اخبار لايتالأخبارالصحة و البيئةالمناخامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمتفرقاتمصر

د فاطمة أحمد تكتب: أطعمة ومشروبات تقاوم حرارة الصيف وترطب الجسم

أستاذ كيمياء النبات – رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء

يرتبط قدوم فصل الصيف بإرتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة في الجو وما يصاحبهما من متاعب صحية، أهمها الشعور بالكسل والإجهاد وإنعدام طاقة الجسم، وذلك نتيجة لإفتقاد الجسم لكميات كبيرة من المياه بسبب التعرق، مما يجعلنا في حاجة دائمة إلى أطعمة ترطب الجسم وتعيد له حيويته ونشاطه. فى هذه الموجة الحارة التى تشهدها البلاد حاليا، يتجنب الكثير من الأشخاص وجبات وأنواع أكل عديدة بسبب عدم قدرة المعدة على تحملها. ويعد ترطيب الجسم أحد الأشياء التى يجب على الأشخاص الإهتمام بمراعاتها لتجنب جفاف الجلد، وخاصة فى هذا الجو الحار، وتعويض الجسم عما يفقده من أملاح وسوائل نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وهو ما يتطلب ضرورة الإهتمام بشرب المياه بصورة كافية والتى تتراوح من 8 إلى 12 كوبا على مدار اليوم، حيث يفقد الجسم الكثير من السوائل من خلال العرق نتيجة إرتفاع درجات حرارة الجو والرطوبة العالية، لذا يجب على الأشخاص الإهتمام بتناول الأطعمة والفواكه الغنية بالألياف الغذائية والسوائل والتى تساعد على خفض درجة حرارة الجسم والتمتع بصحة جيدة خاصة في فصل الصيف نذكر منها مايلى:

البطيخ:

هو الفاكهة الصيفية الأولى التي تمنح الجسم الشعور بالترطيب والإنتعاش، نظرًا لإحتوائه على كمية كبيرة من الماء حيث يمثل الماء حوالي 90% من مكونات البطيخ، ويعمل على تعويض السوائل المفقودة من الجسم بسبب الحر والتعرق خلال فصل الصيف كما يساعد على إبقاء الجسم رطبا في درجات الحرارة المرتفعة. يحتوي البطيخ على فيتامينات ومنها (A, C) كما يحتوى على مضادات الأكسدة لذا فإن البطيخ مفيد لمرضى القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطانات. ويمكن التغلب على الحرارة بتناول طبق سلطة مكون من مكعبات البطيخ وزيت الزيتون والخل البلسمي مع أوراق الريحان.

الكنتالوب والشمام:

يحتوي كل من الكنتالوب والشمام على نسبة كبيرة من الماء الذي يساهم فى خفض حرارة الجسم، كما يحتوي أيضا على نسبة عالية من البوتاسيوم الذي يسهم في خفض ضغط الدم الذي تزيد مستوياته عند إرتفاع درجات الحرارة. ويمتاز الشمام والكنتالوب أيضا بإنخفاض سعراتهما الحرارية، لذلك فكل منهما مفيد بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وإرتفاع مستويات الكولسترول فى الدم.

الفواكه الحمضية:

ومنها الجريب فروت والبرتقال والليمون وغيرها من الحمضيات التي تعمل بصورة كبيرة على خفض حرارة الجسم وتحافظ على البشرة بسبب إحتوائها على نسبة عالية من فيتامين C الذي يساعد على تعزيز إنتاج الكولاجين في البشرة، كما توفر الحماية ضد الكثير من الأمراض. تحتوي الفواكه الحمضية على العديد من المغذيات النباتية مثل الأنثوسيانينAnthocyanins  والفلافونويدات Flavonoids والبوليفينولات Polyphenols، وتعد من أهم الثمار التي تحسن عملية الهضم وتحسن قدرة الجسم على تكسير الدهون. ويعتبر البرتقال والجريب فروت من الأطعمة الغنية بمادة البيتا كاروتين Beta-carotein ومضادات الأكسدة Antioxidants التي تحمي البشرة من أشعة الشمس الضارة.

الفراولة والكيوي والأناناس:

الفراولة والكيوى من الفواكه الغنية بفيتامين C الذي يعمل كواقي شمس طبيعي، ويعتبر 100 جرام من الفراولة بالإضافة إلى 1.5 ثمرة كيوي كمية كافية لتغطي إحتياج الجسم اليومي من فيتامين C. كما يعد الأناناس من الفاكهة الغنية بكمية كبيرة من المياه والتي تحافظ على رطوبة الجسم ولا تعرضه للجفاف الذي تسببه الموجة الحارة، كما أن الأناناس غني بمركب “البروميلين” وهو عبارة عن إنزيم يكافح الإلتهاب في الجسم، خصوصا لمرضى إلتهاب المفاصل.

التفاح والكمثرى:

يحتوى التفاح على نسبة كبيرة من الماء، فهو يعمل على ترطيب الجسم، وتقليل الإحساس بالعطش والتعب، بجانب أنه يمتلك العديد من الفوائد، فهو يساعد في تنظيف الجسم وتخليصه من السموم إلى حد كبير. وتعد الكمثرى من أفضل الفواكه التي تساعد على الترطيب في درجات الحرارة المرتفعة، حيث إنها تحتوي على نسبة 84% من الماء، بجانب أنها تقلل الإصابة بخطر السكتة الدماغية، لذلك ينصح بتناول الكمثرى بشكل دوري ومنتظم.

العنب والموز:

تحتوى على مادة “التانيناتTannins ” وهي مادة تحسن من قدرة الجسم على إمتصاص الماء، مما يزيد من محتوى الماء في الخلايا، وبدورها تساعد التانينات في خفض حرارة الجسم. يعد الموز خيارًا مثاليًّا لإستعادة طاقة الجسم المفقودة في الصيف، نظرًا لإحتوائه على البوتاسيوم والكربوهيدرات التي تتحول إلى سكر في الجسم ثم إلى طاقة.

الخوخ والمشمش:

  يحتوى كل من الخوخ والمشمش على فيتامينات (B12, A) كما يحتويان على البوتاسيوم، وتساعد هذه العناصر علي تقليل الطفح الجلدي الناتج عن إرتفاع درجة حرارة الجسم وإصلاح البشرة وتنظيم حرارة الجسم وتقليل إرتفاع ضغط الدم.

التوت والكريز:

يحتوي التوت على نسبة كبيرة من المياه، تقدر بحوالي 85%، لذلك ينصح بتناول كميات من التوت لتتخلص من درجات الحرارة المرتفعة. كما يحتوى الكريز على  80% ماء، لذا فهو فاكهة لذيذة يمكن تناولها لإضافة بعض الترطيب أثناء درجات حرارة الجو المرتفعة.

ومن بعض الخضروات والتى تساعد على خفض درجة حرارة الجسم والتمتع بصحة جيدة خاصة في فصل الصيف نذكر منها مايلى:

الخيار:

من الخضراوات المتوفرة طوال أيام السنة وهو من أهم أنواع الخضروات بفصل الصيف، يحتوي الخيار على كمية كبيرة من الماء تتجاوز 85% من وزنه، كما يحتوى على بعض المعادن مثل الزنك والفسفور والكالسيوم وفيتامين “B”، فيساعد على تبريد الجسم ويحميه من الجفاف، كما يساعد الخيار على إنتاج الكولاجين وهو عبارة عن بروتين له خصائص تحمي من السرطان. كما يمتاز الخيار بخواصه المهدئة للأعصاب والمنعشة للجسم والمسكنة للعطش، يساعد الجسم أيضا على التخلص من السموم، لأنه يعتبر من الأغذية المدرة للبول، كما يساعد في علاج حالات إرتفاع ضغط الدم.

خضراوات غنية بالألياف:

ومنها الجزر والخس والبطاطس والسبانخ والبروكلي والكوسة والباذنجان والكرنب (الملفوف)، حيث تحتوي هذه الخضراوات على نسبة عالية من الكالسيوم، والذي يعتبر أحد العناصر الرئيسية المنظمة لحرارة الجسم الداخلية، كما تحتوي أيضا على كمية كبيرة من الماء.

يعتبر الجزر أحد الأطعمة التي تحارب تأثير الشمس الضار على الجسم، فمركب البيتا كاروتين Beta-carotein الذي يحوله الجسم إلى فيتامين A يرتبط بالحد من حروق الشمس.

يعد الخس من أهم الخضروات الورقية المرطبة للجسم، وهو من الأطعمة التى تحتوي على كمية كبيرة من المياه التي تبقي الجسم رطبًا وتحافظ عليه من الجفاف الذي يسببه الجو الحار، إذ تحتوي أوراق الخس على 96% ماء، وتتعدد فوائد الخس فهو يُشكل مصدرًا جيدًا لمعدن البوتاسيوم الذي يحفظ توازن الماء في الخلايا، مما ينعكس إيجابيًّا على وظائف أعضاء الجسم. والخس من الخضراوات الورقية الغنية بفيتامين A الذي يحمي الجسم من الأشعة فوق البنفسجية والجفاف وتهيج الجلد.

كما أن البطاطا الحلوة من الأطعمة الغنية بالألياف ومعدن البوتاسيوم التي تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، ومد الجسم بالطاقة اللازمة لمواصلة يومه. يبدو البروكلي بأنه صلب ولا يحتوي على أي نسبة من الماء، لكنه في الحقيقة يحتوي على 91% من الماء، لذلك يعمل على تخفيف درجات الحرارة المرتفعة في الجسم.

كما أن الكوسة من الأطعمة المثالية التي تساعد على تبريد الجسم، حيث يُشكل الماء أكثر من 90% من وزنها، وتمتاز الكوسة بإحتوائها على مجموعة من الأملاح الطبيعية والتي يفقدها الجسم بفعل الطقس الحار.

الطماطم: تحتوي الطماطم على 94 % من محتواها من الماء، وهى من الخضراوات التي تحمي الجسم من أشعة الشمس بالضارة، ويساعد تناول الطماطم على تنظيم مستوى السكر في الدم، كما تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأشعة فوق البنفسجية، كما أن فيتامين C ومركب الليكوبين Lycobin بالطماطم من العناصر التى تحمي الجسم من الجفاف وتبقيه رطبًا وتحارب الشوارد الحرة  Free radicalesالتي تسبب السرطان.

الفجل الأحمر والأبيض: من أهم الأطعمة التي تقلل من درجة حرارة الجسم، إذ يحتوي على نسبة عالية من المياه و فيتامين (C)، ويعتبر أيضا مضادا للإلتهابات ومضادا للأكسدة، كما يحتوى الفجل على البوتاسيوم الذي يخفض ضغط الدم، لذلك فإنه يساعد على الوقاية من بعض الأمراض كالسكتة الدماغية وحصوات الكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية.

الجرجير: يُعد من الخضروات الغنية بالماء الذي يمنع الجفاف، كما يحتوي أيضًا على زيوت طيارةVolatile oils  تقي الجلد من أضرار أشعة الشمس، كما أن  الجرجير غني كذلك بالحديد المضاد لفقر الدم ومعدن البوتاسيوم المنظم لحركة السوائل في الجسم.

الثوم والشمندر: يساعد الثوم على التخلص من إرتفاع درجة حرارة الجسم، إذ إنّه يوسع الأوعية الدموية، ممّا يقلل درجة حرارة الجسم، كما أنّ الشمندر يساعد على توسيع الأوعية الدموية أيضاً، ولذلك فإنّه قد يكون مفيداً في خفض حرارة الجسم.

كما أنه هناك بعض الأطعمة والأغذية الأخرى نذكر منها مايلى:

الحبوب الكاملة: تحتوي الحبوب الكاملة ومنتجاتها كالقمح الكامل والشوفان والصويا والشعير والذرة وبذر الكتان، على نسبة عالية من الماغنسيوم الذي يساعد على سرعة إمتصاص الكالسيوم، وبدوره يعتبر منظما لحرارة الجسم ويساعد الماغنسيوم على إسترخاء الخلايا العصبية. يأتي الشوفان ضمن أنواع الكربوهيدرات المفيدة للجسم بشكل عام، وخلال الصيف بشكل خاص، كما أنه من الأغذية الصحية التي تمد الجسم بالطاقة دون سعرات حرارية إضافية.

الحلبة وبذور الشمر: تعد بذور الحلبة مثالية في التغلب على حرارة الجسم،  ويمكن إستخدامها بذورا أو طحنها وإستخدامها كتوابل فى تحضير الطعام. وقد وجد أنّ شرب كوبٍ من الحلبة يساعد الجسم على التعرّق، ممّا يُبرّد الجسم، كما أنّ الحلبة قد تساعد الجسم على التخلّص من الماء الزائد والسموم في الجسم. وتساعد أيضا بذور الشمر في التغلب على حرارة الصيف ويتم نقعها في الماء، وتركها لعدة ساعات ثم تشرب في الصباح لتحد من حرارة الجسم طوال اليوم.

الزبادي: من أكثر الأطعمة التي يوصي أطباء التغذية بتناولها لمحاربة إجهاد الجسم الناتج عن إرتفاع درجة الحرارة، فهو غني بالبروتين والكربوهيدرات التي تمنح الجسم القوة والطاقة. كما يحتوي أيضًا على الفيتامينات والمعادن، كما أنه يحتوى على بكتيريا البروبيوتيك النافعة والتي تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي، والتي تساعد على إستعادة طاقة الجسم الطبيعيّة، وتخفف أعراض التعب والإجهاد الذى يشعر به الشخص عند إرتفاع درجة حرارة الجسم.

الأكلات البحرية والمشروم: تُعد من الأطعمة الخفيفة في فصل الصيف التي يمكن الحصول منها على مستوى جيد من البروتينات، وتساعد أيضًا على تهدئة حرارة الجسم. يُعد المشروم من أكثر الأطعمة التي تحارب التعب وتعيد للجسم طاقته التي يفقدها بسبب إرتفاع درجات الحرارة، حيث يحتوي على فيتامين “B” الذي ينتج الطاقة في الجسم.

كما أن هناك بعض العصائر والمشروبات والتى تمنح الجسم الشعور بالإنتعاش خلال الموجات الحارة ومنها:

عصير الليمون بالنعناع: يجمع هذا العصير بين فائدة النعناع للجهاز الهضمي ودوره المهم في تهدئة الأعصاب، وبين فوائد الليمون المتعددة بإعتباره من الحمضيات المرطبة والمنعشة للجسم، التي تقاوم حالات الإجهاد والتعب بسبب الحرارة الشديدة. ويتميز النعناع بمحتواه الغني بمركب المنثول Menthol، والذي يمتلك خصائص تعطي إحساساً ببرودة الجسم وترطيبه، ويمكن شرب الشاي بالنعناع ساخناً أو مبرداً، وتجدر الإشارة إلى أنّ شرب النعناع الساخن يحفز عملية التعرّق، ممّا يساعد على تبريد الجسم.

العصائر الطبيعية الخالية من السكر: تمنح الجسم الشعور بالإنتعاش في أيام الحر، وهي مصدر جيد للسكريات والفيتامينات والعناصر المهمة للجسم. كما تمد الجسم بالطاقة والحيوية وتساعدنا على مواصلة أعمالنا في أيام الصيف.

العرقسوس: يعمل على حبس السوائل داخل الجسم مما يحد من الشعور بالعطش، ويساعد على تقوية جهاز المناعة، ومقاومة الحر.

كما يوجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن إستخدامها لخفض حرارة الجسم، ونذكر منها إستخدام الزيوت العطرية فهناك بعض منها تحتوى على المنثول Menthol، والتي يمكن أن تخفض درجة حرارة الجسم؛ وخاصةً زيت الأوكالبتوس Eucalyptus oil، والذي يساعد على خفض درجة حرارة الجسم عند وضعه على الجلد. وفى النهاية ينصح بإستهلاك كمياتٍ كافيةٍ من العناصر الغذائية حيث إنّ إرتفاع درجة حرارة الجسم تعطي مؤشراً على أنّ الجسم في حالة دفاعٍ ضدّ شيءٍ ما، وعليه فإنّ تزويد الجسم بالكميات الكافية من الفيتامينات والمعادن يُعدّ هاما لتعزيز قوة الجهاز المناعة، والوقاية من الأمراض المختلفة.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى