اسماكالأخبارالانتاجمصر

أول تقرير لجامعة القاهرة يرصد  أسباب النفوق الجماعي لأسماك الدنيس والقاروس والطوبارة في الأحواض السمكية في دمياط

>> علاء الدين عيسى: سواء حالة المياه والنظام الغذائي وتداول أدوية مغشوشة وراء الأزمة والحل في زيادة معدلات مياه الري

أعد الدكتور علاء الدين عيسى رئيس قسم أمراض الأسماك ورعايتها بكلية الطب البيطري في جامعة القاهرة، تقريرا بيطريا عن حالات النفوق بمزارع الاسماك البحرية بعزبة البرج وشطا دمياط، عن حدوث حالات نفوق جماعي لأسماك الدنيس والقاروص والطوبارة فى بعض الأحواض المصابة ومتابعة سلوكيات الأسماك المصابة داخل الأحواض وخارجها وتتبع مصادر الصرف والري وفحص نسب الأمونيا والأكسجين لعينات المياه المأخوذة من الأحواض المصابة والسماع لتاريخ الحالات من اصحاب المزرعة او المربين.

وقال علاء الدين عيسى، انه بفحص هذه المزارع تبين أن سباب المشكلة يعود إلى سوء حالة المياه الداخلة للمزارع محملة بحمل طحلبي وعضوي كبير وبعض انواع من البكتيرية السبحية، وانخفاض نسبة الأكسجين وارتفاع نسبة الأمونيا بصورة حادة مما أثر على مناعة الأسماك، فضلا عن التغير الشديد في درجات الحرارة ما بين الارتفاع والانخفاض والارتفاعات مما يؤدى الى فشل جهاز المناعة الجلدي للأسماك وانتهاز بعض البكتيرية الفرصة لغزو الاسماك بالحوض ونشر عدد من الأمراض.

وأضاف رئيس قسم الأسماك بجامعة القاهرة، إلي ان طرق التغذية الخاطئة تسببت في تدمير جهازها المناعي وتوطين الميكروبات بالأسماك المصابة في هذه المزارع، تماما حيث تغذى الأسماك على أسماك شبار وبساريا اما كاملة او مفرومة بدون أى معالجات، بالإضافة إلي زيادة الكثافة العديدة داخل الأحواض، وصلت الى 50 الف سمكة وزن 300جم بحوض مساحة فدان مما ادى زيادة الأمونيا والمواد العضوية بالأحواض وسرعة انتشار المرض البكتيري بين الأسماك محدثا اصابات شديدة ثم نفوق جماعي.

وكشف “عيسي”، عن استخدام الكثير من الأدوية الغير مسموح بها عالميا فى علاج الأسماك مثل بعض المضادات ” الفلوميكوين و السيبروفلوكساسين و السلفاداميدين والأنروفلوكساسين” ووجود ادوية لتحسين خواص المياه مجهولة المصدر واستخدام غير مناسب لبعض المطهرات والكيماويات مثل كبريتات النحاس بجرعات كبيرة جدا ربما تصل الى جرعات سامة بسبب عدم اتباع بروتوكول علاج سليم واستخدام بعض المبيدات الحشرية الفوسفورية الممنوعة او الزراعية فى احواض الأسماك مما قدى يؤدى الى تسمم الأسماك او سحب الأكسجين من الأحواض فى الصيف.
ولاحظ التقرير فتح بعض الأحواض المصابة على الأحواض السليمة مما يؤدى الى انتشار العدوى بسرعة الى الأحواض السليمة، و عدم جمع الاسماك النافقة من الأحواض بصورة منتظمة او القائها بأعداد كبيرة على الجسور وعدم اتباع منظومة امان حيوي وعدم وجود رعاية بيطرية منتظمة لتلك المزارع لأتباع برنامج طبى وقائي للتقليل من حدوث الأمراض والنفوق.

ولفت خبير الأسماك إلي أن طرق التغذية المتبعة فى هذه المزارع تعتمد بنسبة تتجاوز 60% أو أكثر على الغذاء الحى او المفروم من اسماك البساريا او الشبار او الجمبري الدلبى بدون أى معاملات، مشيرا إلي إنه تم رصد ارتفاع حاد فى نسب الأمونيا الكلية، و انخفاض شديد فى نسب الأكسجين، وازدياد المادة العضوية ” الروبة ” بقاع الأحواض و ازدياد نسب النمو الخضري ” الطحالب ” بالأحواض.

وأضاف علاء الدين عيسي، إلي أن هذه المشكلات تسببت في تغيرات سلوكية للأسماك حيث تحركت فى اسراب فى اتجاه مصدر الرى و قفز الاسماك بصورة مفاجئة فوق مستوى المياه، و وجود اعراض عصبية أحيانا، وانخفاض الرغبة فى الأكل  و انخفاض اوزان الأسماك ” 280-300 ” جم فى عمر سنتين (معدلات تحويل منخفضة).
وفيما يتعلق بأسماك قاروص وطوبارة  في مزارع شطا تبين حدوث أصابات شديدة واخرى مزمنة بميكروب الفتوتوبكتريوم دامسلى Photobacteriosis تتميز تشريحيا بتلون لون الكبد وضمور الطحال نظرا لتدمير البكتيريا لجهاز المناعة و اصابة شديدة بميكروب الفلافوبكتريوم مارتيماس ” تنيسىباكيلوم ماريتمام”Tenacibaculum maritim” الذى يأكل الفم وجلد الرأس والخياشيم ويتسبب فى حدوث نفوق عالي .

وطالب التقرير بزيادة معدلات الصرف والري ورفع عمود الماء بصورة او أخرى، وجمع كل الاسماك النافقة بسرعة من الأحواض المصابة و حرقها او دفنها فى حفرة بعيدا عن الأحواض وتغطى بالجير الحى، واضافة مصدر للأكسجين الحيوي مثل ماء الأكسجين 40-50 % ” المستورد” الى مياه الأحواض المصابة بمعدلات 6.5 -10 لتر توزع تحت سطح الماء بواسطة جهاز رش او يدويا باستخدام جراكن تفتح وتوزع تحت سطح الماء بطول الحوض.
كما طالب التقرير بإضافة  مادة محمضة للمياه لتقليل نسبة الأمونيا بالأحواض، و اضافة مضاد حيوي ” فلوفينيكول” بودرة تركيز 100 % بجرعات 30 مجم / كجم من وزن الأسماك (وزن حى) يوميا لمدة عشرة ايام فى العلف او فى الغذاء المفروم تخلط بالمولاس او يستحسن بواسطة ” جيلى خاص للخلط” ويلقى فى الأحواض فى مواعيد الوجبات ويمكن تذويب الكمية فى كم مناسب من الماء ثم توزيعها على الحوض كله اذا كانت الاسماك متوقفة عن الأكل تماما وهذا حل استثنائي لا يمكن الاعتماد عليه دائما وذلك للقضاء على ميكروب الفوتوبكتريوم و الفلافوبكتريوم”
وشدد “عيسي”، علي أهمية تنشيط جهاز مناعة الاسماك وجهازها الهضمي وتقليل الأمونيا الناتجة اثناء عملية التغذية،  بإضافة 1-1.5 كجم خميرة بيرة مجففة لكل طن علف او تجفف وتوزع على الحوض فى حال امتناع السمك عن الأكل حيث تعمل كمنشط مناعي ومحمض لمياه الحوض .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى