الأخبارالانتاجنحل وعسل

تقرير دولي عن النحل: فوائد غير مسبوقة للإنتاج الزراعي ومخاطر تهدد غذاء العالم بسبب المبيدات

أكد تقرير دولي، أصدره المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والأراضي القاحلة “إيكاردا”، أهمية التوجه نحو تربية النحل لزيادة الإنتاج الزراعي والحد من الفجوة الغذائية والسيطرة علي معدلات ارتفاع ظاهرة الجوع عالميا، مشيرا إلي أن در اسة أجراها مركز “إيكادا”،  حول نتائج تربية نحل العسل علي إنتاجية المحاصيل بمختلف مناطق الزراعية، أوضحت ارتفاع إنتاجية القرع 561 ٪ ، الباذنجان 364 ٪ ، والفول العريض 177 ٪ والبطيخ 56 ٪. في المناطق ذات الأمطار الكافية ، تضاعف حصاد الطماطم وارتفعت الباذنجان بنسبة 250٪. في الحقول الجبلية ، تضاعف إنتاج الكوسة ثلاث مرات وتضاعف القرع، مشيرا إلي أن أكثر من 80٪ من المحاصيل الغذائية يعتمد علي التلقيح.

وأوضح التقرير ان أحد التحديات التي تواجه زيادة الإنتاج الزراعي إعتمادا علي التوسع في تربية النحل هو الاستخدام غير الرشيد لمبيدات الآفات وهو ما إنعكس علي الانهيار في أعداد النحل،  مشيرا إلي أن أعداد الحشرات التي تقوم بمعظم هذا العمل تعرضت للإنخفاض الحاد والذي بلغ 75%  في ألمانيا ، خلال الـ 25 سنة الماضية. بينما شهدت بورتوريكو تراجعا أكثر حدة. الأرقام غير متوفرة في معظم البلدان ، ولكن معظمها يشير إلى حدوث انخفاض مزعج في عالم النحل.

وأظهرت الأبحاث البريطانية أن ربع العسل البريطاني ملوث بمبيدات الآفات التي تهدد النحل لكن هذه السياسة باهظة التكلفة ولا تجلب دخلاً يذكر للمزارعين. أمضت كريستمان السنوات الخمس الماضية في العمل على نهج مختلف ، والذي وصفته “بالزراعة مع الملقحات البديلة” بالمحاكمات الميدانية في أوزبكستان والمغرب.

وأشار تقرير “إيكاردا”، إلي  أننا نستخدم عددًا كبيرًا جدًا من المبيدات الحشرية ، كما أن عدد الطيور والنحل ينخفض. وقالت إيرين هوفمان ، التي تقود الدراسة في منظمة الأغذية والزراعة ، وإننا نحتاج إلى القيام بشيء حيال ذلك أو لن تعمل أنظمتنا الزراعية . إنه أمر محبط وأحيانًا مخيف. الوضع مريع ، ولكن هناك طرق لحلها.

وأعربت “إيكاردا”، عن أملها في رؤية تغييرات في سياسات المناظر الطبيعية الوطنية من خلال زراعة المحاصيل التي تجذب النحل للقيام بالتلقيح وذلك بالتنسيق بين وزارات السياحة والزراعة والاتصالات ، إعتمادا علي زيادة الوعي بالمنافع الاقتصادية للملقحات البرية وتشجيع المزيد من زراعة الزهور البرية وشجيرات التوت والأشجار المزهرة.

وأوضح المركز الدولي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، إن البيئة برمتها ستكون أكثر ثراء ، وأكثر جمالا وأكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ” ، موضحا إنه”سيكون لدينا الكثير من الحشرات والزهور والطيور. وسيكون أكثر من الاكتفاء الذاتي. حتى أفقر بلدان العالم يمكنها فعل ذلك

وأكد التقرير الحاجة لزيادة معدلات تربية النحل وإنتاجه، لزيادة الإنتاج الزراعي، لإعتماد إنتاجية المحاصيل علي منظومة التقليح بالحشرات الاقتصادية وخاصة النحل، وهو  ما دفع عددا من دول العالم لتبني إستراتيجية جديدة ملائمة للمزارعين ، موضحا أن نتائج الدراسة التي أصدرها المركز الدولي تظهر مكاسب كبيرة في الدخل والتنوع البيولوجي في حالة تخصيص 25% من الأراضي الزراعية لزراعة المحاصيل الاقتصادية المزهرة مثل التوابل والبذور الزيتية والنباتات الطبية والأعلاف.

وأشار التقرير إلي أن جوهر  هذه التقنية هو تخصيص واحد من كل أربعة شرائح لزراعة المحاصيل المزهرة ، مثل البذور الزيتية والتوابل. وبالإضافة إلى ذلك ، فإنها تزود الملقِّحات بدعم تعشيش رخيص ، مثل الخشب القديم والتربة الضاربة التي يمكن أن يدق عليها نحل التعشيش. زرعت عباد الشمس أيضا في مكان قريب كملاجئ الرياح.

وأشار التقرير إلي أن زراعة عباد الشمس هي بمثابة الزجاج الأمامي لنقاط دعم التعشيش النحل، في جميع المناطق المناخية الأربعة المختلفة التي درستها “إيكاردا”، وهي زيادة دخل المزارعين من المحاصيل التي تعتمد علي التلقيح من تربية النحل ، على الرغم من أن الفوائد كانت أكثر وضوحًا على الأراضي والمزارع المتدهورة بدون  تربية نحل العسل.

وفي دراسة أخرى ، تمولها وزارة البيئة الألمانية ، سيختبر كريستمان خطة مدتها خمس سنوات للانتقال من العمل بمشاريع تجريبية صغيرة إلى منتجين على نطاق واسع عن طريق إدخال شرائح مزهرة من الكانولا ومحاصيل أخرى قابلة للتسويق لتفتيت الزراعة الأحادية.

وتبني “إيكاردا”، المبادئ التوجيهية الجديدة التي توصي بخفض استخدام مبيدات الآفات الموجودة والتخلص التدريجي منها ، ولن يتم ذلك بدون توفير الإعتمادات المالية أو تعرض الإنتاج الزراعي إلي خسارة كبيرة في الإنتاجية، فيما أعلنت “إيكاردا”، عن حزمة من الإجراءات للحد من سوء الإستخدام للمبيدات الحشرية،  منها تأييد قيام الاتحاد الأوروبي بحظر المبيدات الحشرية الأكثر استخداماً في العالم والمعروفة باسم neonicotinoids والعديد من البلدان الأوروبية والمستخدمة في مكافحة الزهور البرية لجذب حشرات النحل.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى