الأخبارالمياهحوارات و مقالات

المهندس هشام نشأت يكتب: لماذا تغيرت سلة غذاء العالم؟

إستشاري زراعي في الاتحاد الاوروبي

حقائق :

مصر سلة غذاء العالم؟ نعم هذه الجملة تملأ صحف التاريخ فعندما كانت مصر 10 ملايين مصرى كانت تصدر الغذاء للعالم كله، ولكن عندما أصبحنا 120 مليون أصبحنا أكبر سوق لاستيراد الغذاء لان الرقعة الزراعية كما هي من عشرات السنين بل تعدينا عليها بالبناء و التبوير فى حين يتضاعف عدد السكان كل عام خصوصا و اكثر من نصف سكان مصر من الشباب المقبل على الزواج.

وبالتالي سيكون التعداد متوالية هندسية متضاعفة خلال السنوات المقبلة…لماذا؟

لأن المزارع المصري ومن يعمل فى صناعات مرتبطة بالزراعة يمثلون أكثر من 70% من شعب مصر على أقل تقدير.

وأوضاع الفلاح المصري؟!

  • من أجل أن يشعر الشعب المصرى بالتحسن يجب أن تتحسن اوضاع الفلاح من حيث الفرق بين المصروفات والدخل العائلة المكونة من 5 افراد يكفيها شهريا مالايقل عن 5000 جنيها حتى تشعر بالاطمئنان للمستقبل وتحسن من أوضاعها الاجتماعية.
  • كانت الارض تزرع بمعدل مرتين فى السنة اى ان الفلاح يحصد محصولين بينهما 6 أشهر يكون ما يحتاجه من دخل فى الـ 6 أشهر هو 30 الف جنيها على الاقل وهو صافى الربح من زراعتة

ما هو المحصول الذى يحقق ربح صافى بعد مصاريفة 30 ألف جنيها علما أن معظم الحيازات المستأجرة من الملاك فى حدود الفدان اذا ماهو المحصول الذى يدر ربح 30 الف جنيها فى 6 اشهر ؟

الاجابة : لا شيئ

النتيجة : بالـتأكيد … سيبقى الريف متدهورا يعانى من كل مظاهر الجهل والتخلف و الضعف و المرض وينتظر المزارع قوافل الغذاء والملابس و العلاج و البطانية وغيرها وهو معزور لضيق ذات اليد.

لو أن مصر تمر بأوقات غير هذة و يحكمها رجال ليسوا كهولاء الذين يشغلون سدة الحكم ما كتبت كلمة واحدة . ولكننى اتلمس منهم صدق النوايا و العمل الدؤوب من اجل مستقبل افضل

غير أننا إعتدنا منذ عشرات السنوات أن من يشغلون سدة الحكم ليس لديهم دراية بحرفة الزراعة وهذا مفهوم ومعروف لدي الجميع.

كما نجد أن لكل قطاع من قطاعات الدولة منهج واستراتيجية وهدف يحقق من خلال هذة الاستراتيجية .

وهنا السؤال : ماهى استراتيجية الزراعة و منهجها حتى 2020 وما هو الهدف من هذة الاستراتيجية ؟؟

الاجابة : الامور غير واضحة غير مشروع ال 1.5 مليون فدان الذى وضع على عجل دون منهج او استراتيجية هو الاخر ولا اتمنى ان يلحق بأخواته مثل شرق العوينات و توشكى و غيرها باسعار و تكاليف تحمل الدولة اكثر من الدخل المحقق منها و لكن كما العادة لا تظهر العورات الا بعد فوات الاوان فلم تظهر أو تعرض دراسات اقتصادية توضح الجدوى الاقتصادية من الاستثمار فى هذا المشروع من حيث التكاليف و الدخل المتوقع و الارباح

وأرجوا أن لا يوخذ هذا الرأى على أنه دعوة لعدم الاستثمار فى تلك المشروعات فليس امام مصر سوى التوسع الافقى و الرأسى لتضييق فجوة الغذاء ولكن ما اقصده هو الدراسة الاقتصادية المحكمة وليس بنظام (كله تمام يافندم ) وغيرها من الاقوال المصرية المأثورة.

إذا ماهى الاستراتيجية السليمة (من جهة نظرى) فى خطة النهوض بالزراعة شانها شان باقى القطاعات حتى 2020 ؟.

أولا : دعونا بدأ بالاساسيات ونسأل السؤال السهل : فما الهدف من الزراعة ؟

الاجابة : تحقيق الاكتفاء الذاتى من حاجة الشعوب و تصدير الفائض فى حدود الموارد المتاحة من مياة و تربة

السؤال الثانى : ماهى خطة الدولة فى هذا الشأن ؟

الاجابة ستكون : لا توجد خطة…. !!!!!

السؤال الثالث: لماذا ؟

الاجابة : لاتوجد رؤية واضحة ولكن اجتهادات فردية

و دعونى أضع هنا مثال واضح فى هذا الشأن :

فى موضوع السكر : كانت مصر تستورد اكثر من 80% من احتياجاتها من السكر كل عام من البرازيل و كوبا و غيرها و كانت حلوى مولد النبى تمثل صداعا فى رأس وزارة التموين و المالية لتدبير الاعتمادات من اجل توفير الدولار لاستيراد السكر فى تلك الفترات

و الان تقدم رجال اعمال و قاموا باستثمارات مباشرة و تم استصلاح و زارعة ما لا يقل عن 500 الف فدان من بنجر السكر وانشأت مصانع كثيرة نتج عنها تقليل الاستيراد بنسبة تصل الى 49% تقريبا وكان هناك فرص للتصدير ايضا لولا تدخل الدولة بفرض ضريبة على التصدير بواقع 3000 جنيها على الطن ولا ادرى من العبقرى الذى اتخذ هذا القرار…؟؟؟ (اليوم السابع 21 اكتوبر 2018)

فاتاحة الفرصة للتصدير تعنى المزيد من الاستثمارات و مزيد من استصلاح  الارض و توفير السكر للسوق المحلى و التصدير طالما السعر منافس ولكن طالما يوجد (خليفة خلف خلف اللة خلف خلاف) فى مواقع اتخاذ القرارفحسبى الله ونعم الوكيل

هذا بالاضافة الى ناتج العصير الذى  يقسم الى:

جاف ويعتبر من اجود انواع العلف للحيوانات الكبيرة لاحتوائه على بروتينات و كربوهيدرات

السائل : المولاس وهو من افضل المواد التى تدخل فى مختلف الصناعات كصناعة الكحول و غيرة

فلماذا لا نشجع المستثمرين و البنوك فى عمل المزيد من مصانع السكر و استصلاح الاف الافدنة  بجوارها لعمل مشاريع زراعية صناعية متكاملة تحقق ارباح ؟؟

سؤال لصانع القرار لكي تكون إرادة الدولة المصرية هي تشجيع التوجه نحو تنفيذ مشروعات متكاملة تربط بين الإنتاج الزراعي والصناعي وغيره من الأنشطة الآخري.

كان هذا مثال واحد من عشرات الامثلة التى يمكن ان تضرب عن كيفية وضع استراتيجية استصلاح و انتاج مربح

ولدينا محاصيل اخرى تستورد الدولة 80% من استهلاكها كازيت و فول الصويا و الذرة والكتان و غيرها رغم انة يمكن عمل نفس نموزج السكر لتلك المحاصيل فعباد الشمس و الصويا و الذرة يمكن زراعتها بالتنقيط و يمكن عمل معاصر زيت لفصل الزيت و الحصول على الزيت لطعام الانسان و الكسب كطعام للطيور لخفض تكلفة انتاج الدواجن و تقليل الاستيراد

ولكن كل همنا فى الاستصلاح هو القمح الذى يتكلف فى انتاجة اكثر من مصاريفه و يباع أغلى من المستورد و يستهلك مخزون مائى من المياة الجوفية لانستطيع استعاوضه

هذا كان الجزئ الاول وهو استراتيجية تحقيق الاكتفاء الذاتى والتى اكتفينا فية بعرض نموزج السكر و الاشارة الى المحاصيل الزيتية والا تحول هذا المقال الى كتيب

الجزء الثانى هو التصدير و سنفرد سلسلة مقالات اخرى .

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى