الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د سماح عيد تكتب: استثمار التعاون العلمي لتحسين بيئة العمل و بناء قدرات الباحثين

>> اتباع  معايير الأمن  و الأمان الحيوي التطبيقي بمعامل الميكروبيولوجي .

باحث أول معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية

تم كتابة هذا المقال حرصا على مشاركة قصة نجاح عملية وعلمية أفتخر بها والتعريف بنموذج تطبيقي (case study)  تم من خلاله تطوير الأمن والأمان الحيوي بأحد معاملنا البحثية، وايمانا  بان البحث العلمي يجب ان يخرج الى حيز التطبيق ويبدأ ببناء فريق بحثي من الكوادر البشرية وتهيئة بيئة عمل آمنة و مناسبة وفتح قنوات التعاون العلمي وتبادل الخبرات.

كللت الجهود الساعية الى توفير الموارد بهدف التحسين المستمر واستكمال التطوير بمشاركة المعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الأنتاج الداجني بالشرقية في تنفيذ بروتوكول للتعاون الفني لتطوير منظومة الأمن والأمان الحيوي بالمعمل.

وتبرز أهمية تطبيق معايير الأمان الحيوي بمعامل الميكروبيولوجي لما لها من أثر هام في حماية الموظفين والعمال والزوار والمجتمع والبيئة من العوامل البيولوجية والسموم التي يتم تخزينها أو التعامل معها داخل المعمل من خلال اتخاذ الأجراءات للحماية من مخاطر التعرض للميكروبات الممرضة والأصابة باي عدوى اثناء أداء مهام العمل الروتينية والبحثية.

ومن ذات المنطلق تبرز أيضا أهمية تطبيق معايير الأمن الحيوى في معامل الميكروبيولوجي لمنع اي فقد او اساءة متعمدة لأستخدام مواد بيولوجية ذات خطورة على الصحة العامة والبيئة.

وبناء على ذلك  تم وضع خطة تطوير القدرات المعملية  للبنية التحتية والأجهزة المعملية و كذلك رفع كفاءة الموارد البشرية للتوافق مع المعايير القياسية للأمان و الأمن الحيوي بالمعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الأنتاج الداجني

.وقد بدأت الخطة بتحديد الأدوار والمسؤليات عن أدارة الخطة وتنفيذها وقد تحملت مسؤلية الباحث الرئيسي بينما أسندت مهمة رئيس الفريق الى الدكتورة أمل سعيد عبد السلام مدير المعمل.

تم عمل تحليل للمخاطر البيولوجية بوحدات البكتريولوجي ومعامل تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) وتم وضع أولويات لتقييم مخاطر الامان الحيوى والذي يشمل إجراء تحليلي يهدف إلى وصف مخاطر السلامة في المعمل وتحديد المستوى النسبي للمخاطر التي تشكلها الأنشطة المعملية المختلفة للمساعدة على توجيه قرارات تخفيف المخاطر إلى أهم المخاطر المعملية.

بينما اشتمل تقييم مخاطر الأمن الحيوى على إجراء تحليلي لوصف المخاطر الأمنية في المختبر ،  و قد تم الأخذ  في الاعتبار بكل نقاط الضعف المرصودة في المعمل  واحتمالات تعرض الأطباء والموظفين  للأصابة  او تعرض البيئة الداخلية بالمعمل للتلوث.

 

تم الأخذ في الأعتبار عند تحليل المخاطر ، ما تم رصده سابقا من حالات عدم التطابق وحوادث  التلوث بالمشخصات او الأجهزة او اماكن العمل و تم تحليل هذه الحوادث وتحديد الأسباب الجذرية لحدوثها ووضع اجراءات التحكم لأزالة هذه الأسباب أو تخفيضها للحدود المقبولة لمنع تكرار حدوثها.

تم وضع خطط تطوير وحدات المعمل المختصة بفحص الميكروبات البكتيرية والفيروسية ذات الخطورة على  صحة الحيوان والصحة العامة والبيئة و تحديد آليات التحكم والحد من  احتمالات تعرض العاملين من الأطباء والفنيين  للأصابة  اثناء العمل بما يحقق استبعاد احتمالات التعرض الى المخاطر او تخفيضها لأدنى الحدود.

تم اعداد المعامل لتتناسب مع درجة خطورة ميكروبات مستوى الأمان الحيوي الثاني  و اعداد قائمة  بالأحتياجات اللازمة من الأجهزة المعملية والمعدات المطلوبة لتنفيذ مقترح تطوير الوحدات ومنها أجهزة ثلاجات للفصل بين الحفظ  النظيف قصير الأجل للمشخصات والمستنبتات المعقمة و أخرى للحفظ قصير الأجل للعينات و المواد البيولوجية ، و كذلك أجهزة فريزرات للحفظ الممنهج طويل الأجل

للمعزولات البكتيرية بوحدة البكتريولوجي والمعزولات الفيروسية بوحدة الفيرولوجي وتم  تكويد المعزولات  بأكواد فريدة التعريف تمكن من التتبع العكسي كما تضمن منع تلف او فقد المعزولات الخطرة و تضمن كذلك الحفظ الآمن للمعزولات بغرض استكمال الفحص او البحث العلمي.

وكذلك تم توفير أجهزة التعقيم بالحرارة الرطبة Moist Heat   تحت الضغط “اوتوكلاف” لتحسين قدرات التعقيم والفصل بين الأجهزة المستخدمة في التعقيم والأجهزة المستخدمة في المعالجة الحرارية للمخلفات البيولوجية قبل التخلص الآمن والصحي منها  .

تم أيضا توفير أجهزة الترمومترات الرقمية من الأنواع المتحملة لدرجات الحرارة المنخفضة وأنواع اخرى متحملة لدراجات الحرارةالمرتفعة لمتابعة كفاءة أجهزة التعقيم والفريزرات والثلاجات.

تم كذلك مراجعة تصميم وحدات المعمل واعادة ترتيب الأجهزة وتدفق العمليات و خطوات الأختبارات والفحص بما ييسر روتين العمل للأطباء ويقلل من المجهود والحركة داخل الوحدات و يقلل من احتمالات التلوث داخل الوحدات و يحد من احتمال الأصابة  البشرية المكتسبة بالمعامل.

تم  تصميم  قواعد بيانات لتسجيل بيانات المعزولات الكترونيا بعد  تعريفها وتكويدها وتسجيل بياناتها وحفظها بالطرق العلمية الآمنة  بفريزرات تم تخصيص بعضها لحفظ المعزولات البكتيرية واخرى لحفظ المعزولات الفيروسية .

تم تعظيم الأستفادة من مساحة وحدة الـ”بي سي آر” بإعادة تقسيمها باستخدام حوائط الالوميتال الجاهزة سهلة التنظيف والتطهير الى وحدات منفصلة لاستخدام كل وحدة صغرى في تنفيذ أحد خطوات اختبار الـ”بي سي آر”، مما يعد توافقا مع المتطلبات القياسية للأختبار والتي توصي بالفصل التام بين خطواته للحد من التلوث العرضي.

تم تنظيم دخول الوحدات المتخصصة والسماح للعاملين فقط بتلك الوحدات في الدخول ومنع دخول غير المتخصصين من خلال تجهيز تلك الوحدات بابواب محكمة الغلق يتم التحكم في دخولها   الكترونيا باستخدام الكروت الإلكترونية كأحد اهم متطلبات الأمن الحيوي.

ولتكامل منظومة الأمن والامان الحيوى مع منظومة الصحة والسلامة المهنية تم كذلك تزويد المعمل بطفايات ثاني اكسيد الكربون المناسبة لاطفاء الحرائق بالأجهزة الكهربائية والسيطرة عليها مع الحفاظ على سلامة الأجهزة ومنع تلفها نتيجة الحريق او نتيجة استخدام طفايات البودرة الجافة.

كما تم تنظيم ورشة عمل لتوعية وتدريب الباحثين وجميع العاملين بالمعمل المرجعي بالشرقية بمخاطر وانواع الحرائق المحتمل نشوبها بالمعامل والتدريب على تحليل مخاطر لرصد الأنواع المحتملة من الحرائق ومصادرها واسبابها والأستجابة المناسبة والسريعة لحوادث الحرائق المعملية و اهمية صيانة واستخدام طفايات الحريق حسب نوع كل حريق وقد تم اتباع طرق التدريب التفاعلية والمحفزة لمشاركة المتدربين والمحاكاة لضمان أفضل استفادة من المحتوى التدريبي .

تم اجراء مراجعة ميدانية للتحقق من   تيسير العمل بالوحدات وفعالية تدفق مهام وخطوات العمل بعد تركيب الأجهزة واعادة تقسيم أماكن العمل، تم كذلك سحب مسحات من أماكن العمل وعمل اختبارات العد البكتيري لقياس تحسن نظافة الوحدات وتحسن بيئة العمل وتقليل الحمل البكتيري

وأشارت نتائج اختبارات متابعة الجودة بعد مقارنتها بالقياسات السابقة الى تحسن ملحوظ في بيئة العمل بالوحدات المشمولة بالتطوير.

وبالنهاية أوجه الدعوة لزملائي من الباحثين لنشر الوعي والثقافة بين الباحثين والعاملين بالمنشآت والمؤسسات التي تتعامل مع المخاطر البيولوجية  بأهمية تطبيق معايير الأمان والأمن الحيوي والألتزام بالممارسات المعملية الجيدة  بالمعامل والتي يزخر بها مركز البحوث الزراعية للحفاظ على صحة العاملين وخلق بيئة عمل مناسبة للعمل البحثي والتشخيصي والحفاظ على البيئة حول معاملنا من مخاطر التلوث و أخيرا و اذ أوقن ان هذا النموذج التطبيقي لا يمثل الا خطوة متواضعة بمسيرة الجهود المبذولة بمؤسساتنا ومعاملنا البحثية  أوجه الدعوة الى  أساتذتي وزملائي للاستمرار في  نشر قصص النجاح العملية والعلمية لتشجيع شباب الباحثين على المزيد من الأجتهاد.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى