الأخبارالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د فوزي أبودنيا يكتب: الحد من إستيراد منتجات الاعلاف يرتبط بدور “تفل البنجر المصري”

تواجه الثروة الحيوانية في مصر حالياً عدداً من الصعوبات والمشاكل، التي تعوق تنميتها وتطويرها وتهددها بالخطر، ويأتي على رأسها وأهمها قضية توفير الأعلاف، وكذلك الرعاية الطبية والبيطرية لهذه الثروة القومية، بما يحقق حمايتها من استيراد الحيوانات الحية المصابة والحاملة للأمراض، حيث أن مشكلة وأزمة ارتفاع أسعار الأعلاف، تُشكّل أكبر الأخطار على الثروة الحيوانية، نتيجة لضغوطها المباشرة على المٌربّى والمٌزارع والفلاح، الذي يقبل طائعاً مٌختاراً أن يكون عنصراً، في مجال تنمية الثروة الحيوانية، خاصة وأن مصر لديها من الإمكانيات والخامات والحاصلات ما يوفرعلينا مشقة إستيراد الذرة الصفراء من الخارج بمليارات الدولارات.

تصل أعداد الماشية الأن فى مصر إلى 18.5 مليون رأس و تقدر متوسط الإحتياجات السنوية للثروة الحيوانية في مصر من الأعلاف  بنحو 40.4 مليون طن من الأعلاف الخضراء، 11.6 مليون طن من الأتبان، 16.1 مليون طن من العلف المركز.

بلغ العجز في متوسط المتاح للاستهلاك من الحبوب والأعلاف المركزة 8.6 مليون طن عن الاحتياجات خلال الفترة “2004 ـ 2016”. تستورد مصر مابين 6 – 8 مليون طن ذرة صفراء، تٌكلف ميزانية وخزانة الدولة مليارات الدولارات سنوياً.

استهلاك مصر من كسب الصويا نهاية عام 2018، سيبلغ 3.1 مليون طن بزيادة قدرها 6.9% عن تقديرات الموسم الماضي.

إنتاج مصر من كسب عباد الشمس 41 ألف طن ونستورد 155 ألف طن، من هذه المؤشرات نجد أن هناك عجز كبير فى الأعلاف الحيوانية خاصة المركزة منها الأمر الذى يؤدى إلى إرتفاع أسعارها فى السوق المصرى ويظهر تاثيرها بشكل كبير على مربى الماشية فى الوقت الذى تمثل فيه التغذية 70 – 80% من التكاليف اليومية. يحدث هذا فى الوقت الذى يتم فيه تصدير إثنين من الخامات الهامة الناتجة من تصنيع السكر وهما تفل بنجر السكر والمولاس.

يعد بنجر السكر من المحاصيل الاقل استهلاكا للمياة وينتج طن سكر من 7 طن بمجر بينما ينتج من 10 طن قصب سكر، و ينتج الفدان من 15 – 40 طن درنات للفدان طبقا لإختلاف الصنف والأرض، كما ينتج عروش من 5 – 15 طن.

وتحتوى الدرنات على 25% مادة جافة منها 20% مواد صلبة غير ذائبة و80% مواد صلبة ذائبة تحتوى 80% من مواد صلبة سكرية و20% مواد صلبة ذائبة غير سكرية والتى بدورها تحتوى على 20% مواد نيتروجينية و80% مركبات عضوية غير نتروجينية.

فمن المعروف أن إجمالي إنتاج مصر من بنجر السكر يصل إلي  8 ملايين طن تنتج 1.2 مليون طن سكر، و500 -600 ألف طن تقل بنجر، ومثلها من مولاس البنجر.

وتشمل أهم محافظات إنتاج بنجر السكر في مصر كفر الشيخ والدقهلية والغربية والفيوم والمنيا حيث زرعت هذه المحافظات نحو 63.86 ، 12.02 ، 4.65 ،1.7 ، 5.13 ألف فدان وبإنتاج كلي بلغ نحو 120 ، 242 ، 110، 30.5 ، 166.87 ألف طن وبإنتاجية بلغت نحو 18.6 ، 19.87 ، 24.01 ، 18.16 ، 28.1 طن للفدان.

ويتم تصدير طن تفل بنجر السكر بسعر 150 دولار أى مايعادل 2160 ج مصرى فى حال سعر الدولار 18 ج.

و يحتوى تفل بنجر السكر على 73% مركبات غذائية مهضومة اى ان سعر وحدة الطاقة منها =2160 ÷ 730 = 3 ج تقريبا فى المقابل فان سعره محليا 3400 ج للطن اى أن وحدة الطاقة سعرها 4.7 ج مما يعنى أن التصدير يقع فى صالح مربى الماشية الأجنبى الذى نقوم بتدعيمه بما يعادل 1.7 ج لكل وحدة طاقة كان من الأولى ان ندعم بها مربى الماشية المصرية.

كما أن سعر طن الذرة الأن 3850 ج وتحتوى بذور الذرة على 82% مركبات غذائية مهضومة وبالتالى فان سعر وحدة الطاقة منه تعادل 3850 ÷ 820 = 4.7ج.

اى أن تفل البنجر يمكن أن يحل جزء من مشكلة الذرة ولهذا فان حظر تصدير تفل بنجر السكر والمولاس سوف يكون من العوامل التى تساعد على إنتعاش الثروة الحيوانية فى مصر وهو ما يعنى توفير من مليون إلى مليون و 400 ألف طن من خامات النوعين، وإذا تم استخدام هذه الكميات، وفقاً لخطط التصنيع والمواصفات القياسية المصرية والعالمية،فستكون خطوة هامة لتوفر كميات كبيرة من الأعلاف ودعم الثروة الحيوانية. كما أن حظر تصدير تفل البنجر والمولاس سيساعد على انخفاض أسعارهما محلياً، وهو ما يخفض من تكلفة التغذية.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى