FAO \ OIEالأخبارالاقتصادالانتاجالصادرات و الوارداتالصحة و البيئةالعالمبحوث ومنظمات

طعام الفقراء…علاقة البطاطس والحرب العالمية ومجاعة إيرلندا (تفاصيل)

تأثرت العديد من الدول بإنتاجها من البطاطس حتي أضحت أحد أطعمتها الغذائية التي لا يمكن أن تتنازل عنها ومن هذه الدول المانيا وإيرلندا وللدولتان تجارب مريرة بسبب نقص محصول البطاطس نسردها في عدد من المعلومات:

المانيا:

  • وزير الدعاية النازي “جوبلز” كان يُروج دائماً أن الألمان هم ضحيّة قائلاً: “نحن نحارب لأننا شبعنا من أكل البطاطس”، في إشارة إلي أنها الغذاء الوحيد الذي يعتمد عليه الألمان لمواجهة الجوع ولا يوجد بديل آخر للبطاطس
  • البطاطس كانت تسد عجز البقول والحبوب عند المجاعات وهو ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، “الألمان هم أكلة البطاطا رقم 1”!
  • حكاية الألمان مع البطاطا لم تنته مع الحرب، فقد أكلوا منها في سنوات “الدمار” وما بعد الحرب حتى شبعوا واتخموا .
  • أصبحت جزءًا لا يتجزأ من طعام الألمان ولا تزال هي الغذاء الأول لهم حتي الان.

إيرلندا

تعرضت إيرلندا لمجاعة غذائية أطلق عليها مجاعة البطاطس الإيرلندية والتي حدثت خلال الفترة  بين 1845م و1852م، وتتميز هذه الفترة بعدد من المشاهد وهي:

  • دخلت البطاطسِ إلى أيرلندا من أميركا الجنوبية كانت مجرد نبات زينة يوضع في الحدائق.
  • ثم أصبحت البطاطس في أواخر القرن السابع عشر طعاماً شائعاً ثم تحولت إلى طعام أساسي للفقراء خصوصا في فصل الشتاء ،
  • وقادَ الاعتمادُ على زراعة البطاطس وإهمال المحاصيل الأخرى في أيرلندا إلى كارثة غذائية بعد أن أتلفت آفة اللفحة المتأخرة الزراعية محاصيل البطاطس، ولم تكن ايرلندا البلاد الوحيدة التي أصابت محاصيلها هذه الآفة بل أصيبت دول أوربية أخرى بها لكن لم يحدث بها مجاعة نظراً لعدم اعتمادهم على البطاطس كمصدر أساسي بالإضافة لإنعدام الظروف والأسباب الأخرى التي قادت إلى وقوعها في ايرلندا.
  • استُخدمت البطاطس كمحصول غذائي وأيضاً علفاً للماشية قبل أن تحدث المجاعة الكبرى فحوالي 33٪ من الإنتاج الزراعي للبطاطس أي مايقدر بـ 5 ملايين طن كان يتم استخدامه كغذاء.
  • كان ثلث سكان أيرلندا يعتمد على أكل البطاطس في التغذية بسبب الفقر،
  • في أربعينيات القرن التاسع عشر أتلفت آفة زراعية تُسمى باللفحة المتأخرة محاصيل البطاطس في أنحاء أوروبا.
  • أضيرت أيرلندا ولكن بشكل كبير فتفاقمت فيها الخسائر البشرية ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تظل محل جدل تاريخي،
  • سببت وفاةَ مليون إنسان وهجرة مليون آخر من أيرلندا فانخفضت نسبة السكان بحوالي 20%-25% بالمئة في الجزيرة .
  • في أثناء هذه المجاعة استمر دفع الإيجارات والضرائب والتصدير، لقد غيرت هذه المجاعة المشهد السكاني والسياسي والثقافي في أيرلندا إلى الأبد وأصبحت نقطة تاريخية فاصلة في تاريخها.
  • ألقى الأيرلنديون اللومَ على حكومة أغنى إمبراطورية في العالم أي الحكومة البريطانية.
  • شَعَرَ الأيرلنديون أن الحكومة البريطانية تقاعست عن إغاثة أيرلندا الجزيرة التي تعتبرها جزء منها، لم تقدم الطعام مباشرة إلى المنكوبين.
  • لم تغلق بريطانيا باب التصدير من أيرلندا لكي تنخفض قيمة الأغذية ومن ثم يتمكن معظم سكان أيرلندا الفقراء الذين كانوا يعيشون على البطاطس الرخيص من الشراء،
  • لم تفتح الباب أمام الإستيراد الأجنبي، فلم يجد الكثير من السكان الفقراء في أيرلندا ما يأكلوه.
  • أصبح التمرد هو السبيل الوحيد للنجاة، وأنهم أي الايرلنديون يرون أن السبب في حدوث المجاعة ليست إرادة الله بل السبب هو” سياسة إنجلترا الطماعة والقاسية”،
  • سياسة البريطانين تجاه المجاعة كانت قتلا عمدا للشعب الأيرلندي فقال الايرلنديون “لقد أرسلَ الله الآفة الزراعية، وصنعَ الإنجليزُ المجاعة.
  • ظلت محاصيل البطاطس السلعة الرئيسية في أيرلندا، وبلغ معدل الاستهلاك للفرد في نهاية القرن التاسع عشر أربعة أرطال في اليوم وكان الأعلى عالميا، وقد تضاءلت آثار المجاعات بعد ذلك وأصبحت في طي النسيان إلا عند المؤرخين.

المغرب:

ساهم المغرب مساهمة اقتصادية مهمة في الحرب إلى جانب الحلفاء فقد قام بتزويد فرنسا بالمنتوجات الزراعية وعلي رأسها البطاطس كوسيلة لسد حاجياتها الأساسية.

أسبانيا:

  • ساهمت أسبانيا في نقل زراعة البطاطس من أمريكا الجنوبية حيث تم تدشين البطاطس لأول مرة في منطقة جنوب بيرو الحديثة، وفي أقصى شمال غرب بوليفيا. وقد انتشرت منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم وأصبحت محصولًا أساسيًا في العديد من البلدان.
  • وفقًا للتقديرات المتحفظة ، كان إدخال البطاطس مسؤولاً عن ربع نمو سكان العالم القديم والتحضر بين 1700 و 1900.
  • بعد الغزو الإسباني لإمبراطورية الإنكا ، إستقدم الأسبان البطاطس إلى أوروبا في النصف الثاني من القرن السادس عشر، وهو جزء من التبادل الكولومبي.
  • بعد ذلك، قام البحارة الأوروبيون بنقل العنصر الأساسي إلى الأقاليم والموانئ في جميع أنحاء العالم. كانت البطاطس بطيئة في تبنيها من قبل مزارعين أوروبيين، ولكن سرعان ما أصبحت محصولًا غذائيًا أساسيًا هامًا ومحصولًا ميدانيًا لعب دورًا رئيسيًا في ازدهار سكّان أوروبا في القرن التاسع عشر.
  • ومع ذلك ، فإن نقص التنوع الجيني، بسبب العدد المحدود للغاية من الأصناف التي تم إدخالها في البداية، ترك المحاصيل عرضة للمرض. في عام 1845 ، أنتشر مرض النبات المعروف بأسم اللفحة المتأخرة، التي تسببها فطريات oomycete) Phytophthora infestans) ، بسرعة عبر المجتمعات الفقيرة في أيرلندا الغربية وكذلك أجزاء من المرتفعات الاسكتلندية ، مما أدى إلى فشل المحاصيل التي أدت إلى المجاعة الأيرلندية العظمي.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى