الأخبارالمياه

6 أسباب تستوجب التوسع في إقامة غابات المانجروف في البحر الاحمر

>> خليفة: يساهم في زيادة الدخل القومي والترويج السياحي وحماية الشواطئ

طالب الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين والأستاذ بمركز بحوث الصحراء، بتنفيذ مشروع قومي للتوسع في زراعة غابات المانجروف بإمتداد سواحل البحر الأحمر علي خليج السويس وجنوب سيناء، للمساهمة في زيادة الدخل القومي والإنتاج السمكي والترويج السياحي ومواجهة تآكل هذ السواحل، وحماية الإستثمارات السياحية والمناطق العمرانية بهذه المناطق، فضلا عن تحملها الظروف البيئية غير المناسبة مثل ملوحة المياه والتربة والملوثات الأخرى، مشددا  علي أهمية تطبيق ضوابط صارمة لتنفيذ المشـروعات السـياحية والمجتمعـات العمرانيـة علـى سـواحل البحار الغير مدروسة، والحد من المخلفات الناتجة عن النشـاطات البحريـة، المرتبطة بحركة السفن، والرعـى الجـائر، ونقص التوعية بأهمية ودور المانجروف.

وأضاف “خليفة”، في تصريحات لـ”أجري توداي”، إنه يجري حاليا تنفيذ مشروع لإعادة تأهيل مواقع المانجروف الموزعة على طول ساحل البحر الأحمر بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، في 6 مواقع على ساحل البحر الأحمر لتنفيذ أنشطة المشروع منها ثلاث مناطق في القلعان وحماطة جنوب مرسى علم، وثلاث مواقع جنوب سفاجا، حيث تم انشاء عدد (2) صوبة لاكثار أشجار المنجروف في سفاجا وحماطة، موضحا إنه تم استزراع 30 ألف شتلة من أشجار الشورة ، وعدد 18 شتلة من أشجار القندل في المواقع المختارة، وتوزيع دعوات إرشادية على السائحين في مرسى علم لدعوتهم للمشاركة في زراعة المانجروف.

وأشار “خليفة”، إلي أن هناك 6 أسباب تستوجب التوسع في تنفيذ المشروع سواء من الناحية الإقتصادية والاجتماعية أو البيئية، خاصة أن أشجار المانجروف تقوم بوظيفة حماية السواحل عن طريق الحد من تأكلها بفعل الأمواج والأعاصير وحركة المد والجزر القوية ، وتعد بمثابة خط الدفاع الثاني بعد الشعاب المرجانية، فهي تلعب دوراً حيوياً في حماية الشواطئ من الموجات المتكررة، وتأثير العواصف أو تأثير موجات “تسونامي” علي هذه المناطق.

وأوضح نقيب الزراعيين  والباحث الرئيسي لمشروع غابات المانجروف، أن أشجار المانجروف تعمل على تنقية المياه من المعادن الثقيلة ، كما يتميز بقدرة فائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع تجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ، وتوفر أشجار المانجروف مناطق حماية للنحل من الظروف القاسية، مثل الطقس البارد والجفاف و الأمطار الموسمية والفيضانات، فعندما تزهر أشجار المانجروف فان الرحيق الموجود في أزهارها يستخدم لإنتاج العسل ويكون ذو نوعية ممتازة، ونكهة قوية، ولذيذ للغاية، كما تلقي أنواع العسل الناتج عن زهور المانجروف بالإقبال لتميزه بالجودة وخصائصه الصحية الكبيرة وإرتفاع أسعاره مقارنة بالانواع الأخرى من العسل.

وشدد “خليفة”، علي أن بيئة المانجروف تمثل نظام بيئي متكامل حيث توجد النباتات (الأشجار ، الحشائش البحرية) ، والمغذيات العضوية ، والبكتريا ، والطحالب ، والديدان ، والقشريات ، والجلد شوكيات ، والأسماك الفقارية ، والأسماك اللافقارية ، والثدييات ، والسلاحف البحرية ، والهوام البحرية ، والأصداف ، والطيور ، والزواحف (السحالي) ، والحشرات، موضحا إنه يوجد في مصر نوعان من أشجار المنجروف ينموان بطول ساحل البحر الأحمر هما الشورة أو القرم أو ابن سينا نسبة الى العالم المسلم الشهير (ابن سينا) ويسمى أحياناً بالمنجروف الرمادي وهو الأكثر انتشاراً، والنوع الآخر هو القندل أو الريزوفورا ويسمى أحياناً بالمنجروف الأحمر نظراً لصبغته الأرجوانية التي تستخرج من القلف.

وأوضح نقيب الزراعيين ان النظم البيئية لأشجار المانجروف توفر حيزاً حيوياً لأكثر من 2000 نوع من الأسماك واللافقاريات والنباتات الهوائية  في مختلف أنحاء العالم، حيث تدعم مصايد الأسماك التجارية والمعيشية، من خلال عملها كمناطق حضانة لصغار الأسماك، و كمناطق تغذية للأسماك الكبيرة، كما أنها توفر الماوئ والحضانة للجمبري، والأنواع البحرية الأخرى، وتعد مورد رزق للآلاف من الصيادين الصغار على السواحل.

ولفت “خليفة”، إلي أن  أشجار المانجروف تعد بيئة مناسبة لمعيشة وتغذية وتكاثر الأسماك الإقتصادية والهامة في البحر الأحمر مثل أسماك المرجان ، أسماك البوري ، والسيجان ، والقاصة ، والبياض، وسرطان البحر، والأنشوجة، وسمك النهاش، كما أن بيئة المانجروف المائية تناسب معيشة الأنواع المهددة بالأنقراض كعروس البحر ، السلاحف البحرية ، أسماك الراية، موضحا أن أشجار المنجروف، تلعب دوراً هاماً في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة، والحشائش البحرية التي هي أيضاً مناطق صيد تجارية هامة.

وأشار نقيب الزراعيين إلي القيمة الاقتصادية لأشجار المانجروف والتي ترتبط بإنتاج أنواع عالية القيمة من الأسماك بقيمة تعدت 130 مليون دولا سنويا، كما تعد غابات المنجروف من أكثر المناطق جذبا للسياحة والسياح، فهي تحتوي على أشجار المانجروف البديعة، وكذلك الحياة البحرية المتنوعة (الطيور، السرطانات)، والنظم البيئية الأخرى المجاورة لأشجار المانجروف، والمتكاملة معها مثل (المستنقعات المالحة والشعاب المرجانية والحشائش البحرية )، وتعد الثروات المتمثلة في الشعاب المرجانية والأسماك الملونة وأسماك القرش وعروس البحر والدرافيل وغيرها من الكائنات البحرية النادرة هي التي صنعت قطاع السياحة بمحافظة البحر الأحمر والذي بات النشاط الاقتصادي الأول بالمحافظة وتفوق كثيرا علي صناعة البترول الموجودة بالمنطقة خاصة فيما يتعلق بتوفير فرص العمل وتشكيل مجتمع عمراني كبير ساهم كثيرا من تقليل حجم البطالة في شتي محافظات مصر‏.

‏ وأوضح نقيب الزراعيين إنه وفقا للاحصائيات المؤكدة تبين أن ‏85 %  علي الأقل من اجمالي السائحين الأجانب الوافدين من مختلف دول العالم للبحر الأحمر يقومون برحلات غطس من أجل التمتع بالكائنات البحرية المشار إليها‏، ويقدرالدخل السنوي لمتر الشعاب المرجانية بنحو‏ 300‏ دولار والأسماك الملونة التي تعيش داخل هذه الشعاب تدر هي الأخري دخلا هائلا وتلعب عروس البحر الموجودة بمنطقة أبودياب بالبحر الأحمر وعدة مناطق أخري دورا مهما في دعم الاقتصاد القومي المصري حيث تدر آلاف الدولارات يوميا عن طريق مشاهدة الغطاسين، كما تقدم الدرافيل القاطنة بمنطقة شعاب صمداي جنوب مرسي علم وغيرها من الكائنات البحرية الأخري القاطنة بمياه الغردقة وسفاجا والقصير الكثير من الدعم مباشر والغير مباشر للدخل القومي‏.‏

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى