقارنة ببعض محاصيل الفاكهة وكذلك المحاصيل الحقلية جدول(1 , 2 , 3 ) موضحاً به تأثير زيادة مستوى الملوحة بالتربة ومياه الري على النمو والإنتاجية .
ومن خلال هذه الجداول الأسترشادية يمكن أن نتوقع تقريبياً مقدار المحصول المتوقع الحصول عليه في حدود مستوى الملوحة الموجودة بالتربة وماء الري ، وللحد من الأثار السلبية للملوحة لابد من إتباع برنامج خدمي للتربة وذلك عند إعدادها للزراعة وبعد زراعتها وها هي النصائح الواجب أخذها في الأعتبار لتلافي أضرار الملوحه عند الزراعة :-
- توفير صرف جيد بالتربة وتحسين نفاذيتها وتقليب التربة أثناء إعدادها للزراعة
- إضافة المحسنات بالتربة مثل الجبس الزراعي لكي يحل الكالسيوم محل الصوديوم وذلك عن طريق تحديد الاحتياجات الجبسية وكذلك استخدام أملاح الماغنسيوم و استخدام الأحماض المختلفة ومركبات الكبريت والكبريت الزراعي المخصب
- بعد تحسين النفاذية يتبع برنامج لغسيل التربة بالري الغزير وذلك في حالة توافر مصدر جيد لمياه الري ” ويتبع في هذه الحالة جداول ومعادلات خاصة لحساب كمية الماء التي تلزم لخفض الملوحة إلي المستوى المقبول “
- إضافة أكسيد الحديد المغناطيسي ( الماجنتيت ) بمعدل من 150 – 200 كجم / للفدان فهو يزيد من مقدرة تحمل النباتات لتأثير الملوحة علاوة علي استخدام التقنيات المغناطيسية وذلك أما بمعاملة البذور قبل زراعتها أو ري الشتلات أو النباتات بالماء الممغنط ويستخدم في ذلك مجالات مغنطيسية محددة (شلبي 2008)
- الأهتمام بالمخصبات الحيوية فأن لها تأثيرات إيجابية لتحسين كفأة النباتات تحت الظروف الملحية مثل استخدام بكتريا Thiobacillus ” وهي بكتريا مؤكسدة للكبريت حيث تؤدي إلي سرعة تكوين الكبريتات مع سرعة تحسين خواص التربة وخفض الـ pH بالتربة ( عبد الحافظ ، محمد الصاوي 1996 ) وكذلك أستخدام المخصبات الحيوية الطبيعية
- في حالة زراعات الخضروات يتم إعداد مصاطب الزراعة بحيث تكون مرتفعة وعالية وخصوصاً في حالة الخضروات ذات المجموع الجذري السطحي حتى تعطي فرصة لغسيل الأملاح ( التزهير للأملاح) علي جوانب المصاطب ثم يتم كشطها بعد ذلك
- إن تغطية التربة بالملش الأسود يمكن ان يلعب دوراً في الحد من أثار الملوحة حيث أنه يقلل انتقال الأملاح بالخاصية الشعرية في منطقة الجذور عن طريق البخر
- هناك بعض المعاملات التي تتم علي البذور قبل زراعتها لزيادة مقدرة تحمل النباتات للملوحة مثل :
- أ- تعريض البذور لنقعها في محاليل ذات ضغط إسموزي عالي ( Seed Priming ) مثل نقع بذور الطماطم في محلول من الـ PEG 4000 دالتون ” بولي إيثيلين جليكول ” [Wieb&Muhyaddin1987]
- ب- نقع البذور في محاليل ملحية من كلوريد الصوديوم قبل زراعتها يحدث تغيرات فسيولوجية بالجنين تزيد من مقاومته لأضرار الملوحة ( Cano , 1991)
- ت- استخدام بعض منظمات النمو مثل, Amo-1618 Phosfon لزيادة مقدرة التحمل للملوحة مثل القمح ، فول الصويا [ حسن ، أحمد عبد المنعم 1997] أو الرش بالجليسين بيتاين.
