خبير دولي: لماذا تحتاج مصر لخطة إنقاذ لمشروعات الإستزراع السمكي؟

>> علاء الدين يطالب بتدخل الرئيس لإعادة تكليف الأطباء البيطريين للإشراف علي المزارع السمكية وتفعيل دور الإرشاد البيطري

حذر الدكتور علاء الدين عيسى أستاذ ورئيس مجلس قسم أمراض الأسماك بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، والخبير الدولي في الاستزراع السمكي من تدهور مشروعات الاستزراع السمكي في 7 محافظات تطل على مسطحات مائية وعدد من البحيرات المائية، مما انعكس على ارتفاع معدلات نفوق الأسماك مطالبا الحكومة بالتدخل الفوري لمواجهة هذه المشكلات التي يعاني منها مربو الأسماك في هذه المحافظات لضمان زيادة الإنتاج وتلبية إحتياجات الاستهلاك المحلي وحماية منتجي الأسماك في هذه المشروعاتوإنقاذ مشروعات الإستزراع السمكي في مصر.

وطالب علاء الدين الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتوجيه نحو قيام وزارة الزراعة ومجلس النواب بوضع آليات تضمن تكليف الأطباء البيطريين بالمحافظات المختلفة بحيث يكون هناك عدد منهم داخل قطاعات الاستزراع السمكي والمزارع السمكية، وتفعيل الدور الإرشادي للطب البيطري فى مجال الاستزراع السمكي من خلال كليات الطب البيطري ونقابة الأطباء البيطريين.

وقال علاء الدين، في تصريحات صحفية لـ”أجري توداي”، إن تحليل وضع المزارع السمكية فى قطاعات مختلفة فى مصر ودراسة ومتابعة متأنية للأوضاع بمزارع الأسماك البحرية والعذبة فى أكبر تكتلات لإنتاج الأسماك فى محافظات دمياط وكفر الشيخ ومنطقة القناة والفيوم والشرقية وبعض المزارع بالبحيرة والظهير الصحراوي لأعوام عديدة يؤكد استمرار ظاهرة استمرار النفوق الجماعي لقطعان الأسماك بتلك المحافظات بدون تدخل من الحكومة.

وقال علاء الدين، ان  مؤسسات الدولة للاستزراع السمكي، رفعت ايديها عن هؤلاء المربيين المكافحين رغم ارتفاع كلفة عملية الاستزراع من خامات و اعلاف وخدمات وأعباء رهيبة على المربين، انعكست على ارتفاع أسعار الأسماك بالسوق المصري بينما يشعر المستهلك بانفلات حاد فى الاسعار للأسماك رغم عدد المزارع المهولة بكل هذه المحافظات .
وأضاف رئيس قسم أمراض الأسماك بجامعة القاهرة، إن ظاهرة النفوق الجماعي للأسماك اصبحت ظاهرة تستحق الدراسة المتعمقة من كل النواحي التي قد تكون من قريب او بعيد سببا مباشرا او غير مباشرا لهذه الكارثة سواء أسباب بيئية او اخطاء فى التربية او ممارسات خاطئة وعدم وجود منظومة صحيحة للأمان الحيوي و فقدان أى فكر علمي سليم للتعامل مع مشاكل تلك المزارع .

وأوضح علاء الدين، ان الأسباب العامة لتدهور صناعة الاستزراع السمكي تتلخص فى عدم وجود ارشاد بيطري فى قطاع الاستزراع السمكي على مستوى القطر المصري كله، ووجود فوضى عارمة فى بيع وتداول المضادات والمستحضرات الحيوية والمطهرات فى هذا القطاع حيث يتداولها ويبيعها مجموعة من التجار واخرين غير بيطريين.

وأضاف ان هذه الفوضى نشرت كل ما لا يتخيله عقل من ادوية ممنوع استخدامها دوليا فى الاسماك داخل المزارع المصرية بغزارة ووجود انواع من المضادات ممنوعة فى قطاع الأسماك، وتم نشر هذه المضادات بوصفات من غير المتخصصين من الذين فتحوا مكاتب تحت مسميات مختلفة.

واستعان المتورطون في فوضي بيع وتداول المضادات والمستحضرات الحيوية، بوسائل التواصل الاجتماعي حيث اخذت من الفيس بوك منابر لنشر سمومهم وجهالتهم ونشر الفوضى العارمة والضحك على المزارع المساكين والاتجار فيما يضر قوته ولا يفيده للأسف.

وأشار الأستاذ بكلية طب بيطري القاهرة إلي غياب دور الجامعة كأكبر مؤسسة بحثية يمكنها ان تجد حلول طويلة الأمد لهذه الأزمة الخطيرة بناء على دراسات ومشاريع بحثية تدرس جذور هذه المشكلة وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية على هذا القطاع، لافتا إلي غياب دور الشركات الكبيرة العاملة فى قطاع الأعلاف والأدوية البيطرية والمستحضرات الحيوية فى دعم مشاريع حقيقية لمساعدة هؤلاء المزارعين فى حل تلك المشكلة.

وشدد علي  تدنى الدعم المادي والإداري والمعنوي لأقسام أمراض الأسماك بالجامعات المصرية وهى الجهات الوحيدة المتخصصة والمعنية بحل هذه الكارثة مما ينعكس فى تدنى دورها فى المشاركة المجتمعية لحل تلك المشكلة سواء بالإرشاد البيطري والبحث العلمي ، فضلا عن عدم وجود قوافل بيطرية لتلك المزارع كمثيلتها فى قوافل الحيوانات الكبيرة والدواجن .
وشدد علي أهمية محاربة فوضى بيع الأدوية البيطرية والمستحضرات الحيوية فى هذا القطاع بغير المتخصصين واقتصارها فقط على البيطريين وبترخيص رسمي من النقابة والجهات المسئولة، مطالبا  مجلس النواب بإصدار قانون بتجريم كل من يعمل او يدعى او يمارس مهنة طبيب امراض الأسماك تحت أى مسمى وهو من غير البيطريين او المتخصصين.

ولفت الخبير في صحة الأسماك، إلي ضرورة تنظيم ندوات و وورش عمل لرفع مستوى المزارعين فى ادارة مزارعهم بصورة سليمة، و طباعة بروشورات ومطويات من خلال النقابة او الكلية لأهم المشاكل فى هذا القطاع وكيفية التغلب عليها وتوزيعها مجانيا اثناء القوافل البيطرية لمزارعهم، وعمل مجلس اعلى للإرشاد البيطري فى مجال الأسماك برئاسة نقيب البيطريين، وعضوية رئيس هيئة الثروة السمكية ونائب وزير الزراعة وعضوية رؤساء اقسام امراض الأسماك المعنيين فى هذا القطاع وبعض رؤساء مجالس ادارة شركات الأدوية والمستحضرات و الأعلاف العاملة فى مجال الأسماك.