الأخبارمصر

د جمال عبدربه: يريدون إحباطنا ولن يستطيعوا…لن ينجح الإرهابيون

أستاذ ورئيس قسم البساتين بزراعة الأزهر
[email protected]

في مقال سابق ومع ظروف مشابهة يوم عيد الفطر المبارك أوائل هذا الشهر قلت بأننا ونحن نتعامل مع مثل هذه الأحداث. الهجمات الإرهابية.. علي الأكمنة الثابتة لقواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا العظيمة أن نضع في الاعتبار الظروف التي تمر بها المنطقة ومحاولات تفجيرها لتمهيد الأرض لتحويل رؤي الإدارة الأمريكية وأحلام الكيان الصهيوني لواقع علي الأرض بأن تصبح فلسطين المحتلة بكاملها أرضا لليهود .

ولكي يتحقق هذا السيناريو فإنني أتوقع الآتي:
أولا: أن يتم إشغال مصر (وهي الطرف العربي القوي والوحيد الذي أثبت قدرته علي مقاومة المؤامرات الدولية والتي يحسب لرفضها ألف حساب) وجيشها وشرطتها بعمليات إرهابية هنا وهناك يقوم بها بعض عملاء الداخل بتمويل خارجي وبدعم مخابراتي دولي للضغط عليها إقتصاديا وأيضا لفتح الباب أمام تدخل الهيئات الدولية المشبوهة مثل Human rights watch واستخدامها كأداة للضغط بدعوي حماية حقوق الإنسان ومحاولة توصيل رسالة بأن مصر غير آمنة كي يهرب الاستثمار والمستثمرون وخاصة بعد النجاح المبهر لمصر في تنظيم البطولة الإفريقية وحالة الاستقرار الأمني وتحسن الاقتصاد بمؤشرات المؤسسات الاقتصادية العالمية وذلك حتي ترضخ مصر وتنكفئ علي نفسها وتترك إخوانها العرب وشأنهم، ولكن هيهات، وقدر مصر أن تتحمل طوال تاريخها وتصد عن الأمة هذه المخاطر.

ثانيا؛ يتم الضغط التام علي الفلسطينيين للقبول بالمبادرة الأمريكية أو ما يعرف بصفقة القرن( رغم معارضة مصر الشديدة لبنودها) والتي تم بدء الترويج لها من خلال صهر الرئيس الأمريكي.. كوشنر..بالأمس في المنامة.. وألحقها بتحذير شديد اللهجة لإيران!!! جون بولتون: مستشار الأمن القومي الأمريكي بأن لا تعمل علي التأثير علي مؤتمر المنامة سلبا وإلا..

وهنا يكمن سؤال: هل صدفة أن ينعقد المؤتمر في ظل وجود هذه الحشود الأمريكية من حاملات طائرات وجنود بالخليج العربي؟ وذلك اعتمادا علي سياسة سيف المعز وذهبه؛ ويتمثل ذهب المعز في الإغراء الاقتصادي باستثمار 50 مليار دولار فيما يتبقي من الأراضي الفلسطينية علي مدار 5 سنوات وللأسف سيتم الضغط علي دول الخليج لتتولي الصرف من خزائنها.

ثالثا؛ إذا ما رفض الفلسطينيون ذهب المعز فسيتم استخدام السلاح الثاني وهو سيفه المتمثل في محاولات التجويع وخنق مؤسسات السلطة والقطاع بمنع أي تمويل عنهم لإرغامهم علي القبول فإذا ما استمر الرفض وفي مرحلة لاحقة فإنه سيتم ضم الضفة الغربية وبدعم كامل من الإدارة الأمريكية ثم الهجوم الكاسح علي غزة بحجة ضرب .. المقاومة.. والتي تسميها إسرائيل والإدارة الأمريكية.. معاقل الإرهاب.. لتبرير تدمير غزة وإجبار أهلها علي اللجوء لمصر والتي ستجد نفسها وبحكم الجوار والقومية العربية مضطرة لأن تأوي آلاف اللاجئين الفلسطينيين، ومن ثم يكون قد تم تطبيق السيناريو الأمريكي رغم معارضة مصر الشديدة له.
أخيرا أري بأن العمليات الإرهابية ستزداد وتيرتها في قابل الأيام وسيتم تسخين الجبهة الشرقية.. الحدود مع غزة.. وربما الجبهة الغربية أيضا ردا علي نجاح مصر في احتواء الأزمة السودانية وإفشال المؤامرات الدولية الساعية لتفجير الوضع في السودان وإخراجه من المعادلة العربية..
مصر تقاوم الإرهاب الدولي وبعونه سبحانه ستنتصر بفضل تضحيات أبنائها.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى