بالصور… شاهد متعلقات المصريين في حطام السفينة «سالم إكسبريس» رغم مرور 27 عاما علي الحادث
تحول حطام السفينة الغارقة «سالم إكسبريس» إلى أحد أهم مواقع الغطس بالبحر الأحمر بعد نحو 27 عامًا مرت على ذكرى غرقها ومصرع نحو ٤٧٦ راكبًا في ديسمبر 1991 ، بين دموع الألم والحزن، نسترجع ذاكرة التاريخ لأيام عصيبة في تاريخ المصريين، لرجال كانوا في إنتظار العودة سالمين إلي الوطن من العودة بآمان إلي أحضانه وموت يفأجئهم فلا يستطيعون الفكاك منه، وكانت النهاية بأقلام الحزن كتبت، ومداد الدموع بين كل لحظة. ورغم ذلك إلا ان موقع الحزن والالم تحول إلي موقع جذب لسياحة الغطس.
وتستغرق رحلة الغطس كاملة للتجول داخل العبارة نحو ٣ ساعات، على أن يكون المدرب لديه معرفة بأماكن الدخول والخروج حتى لا يتعرض أى سائح للفقد.
ويقوم الغطاسون بالتجول داخل العبّارة وكبائن الركاب والمطعم والجراج والتحرك بين متعلقات الركاب وعجلات الأطفال والحقائب وأدوات الطعام والسيارات الغارقة وقوارب الإنقاذ، التي لم تستخدم، والتي مازالت قابعة بالقرب من حطام العبارة الغارقة، وتم إقامة مقبرة بسفاجا للجثث المجهولة من ضحايا العبارة.
وعودة إلي الباخرة «سالم إكسبريس» فهي عبارة بحرية ترفع علم دولة بنما ومملوكة لشركة «سما تورز للملاحة»، غرقت في 15 ديسمبر 1991 في البحر الأحمر قبالة سواحل سفاجا في مصر خلال رحلة بين جدة والسويس وذلك بعد اصطدامها بحقل للشعاب المرجانية مما أسفر عن مصرع 476 شخصاً.
كان ربان السفينة الربان حسن مورو، وهو ربان أعالي بحار، قد أبلغ ميناء سفاجا حوالي الساعة الحادية عشر مساءً بأنه سيدخل منطقة الشمندورات خلال نصف ساعة.
بعد حوالي خمس دقائق من الاتصال الأول أبلغ ميناء سفاجا بنفسه في آخر رسالة له أنه يعاني من جنوح السفينة نتيجة اصطدامها بالشعاب المرجانية الموجودة في جنوب الميناء على بعد 16 كيلومترا من الميناء وأنه يتعرض للغرق وطلب الإنقاذ والنجدة الفورية نظراً لاندفاع الماء داخل السفينة وميلها 14 درجة تماماً.
على الرغم من وضوح إشارة الاستغاثة وضرورة التحرك الفوري لإنقاذ الركاب وذلك في الحادية عشر والربع مساءً إلا أن أولى عمليات الإنقاذ بدأت في الساعة الثامنة صباح اليوم التالي أي أن الركاب ظلوا في درجة حرارة مياه تصل إلي خمس درجات مئوية ليلا، لأكثر من تسع ساعات كاملة معرضين للمياه الباردة والرياح العاتية مع عدم وجود أدوات إنقاذ، خاصة أن العبارة لم يتم إخلاؤها بالطريقة الطبيعية بنزول قوارب الإنقاذ لأنها احتكت بالشعاب المرجانية وتدفقت المياه داخلها ثم غرقت في أقل من ربع ساعة، وكانت على متنها 624 راكباً.
كان أول اتصال من ميناء سفاجا بمسئول الساعة الثالثة صباحاً، أى بعد 3 ساعات كاملة من بداية الغرق، حين تم إيقاظ محافظ البحر الأحمر وإبلاغه بالحادث.
وحتى اليوم الخامس للكارثة كان المشهد الحزين يخيم على مدينة سفاجا وأكثر من 300 جثة تقبع داخل العبارة تحت المياه الباردة بين فكي القرش والباراكودا.
ثبت أن السفينة تم التفتيش عليها من قبل هيئة الإشراف والتسجيل «لويدز» الإنجليزية وأنه مؤمن عليها وعلى بضائعها والركاب، وتم التفتيش عليها من التفتيش البحري المصري قبل سفرها من مصر ومن التفتيش البحري السعودي قبل خروجها من السعودية.
دفعت القوات البحرية بثلاثة لنشات للإنقاذ ودفعت القوات الجوية بخمس طائرات من طراز c-130 للقيام بعمليات البحث والإنقاذ ولم يعثر للسفينة على أثر ووجد بعض الركاب الناجين الذين تم نقلهم إلي مدينة سفاجا وكان إجمالي عدد الناجين من الحادث 178 راكباً.
الغرق كان على عمق 30 مترا تحت سطح الأرض، موضحا أن الغواصين عثروا على حقائب ممتلئة بالملابس والبدل الرجالي، وأجهزة تليفزيون، ودراجات، لازالت محتفظة بحالتها، داخل حطام السفينة بالبحر الأحمر، رغم غرقها في ديسمبر 1991، لكن المفاجأة هي أن ممتلكات المعتمرين لا تزال موجودة حتى الآن وكأنهم غرقوا بالأمس، حيث وجت حقائب المسافرين كما هي بدون أن يحدث بها أي تلف، وكذلك وجدت قوارب النجاة في الجزء السفلي سليمة، وذلك رغم مرور 27 سنة على غرق السفينة.
وأظهرت الصور نمو الشعاب المرجانية والطحالب والمحاريات والقشريات على جسم العبارة وتواجد عشرات الأنواع من الأسماك الكبيرة والصغيرة والملونة داخلها، ما جعلها مقصدا للغطس للسائحين من مختلف الجنسيات، فما تبقى من حطام العبارة الغارقة يجذب الهواة للتجول داخل كبائن الركاب والمطعم والجراج والتحرك بين متعلقات الركاب وعجلات الأطفال والحقائب وأدوات الطعام والسيارات الغارقة وقوارب الإنقاذ.