- رش النباتات ببعض منشطات النمو التي ترفع من كفاءة نمو النباتات تحت ظروف الإجهاد مثل استخدام الأحماض الأمينية أو إستخدام مستخلصات الطحالب وكذلك الرش بالسالسيلك أسيد ومنتجاته ( أبو اليزيد 2007)
- حقن المركبات المتخصصة بالتربة مع ماء الري للحد من أثار الملوحة مع ماء الري وهذه المركبات تعتمد علي مركبات الكالسيوم الميسرة والمحملة مع بعض الأحماض مثل الجلوتاريك أسيد ومضافاً إليها بعض الأحماض الأمينية المتخصصة مثل البرولين وكذلك مواد تعمل علي ترطيب منطقة الجذور مثل البولي سكاراديز أو الـ PEG .
- إستخدام مركبات الهيوميك أسيد حيث أنه يلعب دوراً هام في تحسين خواص التربة الفيزيائية وكذلك تحرير عنصر الكالسيوم بالتربة عن طريق تخليبة مما يحد من أثر الملوحة بالتربة وهو يتوافر بالأسواق في صورة عديد من المركبات التجارية
- ترشيد إستخدام الأسمدة المعدنية الكيمائية حيث أن الاسراف في أستخدامها يزيد من تركيز الأملاح في بالمحلول الأرضي ويعبر عن هذه الزيادة بالـ ” Salt Index ” [دليل الملوحة] وهو يقدر بإضافة السماد إلي التربة وقياس الزيادة التي يحدثها بالضغط الأسموزي للمحلول الأرضي, هذا ويجب أن يؤخذ في الاعتبار بأن معظم الأسمدة النيتروجينية والبوتاسية ذات دليل ملوحة أعلي من الأسمدة الفوسفاتية وعليه يجب الترشيد في استخدامها وأن يؤخذ دليل الملوحة للسماد بالاعتبار عند أختيار نوعية السماد المستخدم وتكون الأفضلية للسماد المستخدم هو ذو دليل الملوحة المنخفض وكذلك فأن التوسع في استخدام الأسمدة الحيوية الموفرة للتسميد المعدني يعتمد على النظام الحيوي البيولوجي لتوافر النيتروجين وكذلك تيسير عنصر الفوسفور بالتربة دون أن يزيد من ملوحة التربة.
- زراعة الاصناف المتحملة نوعاً ما للملوحة وحديثاً لعبت الهندسة الوراثية وبرامج التربية دوراً كبيراً في ذلك عن طريق إنتاج الاصناف المتحملة للملوحة وهذا في عديد من محاصيل الخضر وكذلك في حالة محاصيل الفاكهة مثل استخدام الأصول المتحملة للملوحة .
REFERENCES
Cano, E.A.; M.C. Bolarim; F. Perez – Alfocea and M. Caro. 1991. Effect of NaCl Priming on Increased Salt Tolerance in Tomato. J. Hort. Sci. 66: 621 – 628.
Wiebe, H. J. and T Muhyaddin. 1997. Improvement of Emergence by Osmotic Seed Treatments in Soil of High Salinity. Acta Hort. 198: 91–100.
المراجع العربية
أبو اليزيد، أحمد عبد الحافظ (2005) الأجندة الزراعية – جامعة عين شمس . 380 صفحة
ألشيمي، حسن (1999) تقسيم صلاحية المياه للري وإدارة الملوحة – نشرة إرشادية – مركز تنمية الصحراء الجامعة الأمريكية – القاهرة .
حسن، أحمد عبد المنعم ( 1997 ) أساسيات وفسيولوجيا الخضر – المكتبة الأكاديمية – القاهرة. 596 صفحة
شلبي، أسامة عبد السلام (2008) أثر المعاملة بالمجال المغناطيسي على إثبات ونمو نباتات الطماطم تحت الظروف الملحية . رسالة ماجستير – قسم البساتين – كلية الزراعتة – جامعة عين شمس. 60 صفحة
عبد الحافظ، عبد الوهاب محمد محمد الصاوي مبارك( 1996 )الميكروبيولوجيا التطبيقية . المكتبة الأكاديمية – الدقي– القاهرة– مصر
شارك هذا الموضوع :
كم تتحمل شجرة التوت من ملوحة المياه و التربة