الأخبارالاقتصادالانتاجالصادرات و الوارداتالوطن العربىبحوث ومنظماتمصر

خبير: الزيتون والمناخ…قصة المواجهة تعتمد على رعاية الأصناف وموقع الزراعة

قال الدكتور محمد فهيم الخبير الزراعي بمركز البحوث الزراعية ان الزيتون يلقي اهتماما كبيرا من الدولة وزارعيه فهو لم يعد «شجرة» كمالة عدد او وسيلة «لتسقيع» الأراضي، بل أصبح زراعة وصناعة وتجارة مربحة لأصحابها وأفضل حالاً من كثير من الفاكهة الأخرى بسبب ما تتعرض لها الأنواع الآخري من الفاكهة نظرا للتقلبات الحادة فى الاسعار او تدهور انتاجيتها أحياناً بخلاف ارتفاع تكاليف إنتاج الفواكه الآخري مقارنة بالزيتون.

وأضاف “فهيم”، أن أهم ما يميز زراعة الزيتون، إنه من الزراعات التي توفر فرص عمل «متخصصة» وخبيرة وعمالة موسمية مميزة حيث يستوعب الفدان أكثر من 60 يومية عمل موسمية تتعدى قيمة اليومية أحياناً 250 جنيه هي (يومية الجمع)، كما أصبح مساهم قوي في إدرار العملة الصعبة لأنه اخترق اسواق اوربية وأمريكية مهمة وحفر لنفسه اسم وسمعه طيبة تحت كلمة «منتج مصري»

ولكن والكلام هنا للخبير الزراعة اصطدم الزيتون العام الحالي بمناخ قاسي جداً أدى إلى مشاكل كبيرة لبعض المزارع والمناطق والدول بدرجة ستؤدي إلي نقص «حاد» في الانتاجية والإنتاج سيصل في بعض المزارع/ المناطق/ الدول لأكثر من 30 إلى 50%، معللا ذلك بسبب: التذبذبات الكبيرة “جداً” فى المناخ والمتمثل فى شتاء بارد طويل وربيع متقلب ما بين الصيف المبكر والشتاء المتأخر ثم الصيف المتوغل قاسي الحرارة.

وأضاف “فهيم”، انه رغم ان جميع اصناف الزيتون استوفت احتياجات البرودة اللازمة، ودخلت فى مرحلة التزهير فعليا وبطريقة كثيفة الا ان انقلاب الربيع الى شتاء متأخر بارد اطال موسم التزهير لكثير من الاصناف وخاصة بيكوال – مانزانللو – كلاماتا – بعض  الزراعات لصنف العجيزي.

وأوضح الخبير الزراعة ان زراعة الزيتون العام الحالي أصدمت أيضا بالتقلبات المناخية الحادة خاصة في الفترة الانتقالية بين المواسم المناخية (من الربيع إلى الصيف) وخاصة تذبذبات درجات الحرارة وزيادة فرق الليل والنهار وزيادة الرطوبة الجوية أدت الى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجئ في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب تذبذبات البخر نتح الفجائية وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية، وبالتالي زيادة افراز هرمون “الايثلين” وحدوث تفاعلات معينه أدت إلى تغيرات فى النمو واستجابات فسيولوجية غير طبيعية فى النبات أدت الى كثير من هذه الخسائر.

وأشار “فهيم “، إلي ان زراعة الزيتون تعرضت لموجات خطيرة من الحرارة المرتفعة والفجائية اثناء التزهير والتلقيح والاخصاب والعقد ادي الى تساقط الزهر او العقد او كلاهما، موضحا إنه من المتوقع ان تسود الموجات الحارة المتتالية والتي ستؤثر على علي حجم الثمرة ونسبة الزيت وخاصة الاصناف الأجنبية.

ولفت إلي وما ينطبق علي مصر ينطبق علي بعض الدول العربية مثل المغرب العربي وبلاد الشام والعراق ، وأن كان تأثير المناخ في بعض الدول يقتصر علي نقص في الإنتاجية، ففي بلاد أخرى مثل تونس والمناخ والجفاف يؤثران علي تدمير بساتين ومزارع الزيتون نفسه وخاصة الاصناف الأجنبية المستقدمة.

وشدد “فهيم”، علي أنه يجب العمل تحت خطة فنية علمية لإدارة موسم الزيتون القادم والمواسم التالية تحت منهج «المناخ القائد» .. بتفاصيل كثيرة بملامحها الأساسية التي تعتمد علي إعداد الخريطة المناخية الزراعية للمناطق المنزرعة او المناطق المقترح انشاء بساتين الزيتون بها بحيث يتم تحليل التفاعل بين المناخ وظروف المنطقة والتربة والمياه واحتياجات الصنف ومحدداته المناخية وعلاقتها بدورات النمو وشكل الانتاج.

وأضاف الخبير الزراعي ان الخطة تعتمد أيضا علي إعداد برامج التسميد وبرامج المكافحة المتكاملة لأهم الافات والامراض في إطار اشتراطات التصدير تحت ظروف “المناخ المتغير”، ودراسة تأثيرات المناخ علي ظروف السوق الخارجي واحتياجاته وظروف مناطق الانتاج للمنافسين التقليديين والمحتملين.

وقال الخبير الزراعي ان دور الملوحة في تساقط الأزهار  يلعب دورا كبيرا في عملية تساقط الأزهار حيث ان إرتفاع نسبة الأملاح في التربة أو في ماء الري يسبب إجهاد عام في النبات وبالتالي عدم القدرة علي القيام بالعمليات الحيوية المهمه من تزهير وعقد وخلافه مشددا علي أن ارتفاع الملوحة يخلف ضرراً بالغاً في المجموع الجذري ويجعله ضعيفاً معرضاً للإصابات المرضية بالنيماتودا أو بفطريات التربة أو كليهما .

وأضاف “فهيم”، ان العلاقة بين الإصابات الحشرية الربيعية وتساقط ازهار الزيتون تنتشر بكثرة الحشرة القطنية ودودة أوراق الزيتون في الربيع مسببة تساقط كثيف في التزهير ومن الضروري هنا مراقبة الأشجار وعند ظهور الإصابة ننصح بسرعة الرش قبل أن تتمكن من إلحاق الضرر.

وشدد علي ان مواجهة هذه المشكلات يكمن في تحسين الحالة الصحية للزيتون وتهيئتها فسيولوجياً ان تدخل مباشرة فى التزهير المبكر (قدر الامكان) بتكثيف اضافة مركبات الطاقة فى توقيت مبكر (يناير) وعلى دفعات وعدم التوقف حتى بعد دخول الشجرة فى التزهير بالإضافة الى تكثيف معاملات تسريع وتثبيت العقد وليكن نضف مارس هو المكمل للتزهير قدر الامكان.

وأشار إلي أهمية توفر قدر مناسب ومستمر من المياه فى منطقة الجذور من اهم عوامل استقرار الشجرة فسيولوجياً ومن الطبيعي علاج مشاكل الملوحة وارتفاع الماء الارضي تماما قبل شهر نوفمبر، والتخلص التام من الاصابات الحشرية والخلم والمرضية مع نهاية موسم الحصاد والجمع، والعمل على زيادة محتوى الكربوهيدرات في الطرحات بأسرع وقت ممكن لان زيادة كمية الغذاء الموجه هو العامل المحدد الاول لزيادة نسبة العقد ونجاحه ومقاومته لبعض التغيرات المناخية الحادة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى