الأخبارالاقتصادالانتاجامراضانتاج حيواني وداجنيحوارات و مقالاتصحةمصر

د محمد خليفة يكتب: الوصايا الخمس لتطوير صناعة الدواجن المصريه

المعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الانتاج الداجنى-معهد بحوث الصحة الحيوانية -مصر

غنى عن البيان أن صناعة الدواجن ركيزة أساسية فى منظومة الأمن الغذائى و لها دور هام فى استراتيجية الدولة لتحقيق الإكتفاء الذاتى و التصدير للخارج خاصه للدول العربيه و الاسلاميه نظراَ لأن المنتج الداجنى المصرى يتم تربيته و ذبحه طبقا للشريعة الإسلامية.
و لهذا فإن تطوير هذه الصناعة الواعدة يأتى على قمة الأولويات و يستحق الأهتمام و الدعم من الحكومة و القطاع الخاص على حد سواء.
و الواقع إن الصناعة فى حاجة ملحة إلى تطوير هيكلي و مؤسسي فى منظومة الإنتاج للوصول الى الرؤيا المنشودة و تحقيق الإنطلاقة المرتقبة.
و هذا المقال يلقى الضوء على أهم التحديات و التوصيات ( الوصايا) المقترحة للمشاكل و التحديات التى تقف كحجر عثرة فى طريق الارتقاء بهذه الصناعه الحيويه.

الوصية الأولى: ضرورة التنظيم و القضاء على العشوائية

لقد نمت صناعة الدواجن خلال العقود الماضية على محورين، المحور الأول يشمل الصناعة القائمه علي العلم و التقنيات الحديثة و الأخذ بأحدث ماتوصلت اليه تكنولوجيا انتاج الدواجن. اما المحور الثانى فهو النمو العشوائي فى الانتاج و عدم تطبيق متطلبات و معايير الجودة و هكذا فقد نرى مزرعة انتاج بدارى تسمين تفتقر لشروط الأمن الحيوى و تتحول بين عشية و ضحاها إلى مزرعة أمات أو بيض مائدة حسب رؤية قاصرة غير مدروسة يتحكم فيها سوق العرض و الطلب. و بالتاكيد فإن العشوائية تؤثر بالسلب على كافة انشطة الصناعة و ترفع تكلفه الإنتاج و تساعد علي توطين الامراض و تمثل عائق فى سبيل وضع استراتيجية طموحة لزيادة الإنتاج و فتح أسواق التصدير.
و بالتأكيد فإن عدم القدرة على تتبع سلسله المنتج الداجنى و تسويق الطيور الحية فى محلات تفتقر للمعايير الصحية اللازمة لسلامة المنتج الداجنى للإستهلاك لا تأتى بخير. و لهذا فإن التنظيم و تسجيل كافة الانشطة الداجنة من مزارع و مفرخات و مجازر و خلافه سوف ينير الطريق لمتخذى القرار و هو الركيزه لوضع استراتيجية تطوير فعالة و قابلة للتطبيق و بدون ذلك فأنه ” لا استراتيجية مع العشوائية”.

الوصية الثانية: الاستثمار فى العنصر البشرى

تقوم و تزدهر صناعة الدواجن على أسس علمية فى جميع أنشطتها و لذا فإن رفع قدرات العنصر البشرى اصبح على قمة الأولويات، وبالتأكيد فإن عصر العامل و الفنى الأمى محدود المعرفه قد انتهى الى غير رجعة. لقد أصبحت برامج الكمبيوتر تنظم و تتحكم فى أنشطة الصناعة فى المزرعة و المفرخ و المجزر و تدريجيا سوف يتم ميكنه كافه العمليات . و لمواكبة هذا التطور فإن
صناعة الدواجن فى حاجة الى ترسيخ مبدأ التدريب المستمر و الارتقاء بالمستوى العلمى و التقنى لجميع العاملين المنوط بهم تحقيق أعلى معدلات الانتاج و اتخاذ مايلزم لحماية القطعان من مخاطر الأمراض و التنفيذ و التسجيل الدقيق لكافة الإجراءات التى تتم داخل المنشأة الداجنة.
نحن فى حاجة إلى الفنى الذى تم تدريبه على اجراء تحليل مخاطر و اتخاذ القرار السليم و القادر على مجاراة التكنولوجيا الحديثة ، ولقد اَن الأوان لإنشاء “،المعهد الفنى لصناعة الدواجن”.

الوصية الثالثة: المشاريع التكاملية

من أهم عناصر ازدهار و نمو صناعة الدواجن فى الدول المتقدمة هو تطبيق سياسة الإنتاج المتكامل حيث أصبحت سلسلة الإنتاج مترابطة و متكاملة في سلسله واحده مغلقه ، تبدأ من مزارع الجدود – الأمات – المفرخات – التسمين – انتاج الأعلاف – أسطول النقل و التسويق. و بالتأكيد فإن المشاريع التكاملية قادرة على الارتقاء بجودة المنتج النهائى و خفض التكاليف و حماية سلسلة الانتاج من مخاطر الأمراض الوبائية الموروثة مثل السالمونيلا و الأمراض السرطانية. و التكامل يمكن أن يشمل الشركات الكبرى و صغار المربين للدخول فى شراكة تكاملية مع الشركات الكبرى لتحقيق أعلى انتاجية و خفض التكلفة و استدامة الدخل لصغار المربين.

الوصية الرابعة: التطبيق الفعال للأمن الحيوى

عندما نتسائل عن كم الجهد و الوقت المطلوب للتطبيق الفعال لإجراءات الأمن الحيوى، تأتى الإجابة بأنه يحتاج مجهود متواصل 24 ساعةفى7 أيام وبالطبع فهذه مهمة شاقة و دقيقة و لاتنتهى و لاتعرف العطلات الرسمية و لا تتوقف ليل نهار. و بالتأكيد فأنه من الصعب الإطمئنان إلى دقة و فاعلية و استمرارية تطبيق الأمن الحيوى لكي نصل الى درجة الكمال و سد كل الثغرات الممكنة و درء الأخطار المتوفع حدوثها.
و تطبيق الأمن الحيوى بفاعلية يحتاج الى تحليل المخاطر بصورة مستمرة و اتخاذ اللازم نحو منع او الحد من تلك المخاطر . تجدر الاشاره انه يجب تصميم برنامج أمن حيوى مناسب لكل حالة (منشاءه داجنه على حدة, فلا يوجد برنامج شامل يصلح لكل المزارع نظرا لطبيعه الظروف المحيطه و نشاط المنشآت .
ومن العجب انه عندما نتكلم عن الأمن الحيوى فإن غالبية العاملين بصناعة الدواجن يركزون على تطبيقه فى المزارع فقط فى حين انه إجتزاء خطير لشمولية المهمة حيث أن الإجراءات الوقائية يجب ان تشمل المزرعة و المفرخ و مصنع العلف و المجزر و كل ما يدخل فى سلسلة الإنتاج و يتصل بها بشكل أو بأخر, و ذلك بهدف منع الأمراض و زياده الإنتاج الصالح للإستهلاك الادمى.
ان مهمة الأمن الحيوى تقع بالدرجة الأولى على صناعة الدواجن و بمساندة الجهات الحكومية ذات الصلة خاصة لحل المشاكل المتراكمة مثل التأكد من التخلص الأمن من مخلفات الصناعة و تحفيز مربى الدواجن للإبلاغ عند الأشتباه فى اصابة الطيور بالأمراض الوبائية و خاصة انفلوانزا الطيور. ولا اغالي ان اعتبرت ان التطبيق الفعال للأمن الحيوى هو خط الدفاع الأول لحماية الثروة الداجنة.

الوصية الخامسة: انشاء تحالف جودة المنتجات الداجنة

ان الارتقاء بصناعة الدواجن يتطلب الالتزام بمعايير الجودة فى كافة مدخلات و أنشطة و مخرجات الصناعة و ذلك لتحقيق أعلى ربحية و الوصول إلى منتج داجنى جيد و صالح للإستهلاك الأدمى و منافس فى الأسواق العالمية, و ذلك هو الهدف من انشاء تحالفات الجوده و التي تشمل سلسله الإنتاج بأكملها . و اعتقد انه لابد من انشاء ألية للشراكة بين حلقات الإنتاج لتعزيز جودة المنتج و ذلك بهظف تطبيق معايير الجودة فى المفرخات و المزارع و انتاج الأعلاف و المجازر وهذه التحالفات سوف تضع الصناعة على طريق واضح لمستقبل واعد.
وكأساس فأنه من اللازم السعى نحو الحصول على الشهادات الدولية ذات الصلة بالجودة و على سبيل المثال لا الحصر، شهادة الهاسب “HCCP” و السعى نحو تعزيز جودة مدخلات الإنتاج كأولوية تبدأ من جودة الكتكوت عمر يوم و جودة العلف و الأدوية البيطرية و جودة بيئة الإنتاج و التدريب المستمر لجميع العاملين بما ينعكس ايجاباَ على الإنتاجية و ثقة المستهلك.
و فى هذا المجال فالتعاون بين صناعة الدواجن و وزارعة الزراعة لازم مهم لوضع اَلية تطويرية لنشر ثقافة الجودة و التحفيز لانضمام أكبر عدد ممكن من حلقات الصناعة الملتزمه بالمعايير و الضوابط فى تحالف الجودة ، و اقترح استحداث علامة جودة للمنتجات الداجنة لدعم تميز المنشئات الداجنة الملتزمة بمعايير الجودة، و كخطوة أولى فأنه لابد من التوسع فى إنشاء نظام المزارع الداجنة و المناطق الخالية من انفلوانزا الطيور و الإلتزام بالمعايير الدولية الصادرة من مكتب الصحة العالمية “OIE” و بتطبيق هذه السياسه تستطيع صناعة الدواجن التخلص التدريجى من الأمراض المتوطنة و الوصول بالمنتج الداجنى الى المستوى التنافسى فى الأسواق العالمية.

و فى الختام فأنى اود الاشاره ألي ان تطوير الصناعه ليس اختيارياَ بل فرض لمواكبة التقدم العلمى و التقنى و لحماية الاستثمارات و نمو الثروة الداجنة لكي تكون عنصرا فاعلا في منظومة الأمن الغذائي.
و هذه الوصايا الخمس هى رؤية شخصية اتمنى أن تساهم ، ولو بقدر بسيط ، فى وضع استراتيجيه تطوير صناعة الدواجن .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى