الأخبارالاقتصادالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د شكرية المراكشي تكتب: خارطة إنقاذ الزراعة المصرية

خبيرة في الزراعات البديلة

الزراعة هي القطاع الي يوفر أهم الاحتياجات الامن الغذائي و الذي يعتبر اول شرط للاستقلال و السيادة القومية الذي يتمثل في الاعتماد على الذات في توفير الموارد الحيوية للحياة.

اذا فإنها كقطاع اقتصادي قومي لديها اعظم مهمة وهي انتاج الغذاء اولا و من خلالها انتاج مواد اولية صناعية تغنيها عن الاستيراد وتوفر لنا عملة صعبة عند التصدير لذلك فإن الذي يهمنا في الزراعة هي نوعية المنتوجات و كميتها.

من مظاهر تخلف الزراعة في الدول النامية في حوض البحر المتوسط:

1. تخلف الاساليب لدرجة ان انتاجيتها اصبحت اقل قيمة من انتاجية الدول الافريقية المجاورة بحيث أصبحت تكاليفها أعلى .
2. تشتت الملكيات و هذا يعني ثقل التكاليف و ضياع مساحات بين القطع المنزرعة كما ان الملكيات تستمر في التفتت عبر الاجيال مما يؤدي الى نفور في الاستثمار الزراعي
3. الزحف العمراني به تتآكل المساحات الزراعية بانتشار المباني العشوائية و التوجه إلي بيع الاراضي و تحويلها لمناطق عمرانية بحيث نلاحظ في بعض الدول في شمال إفريقيا تزايد المناطق السياحية و الضواحي الراقية كأبرز مثال.
4. تٱكل و تفقير الاراضي الزراعية بفعل الانجراف شمالا و التصحر جنوبا.
5. ارتفاع تكاليف : الاسمدة و الادوية المستوردة.
6. نقص المياه و ندرتها في وسط و جنوب هذه الدول الامر الي يدفع إلى التوجه للزراعة البعلية الأقل مردودية.
7. النفور الشبابي العام من العمل الزراعي المسألة الي ترفع من تكلفة الانتاج و تضطر احيانا الى استيراد العمال من بلدان مجاورة .

هذه الأسباب وأسباب أخرى ، تكون حاجز او عراقيل أمام التقدم الزراعي في الدول العربية فاتجه إلى استيراد الحبوب والألبان وبعض الدول مثل تونس تتجه إلى استيراد الخضر والفواكه
و هذا يعني دعم مالي للحبوب و اعباء على الميزانية و اقتراض وبالتالي فقدان سيادة.
و لذلك تعتبر الزراعة استراتيجية عليا كما أنها في وقتنا الحالي وفي المرحلة المقبلة هي اهم قطاع اقتصادي ولابد أن تكون ذات اولوية اقتصادية في كل الدول العربية بدون منازع .

الزراعة تحتاج لتركيز الدولة ولخطط عامة و إجراءات و قوانين قوية و صارمة لتحقيق النهضة و تجاوز حاجز الاكتفاء الذاتي و تحقيق الفايض الانتاجي.

لا بد أن يكون لدينا هدف عام هو تحقيق اقصى مردودية للقطاع الزراعي وذلك يتطلب منا التضحيات والعمل المستمر لأجل ذلك
لأن هذا الهدف هو اول ضمانة سيادية لدولنا العربية كلها
كما يساهم في تخفيض الاسعار تخفيف التوتر الاجتماعي وبالتالي هو مصلحة سياسية عليا.

لا نستطيع أن ننكر أن الفلاح ضعيف سياسيا في كل الدول العربية النامية بصفة عامة و نقابة الفلاحين تعمل ما بوسعها للدفاع عن مصالحه وخصوصا بعد أزمة المرأة التي يعيشها كل العالم الآن مع العجز الحكومي في التوزيع العادل بكميات المياه الموجودة .
كما لا ننكر بعد الملاحظة الدقيقة لمنظومة الزراعة العربية وخصوصا في الدول النامية منها ان مشاكلها اصبحت اخر الاهتمام السياسي العام لدى كل التيارات فأصبحت تفتقد السياسات التي تنهض بها وتقويتها الا ما يقوم به سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر الحبيبة .
للأسف النظم التعلمية والوعي العام في بعض الدول العربية لا تولي أهمية كبيرة للتعليم الزراعي والعمل في مجال الزراعة و هذه المشكلة قديمة تعود الى الستينات وتزداد تفاقما في وقتنا الحاضر إلى جانب المشاكل القانونية وفوضى القطاع العام، والأزمات العقارية و مشاكل الاراضي المشتركة والمواريث المعطلة و تبديل صبغة الاراضي الزراعية و نقص الغطاء الغابي و الاستهتار العام .

لذلك فهذه الدول العربية النامية تحتاج لثورة زراعية تبدا من القمة للقاعدة  تعتمد علي :
1. تقنين و تسجيل كل الاراضي حسب الاملاك كل ارض يكون لها مالك وعقد مسجل او يؤول للدولة

2. فض قضايا الملكية القديمة و التي ترجع لقرون.
يخصص لهم قانون خاص و محكمة خاص تصدر احكام باتة و تنفذ بالقوة .
3. سن قانون يمنع تقسيم وتفتيت الاراضي .
4.منع تحويل الاراضي الزراعية إلي المباني السكنية والمدن والقري السياحية.
5. منع البناء فوق الاراضي الاراضي الزراعية باستثناء المساكن الخاصة بالعمال والمهندسين وما يستلزم المشروع الزراعي و مأوى الحيوانات و سن عقوبات صارمة للمخالفين.
6. التحرير التدريجي لأسعار كل المنتجات الزراعية .
7. وقف التصحر و استكمال تخضير الصحراء في كل الدول العربية (مشروع بدا في التنفيذ في مصر )
8. تشجير الجبال الجرداء.
9. تعبئة اقصى ما يمكن من الموارد المائية لزراعة المحاصيل الاستراتيجية والزراعات الذات الأولوية والحد من التوسع في القطاع السياحي.

هذه بعض النقاط الهامة لمخطط زراعي ضروري كبداية لانقاذ الزراعة دون أن ننسى الآليات الضرورية لهذه البداية وهي مسيرة العلم والعلماء والبحث والإرشاد الزراعي إلى جانب هذا المخطط . وان يعمل الرجل المناسب في المكان المناسب حتى يتحقق النجاح ويبقى الفشل بعيدا عن هذه المسيرة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى