الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د أحمد القط يكتب: جينات المقاومة للامراض لتقليل الفاقد في القمح المصري

 

يعتبر محصول القمح من اهم محاصيل الحبوب في مصر والذي يمد بأكثر من 30% من احتياجات السعرات الحرارية للسكان ، وتصل المساحة المنزرعة بالقمح في مصر إلى 1.4 مليون هكتار وهو مايعادل 30% من اجمالى المساحة المنزرعة في مصر .

ويقترب الانتاج الكلي من 9 مليون طن والتي تغطي أكثر من 50 % من الاحتياجات الاستهلاكية للشعب وأن العجز في الاستهلاك يتم تغطيته من خلال الاستيراد من الخارج مما يجعل الاقتصاد المصري عرضه للتقلبات السعرية الدولية.

ويعتبر تقليل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك من الاستراتيجيات الهامة للدولة ، ويتعرض انتاج القمح في مصر بصفة ثابتة لاصابات الاصداء والبياض الدقيقي والتي سببت خسائر كبيرة في المحصول في السنوات الأخيرة . وهذه الأمراض يمكن التحكم بها وراثياً عن طريق جينات المقاومة في النباتات ولكن عندما يتم الاعتماد على جين مقاومة واحد على مساحات كبيرة فإن الامراض تميل إلى التغلب عليها بسرعة عن طريق انتخاب سلالات فسيولوجية للفطر في العشائر المرضية .

مع ذلك فمن المرجح أن توفر تراكيب وراثيه لمحصول القمح تحتوي على التسلسل الهرمي لجينات المقاومة المتعددة ضد كل مسبب مرضي مقاومة مستديمة للأمراض ومن ثم فإن أحد الأولويات الرئيسية للبرنامج القومي لبحوث القمح بمركز البحوث الزراعية هي تطوير سلالات قمح تجمع بين جينات المقاومة المتعددة لكل مسبب مرضي .

باستخدام التكنولوجيا الجديدة التي تم تطويرها في مركز جون إنييس – المملكة المتحدة والتي تسمح بالاكتشاف السريع وتحديد التتابعات لجينات المقاومة المرضية الوظيفية عن طريق تكنيك ((RenSeq  لتتابعات الجينات المقاومة الفعالة. وفي المقترح الحالي سوف نستخدم هذه التكنولوجيا المتوفرة لتعريف جينات المقاومة الفعاله ضدد الأصداء والبياض الدقيقي في تنوع مكون من 320 سلالة قمح .

وهذا المشروع سينتج الدلائل الجزيئية التي يمكن استخدامها مباشرة من خلال مربوا القمح المصريين لكي يتم دمج جينات المقاومة الفعاله لأمراض الأصداء والبياض في السلالات المتفوقة وسلالات القمح المحلية المتأقلمة وبالتالي ثبات المحصول وتقليل الاعتماد على استيراد الاقماح لتلبية الطلب المحلي .

والهدف الشامل والطويل الاجل لهذا المشروع هو تطوير المقاومه للاصداء الثلاثه وكذلك البياض الدقيقى فى الاقماح المصريه المنزرعه . ومن المسلم به على نطاق واسع اهميه اهداف المشروع وذلك لزياده انتاجيه القمح فى مصر، والواقع ان التقديرات الاخيره تشير الى ان حوالى 10 الى 15 فى المائه من محصول القمح يفقد سنويا فى مصر بسبب الاصابه بالاصداء .

ولتحقيق اهداف المشروع سوف يجمع هذا المشروع بين فريقين من الخبراء فى مجال الوراثه والمعلوماتيه الحيويه وتربيه القمح , براندى ولف من مركز جون إنييس بالمملكه المتحده والدكتور أحمد فوزى القط من مركز البحوث الزراعيه .

وعلى هذا ستكون المخرجات الرئيسيه التى سيتم على اساسها تقيم هذا المشروع الذى سوف يستمر لسنتين هى المعلمات الجزيئيه الجديده والمرتبطه بجينات المقاومه للاصداء والبياض الدقيقى التى يمكن لمربى القمح ان يستخدمها فى برامج التربيه لمقاومه الامراض وهذا سوف يتيح مزيد من المقاومه المستدامه لامراض القمح فى مصر .

إن تمكين مربى القمح المصرى بهذه المعلومات الجزيئيه سيسمح لهم باختيار سلالات القمح المتفوقه ذات المقاومه العاليه والمستدامه للامراض المختلفه  وسوف يتم استخدام هذه السلالات فى البرنامج القومى لتربيه القمح.

ومن المنطقى أن نتوقع انه بعد انتهاء المشروع بحوالى خمس الى سبع سنوات سوف يتم انتاج اصناف قمح مصريه مقاومه للاصداء الثلاثه وكذلك للبياض الدقيقى ومعتمده على التكنولوجيا الجديده التى تم تطويرها من خلال هذا المشروع (“Resistance Gene Enrichment Breeding”) وهذا بدوره سوف يزيد من المقاومه المستدامه لأمراض القمح فى مصر. ومن خلال الوضع الاستراتيجى لهذا المشروع بمركز البحوث الزراعيه سوف يتم استخدام هذه التكنولوجيا الجديده فى محاصيل اخرى هامه فى مصر .

ومن خلال هذا المشروع الممول من صندق العلوم والتنميه التكنولوجيه سوف نقوم بعقد ورشتى عمل وكذلك دورتين تدريبيتن فى علوم تربيه القمح والوراثه الجزيئيه وسوف يقوم الخبراء من مركز جون إنييس بانجلترا بتدريب شباب الباحثين على احدث التكنولوجيا المستخدمه فى مجال تربيه القمح فى العالم وكيفيه تطبيق هذه التكنولوجيا فى مركز البحوث الزراعيه والجامعات والمراكز البحثيه الأخرى.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى