الأخبارالانتاج

د محمد سيف: كيف نحمي الدواجن من برد الشتاء

مدير المعمل المرجعي للرقابة على الانتاج الداجني بجمصة

معهد بحوث الصحة الحيوانية

يأتي فصل الشتاء بما يحمله من مشاكل عديدة للدواجن خاصة مع النسبة الاكبر من عشوائية التربية و النظام المفتوح لعنابر التربية، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية إنعكست علي حالة الطقس المتقلب ما بين ارتفاع شديد في درجات الحرارة صيفا وإنخفاضها بصورة شديدة أيضا، حيث شهدت السنوات الاخيرة إنخفاضا في درجات الحرارة على كوكب الارض بالمقارنة بسنوات سابقة .

لكن هل انخفاض درجات الحرارة في حد ذاته هو المشكلة ؟؟ بالطبع لا ..

المشكلة الاساسية تكمن في عدم مراعاة الاصول السليمة في بناء عنابر التربية و خاصة نظام التربية المفتوح حيث ان الغالبية من العنابر الموجودة لا يمكن معها التحكم في الظروف البيئية المحيطة بالعنبر حيث ان جدران العنابر غير معزولة و بالتالي يكون جو العنبر الداخلي باردا مما يستلزم تكاليف اضافية ممثلة في التدفئة المستمرة للعنبر و لكن مشكلة أخرى في الحفاظ على حرارة العنبر تكمن في غلق النوافذ بالعنبر مما يزيد من نسبة الاونيا بالعنبر و انخفاض في مستوى الاكسجين ايضا و هما عاملان اساسيان للامراض التنفسية بالقطيع

و حين يقوم المربي بالتهوية قد لا يراعي التيارات الهوائية او الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة مما يزيد مشاكل الجهاز التنفسي ايضا

و هنا تكون المعادلة الصعبة في نظام التربية المفتوح و هو الحفاظ على درجة الحرارة و التدفئة بالعنبر مع ضمان تهوية سليمة للتخلص من الامونيا و الحفاظ على مستوى الاكسجين و تجنب التيارات الهوائية في ذات الوقت و ذلك بان يتم فتح النوافذ الجنوبية فقط و بزاوية قدرها 45 درجة و لأعلى و ذلك لكي يختلط الهواء البارد القادم من خارج العنبر تدريجيا مع الهواء الساخن و بالتالي لا يكون هناك انخفاض حاد في الحرارة او تيارات هوائية تؤثر على صحة القطيع بالعنبر

الرطوبة العالية بالجو ايضا تمثل مشكلة و خطرا على التربية لأن الرطوبة تزداد بالعنبر و يكون هناك صعوبة في التخلص من رطوبة الفرشة ايضا بالاضافة لأمر هام و هو تأثير الرطوبة على الاعلاف الموجودة مما يزيد نسب الفطريات و السموم الفطرية بها و انعكساها السلبي على جسم الطائر و خاصة جهاز المناعة

هناك عدد من النقاط التي يجب ان يحتاط لها المربي استعدادا لفصل الشتاء منها :

  • التأكد من جودة العنابر و مدى جاهزيتها لاستقبال فصل الشتاء و تجنب تسرب مياه الامطار اليها و خاصة تلك العنابر التي لا يوجد لها أسقف خرسانية
  • الحرص على مقاومة العنابر للرياح مع عدم اهمال التهوية اللازمة لتجديد مستوى الاكسجين بالعنبر و للتخلص من الامونيا
  • الاستعداد بتوفير وسائل التدفئة المناسبة لمساحة العنبر و طوال مدة التربية حتى لا يحدث انخفاض في درجات الحرارة عن المناسب أثناء فترات التربية بما يجعل الطيور عرضة لنزلات البرد و الاصابة بالامراض التنفسية المختلفة
  • الحرص على جودة الاعلاف و تخزينها في مخازن مغلقة بعيدة عن الامطار و الرطوبة
  • الحرص على تدفئة العنابر لأن مع الشعور بالبرد يتكيف الطائر بتعويض ذلك بزيادة استهلاك الاعلاف لتدفئة الجسم بدلا من ان ينعكس ذلك على زيادة الاوزان و بالتالي يمثل ذلك تكلفة زائدة و اختلال في مستوى التحويل الغذائي
  • الحرص على تحصين القطعان باللقاحات الخاصة بالامراض الاكثر شيوعا في فصل الشتاء و يأتي على راسها انفلوانزا الطيور و النيوكاسل و الالتهاب الشعبي و التهاب القصبة و الحنجرة و التي سوف نتكلم عن كل مرض منها لاحقا في أعداد أخرى
  • كذلك الحرص على المتابعة الدورية مع طبيب بيطري متخصص و معمل تشخيص متخصص للتشخيص السريع و السليم للمشاكل و اقتراح برنامج الوقاية و العلاج السليم المتلائم مع المنطقة الجغرافية و المشاكل السابقة للمزرعة و عمل التشريح المرضي و اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية نظرا لأن البكتيريا الموجودة بالعنابر حاليا اكتسبت مناعات و مقاومة ضد غالبية المضادات الحيوية الموجودة مما يجعل اختبار الحساسية مهما لتحديد انسب العلاجات للقطيع ضد المسببات للامراض البكتيرية المختلفة مثل الاي كولاي و الكوليستريديا و الميكروب العنقودي بالاضافة طبعا لأكثر المسببات المرضية للامراض التنفسية و هي الميكوبلازما
  • لذا أنصح المربي العزيز بعدم الاجتهاد و العشوائية في اختيار الادوية و العلاجات و اللقاحات اثناء فترة التربية من تلقاء أنفسهم و ان يتم ذلك بواسطة أطباء بيطريين متخصصين و ذوي خبرة واسعة في مجال امراض الدواجن و الارتباط بمعامل تشخيص ذات كفاءة و امكانيات تشخيصية واسعة و دقيقة لكي يتم التدخل السليم و السريع لحل اي مشكلة تطرأ على الطيور بدلا من زيادة النافق و الخسارة المادية أثناء فصل الشتاء
  • يجب على المربي ايضا الاستعانة بالخبرات و الامكانيات التشخيصية للمعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الانتاج الداجني في التشخيص السريع و خاصة للامراض الفيروسية بواسطة جهاز و تقنية البي سي ار و عمل تحليل جيني للمعزولات الفيروسية لدراسة مدى ارتباط المعزولات الحقلية باللقاحات الموجودة لاختيار الانسب منها للدورات التالية في التربية لكي نحصل على افضل مناعات و نسب صد للامراض أعلى و بالتالي تقليل النافق و تقليل الخسائر المادية و تجنب الظاهرة المتكررة كل شتاء من تكرار نفس الاصابات و تكرار النافق الكبير بالمزارع و يمكن تجنب ذلك بتشخيص سريع و دقيق في مدة لا تتجاوز الساعتين للتشخيص المبدئي بواسطة البي سي ار وبحد أقصى يومان للتحليل الجيني المتكامل
  • بالنسبة لقطعان البياض و الامهات يجب عدم اغفال أهمية قياس المستوى المناعي للامراض المختلفة لكي يتم بناء برنامج التحصين و اختيار اللقاحات بشكل أفضل بناء على المستوى المناعي الموجود
  • و في النهاية أتمنى ان يمر فصل الشتاء بخير على كل المربيين و ان نتجنب اي خسائر اقتصادية

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى