FAO \ OIEالأخبارالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظمات

د محمد خليفة يكتب: الدور المحوري لمعهد “الصحة الحيوانية” فى منظومة الصحة الواحدة ” One Health

 رئيس بحوث بالمعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني

  • ربما يكون مصطلح ” الصحة الواحدة ” حديثا من حيث الصياغة ولكنه قديم من حيث المعنى والمغزى والذي يشير إلى أن هناك ارتباط عضوي وثيق بين صحة الإنسان والحيوان والعوامل البيئية، حيث أصبح ظهور وانتشار الأمراض الوبائية نتيجة حتمية للتغيرات المناخية بالإضافة للزيادة الهائلة فى العنصر البشري مما أدى الى ضرورة ملحة لتكثيف الإنتاج الحيواني والاتصال المباشر بين الانسان والحيوان.
  • وغنى عن البيان أن العالم قد أصبح قرية صغيرة وأن العولمة أصبحت حقيقة ألغت المسافات وأصبحت الأمراض عابره للحدود.
  • هذا الارتباط والتشابك بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة دفع الطبيب البيطري جميس ستيل عام 1947 لإنشاء وحدة الصحة العامة البيطرية فى مركز مكافحه الأمراض والسيطرة عليها ” “ CDC بأمريكا والذى يعد أكبر مركز لمقاومة الأمراض الوبائية على مستوى العالم.
  • ولعل أهم ما توصلت اليه منظمة الصحة العالمية WHO  أن61% من إجمالي الأمراض البشرية هى فى الأصل أمراض مشتركه مع الحيوان “zoonotic in origin” وأن 75 % من الأمراض الناشئة المكتشفة حديثا فى خلال العقد الماضي هى ذات منشأ حيواني مثل أمراض السل البقري والطاعون والبروسيلا والكورونا والسارس والعديد من المسببات المرضية البكتيرية والفيروسية والفطرية والطفيلية.
  • المنظمات الدولية استجابت لهذه الأخطار التي تؤثر على البشرية والأمن الغذائي وضرورة توحيد وتكامل الجهود لمكافحة تلك الأمراض الوبائية والتي لا تعترف بالحدود وذلك تحت شعار one world – one health  فى عام 2004 وإدماج المؤثرات البيئية ذات التأثير المباشر على ظهور الأوبئة ووضع إستراتيجية كونية تعتمد على التعامل الشامل والمتكامل من الصحة العامة والصحة البيطرية والبيئية Human ,Animal, and Environment، وهكذا فإن مبدأ one health  يعنى إستراتيجية عالمية تهدف لتوثيق التعاون والتكامل بين الجهات المعنية بصحة الإنسان والحيوان والبيئة ووضع الخطط وتنسيق الجهود للوقاية والسيطرة على الأمراض الوبائية وإجراء الدراسات العلمية المشتركة لفهم طبيعة المسببات المرضية وتطور نظم التشخيص وإنتاج اللقاحات والتوعية والتثقيف لكافة المعنيين بالقطاع الصحي والزراعي والبيئى على حد سواء.

كل هذه المقدمات تؤكد ان النتاج العلمي والبحثي والتطبيقي، يكشف أهمية الدور المحوري لمعهد بحوث الصحة الحيوانية فى منظومة الصحة الواحدة ” One Health، لماذا؟

  • لأن مصر واكبت إستراتيجية العالم للصحة الواحدة وذلك بالتركيز على رفع قرارات البنية التحتية فى الصحة والطب البيطري والبيئة. وتوحيد الجهود بين الجهات الثلاثة للتحكم فى الأمراض المشتركة خاصة إنفلونزا الطيور والكورونا.
  • ومن المؤكد أن معهد بحوث الصحة الحيوانية الذي أنشئ فى عام 1900 يلعب دورا محوريا فى منظومة الصحة الواحدة فهو المسئول عن تشخيص الأمراض الوبائية ولا يدخر جهداَ فى التعاون مع الخدمات البيطرية ووزارة الصحة والبيئة لإثراء هذا المفهوم، والذي يقوده الدكتور ممتاز شاهين مدير المعهد والدكتور عصام إبراهيم وكيل المعهد لتحقيق هذه الرؤية بالتنسيق بين الجهات المعنية.
  • لذلك فإن للمعهد انشطة ومهام يومية في مجال الصحة الواحدة مثل:
  • قيام المعمل المرجعي للرقابة علي الانتاج الداجني بالكشف عن فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 عام 2006 ,و الكشف عن فيروس إنفلونزا الطيور H9 عام 2009 , وكذا فيروس إنفلونزا الطيور H5N8  خلال عام 2016.ولقد بلغ إجمالي العينات التي تم فحصها منذ تسجيل المرض فى 2006حتى تاريخه عدد 8 مليون عينه تم سحبها من خلال التقصي النشط والسالب والمأموريات التي يقوم بها المعمل على مدار الأسبوع دون انقطاع.
  • أما المعمل المرجعي لفحوصات الأغذية فمنوط به فحص الأغذية ذات الأصل الحيواني للكشف عن المسببات المرضية التى تؤثر على الصحة العامة حيث تم فحص عدد 73080 عينة خلال هذا العام من الأغذية الواردة والصادرة من المنافذ البحرية والجوية من الأغذية الواردة من التفتيش بالسوق المحلى والضبطيات القضائية للكشف عن الصلاحية للإستهلاك الآدمي والحد من خطورة انتقال تلك المسببات المرضية للمواطنين من خلال الأغذية المتداولة .
  • وقامت أقسام المعهد بالكشف عن مرض الإجهاض المعدي (البروسيلا ) وكذا الكشف عن الإصابة بفيروس السعار حيث بلغت عدد العينات التى تم فحصها للكشف عن تلك المسببات المرضية وهى من الأمراض المشتركة التى تنتقل من الحيوان للإنسان إلى 6761 عينة خلال الأعوام 2016 –  2019 .
  • ولحماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية عابرة الحدود فلقد تم فحص عدد 798819 جمل وارد من السودان خلال الأعوام 2016-2019 للكشف عن الإصابة بفيروس حمى الوادي المتصدع والإصابة بفيروس الكورونا (MERS-Corona ) وهى أيضا من الأمراض المشتركة .
  • ويقوم المعهد باجتماعات دورية مع وزارة الصحة والبيئة للتنسيق ومتابعة الوضع الوبائي للأمراض المشتركة وتبادل الخبرات بين الجهات المعنية وكذلك المشاركة فى وضع الخطط والبرامج بالتعاون مع هيئة الخدمات البيطرية فى مجال التقصي النشط للأمراض الوبائية علاوة علي تدريب الفنيين فى معامل وزارة الصحة فى مجال التحليل الجيني بفيروس انفلونزا الطيور.
  • لذلك فإن التوجه الاستراتيجي فى المرحلة القادمة هو: إنشاء معمل أمان حيوي مستوى ثالث سوف يخصص لبحوث الصحة الواحدة وتوقيع مذكرات تفاهم مع وزارة الصحة والبيئة وذلك بهدف التعامل المؤسسي المستدام بين المعهد والجهات ذات الصلة بمنظومة الصحة الواحدة. تنفيذ برامج تدريبية في مجال الامن الحيوي للحفاظ علي الثروة الحيوانية والداجنة وبالتأكيد فإن رفع قدرات المعهد التشخيصية للأمراض الوبائية والبحثية للأمراض الوبائية هى من أهم المهام فى المرحلة القادمة.

 

و فى الختام فإننا نود التأكيد على أن التعاون المؤسسى بين وزارة الزراعة والصحة والبيئة هو على قمة الأولويات لتحقيق منظومة الصحة الواحدة وذلك يستلزم إنشاء وحدة الصحة الواحدة والتى تضم المتخصصين من الجهات المختلفة للعمل كفريق واحد نحو وضع إستراتيجية وطنية فعالة للتصدى للأمراض المشتركة وكذلك التعاون الوثيق بين الباحثين لإعداد الدراسات والأبحاث المشتركة الموجهة نحو دراسة الأمراض المتوطنة والناشئة والعابرة للحدود والعمل على توعية وتثقيف المجتمع بأهمية منظومة الصحة الواحدة , وأن صحه الفرد تنبع من صحة غذاءه وصحة الحيوانات المخالطة وسلامة البيئه وان النهج العلمى هو السبيل الوحيد نحو رفاهية وسلامة وطننا حفظه الله .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى