الأخبارالاقتصادالانتاجالعالم

قصة نجاح  رجل صيني …عشق الصحراء فحول 60 ألف فدان إلي جنة خضراء في 16 عاما

قصة المواطن الصيني “تشانج” والذي لقبه الصينيون بـ”مجنون الصحراء” وذلك لإسهاماته الكبيرة في تحويل الصحراء إلي واحه خضراء، لمساحة تبلغ مساحتها 430 ألف مو (حوالي 28810 هكتارات)  تعادل أكثر من 60 ألف فدان تم تحويلها إلى غابات ومراعي وأراضي زراعية خلال 16 عاما، ولسان حال “تشانج” : “أنا لم أغير الصحراء، الصحراء هي من غيرتني”.

في مدينة شنمو بمقاطعة شانشي في شمال غربي الصين على الطرف الجنوبي الشرقي من صحراء ماوووسو. وبعد سنوات طويلة من الجهود، تغير الوضع البيئي في صحراء ماوووسو تماما، مما أدى إلى تحقيق التحول التاريخي من المرحلة التي فر منها الناس بسبب العواصف الرملية، إلى المرحلة التي تحولت فيها الصحراء إلى واحة. هذا التغيير جعل الناس يعودون إلى مسقط رأسهم وإعادة بناء منازلهم، الأمر الذي جعل صحراء ماوووسو تختفي من الخريطة الصينية تدريجيا!
بعد هذا العمل الشاق لسنوات طويلة، يعد تشانج ينج لونج، العامل النموذجي والإنسان الوطني لكن في نفس الوقت بات يعرف باسم “مجنون الصحراء”.

بدأت أعمال تشانج في تحويل الكثبان الرملية إلى ساحات خضراء من الوعد للقرويين. من أجل إدارة الرمال وبناء الغابات بشكل أفضل، استقال تشانج من عمله في الإدارة العليا في إحدى الشركات الأجنبية في بكين العاصمة الصينية وعاد إلى مسقط رأسه لريادة الأعمال. وفي عام 2005 واجه تشانغ مشاكل مادية جعلته يبيع منزله ويستثمر المبلغ الذي قيمته 3.9 مليون يوان (حوالي 565 ألف دولار أمريكي)، ليشتري ما مجموعه 430 ألف مو (حوالي 28810 هكتارات) من الأراضي المهجورة.

وقال تشانج:”كانت عائلتي لا تفهم ذلك، وتعتقد أنني مجنون لاستثمار هذا المبلغ الكبير. حتى نقلتني أختي إلى قسم الطب النفسي في مدينة شيآن.” قال تشانغ، في ذلك الوقت، إنه كان خائفا للغاية لإجابة على سؤال ما السبب الذي يجعله يستثمر في الصحراء، وأضاف تشانج إنه يفعل كل هذه ليس ليصبح المثل الأعلى ولا لكسب المال، لذلك لا يفهم الآخرون ما يشعر به. موضحا أنه عندما شاهد أول الأشجار التي غرسها تكبر يوما بعد يوم، وتحولت الرمال الصفراء المحيطة إلى اللون الأخضر تدريجيا قرر أنه يجب عليه النجاح في هذا الأمر.
خلقت أعمال تشجير الصحراء الكثير من الوظائف، ووصلت نفقات العمالة السنوية للقرويين إلى أكثر من مليوني يوان (حوالي 290 ألف دولار أمريكي). حيث أصبح الرعاة السابقون الآن يعملون في مركز التشجيير. يقوم البعض بزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل، والبعض الآخر يعمل في مصانع الأسمدة والبعض الآخر يقوم بالنقل.
بعد سنوات من الخبرة في تشجير الصحراء اكتشف تشانج أنه لا يمكن أن يعتمد تشجير الصحراء على الدعم الحكومي بشكل كامل، بل يجب تعبئة قوة المجتمع كلها على نطاق واسع وهكذا يمكن ان تستمر الأعمال على المدى الطويل. لقد بدأ تشانغ تأسيس جمعية حماية البيئة في محافظة شينمو في عام 2004. خلال 16 سنوات، قامت الجمعية بالتعاون مع أكثر من 20 مؤسسة بحثية مثل الأكاديمية الصينية للعلوم والأكاديمية الصينية للغابات وغيرها.
مع تطوير قاعدة تشجير الصحراء، بالإضافة إلى قاعدة الكرز البري، قام فريق تشانج بناء قاعدة لتربية طائر الإيمو الأسترالي والأوز الأوروبي وغيرها. بعد عيد تشينج مينج كل عام، ياتي الناس إلى هنا تكون قاعدة إدارة للمشاركة في زراعة الأشجار تطوعا، وكلهم من أجل القضاء على مشهد الصحراء.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى