الاستاذ بمعهد بحوث الاراضي والمياه والبيئة- مركز البحوث الزراعية – مصر  والمستشار لوزيري الزراعة والري بدولة رواندا

بالرغم من أن تغير المناخ يعتبر ظاهرة طبيعية، إلا أن البحوث كشفت عن تأثير الإنسان على هذا التغير من خلال إنشائه لبيوت النباتات الزجاجية التي تنبعث منها الغازات الدفيئة، مسببة بذلك ارتفاع درجة حرارة الأرض و الانحباس الحراري في الغلاف الجوي مما سيؤثر على كافة القطاعات في جميع إرجاء العالم .

وعموماً تعتبر البلدان العربية بلداناً نامية، وهى شديدة التعرض لتأثيرات تغير المناخ بسبب مناخها الجاف. فإذا ارتفعت درجة الحرارة في المنطقة أو انخفضت الإمطار، أشتد الضغط على النظم الطبيعية والفيزيائية. وأفادت دراسات للنماذج المناخية أن المنطقة العربية ستواجه زيادة بمقدار5.5 درجات مئوية في الحرارة السطحية مع نهاية القرن الحادي والعشرين. وسوف تترافق هذه الزيادة مع انخفاض متوقع في الإمطار من صفر إلى 20 في المائة ، هذه التغيرات المتوقعة سوف تجعل فصول الشتاء أقصر وفصول الصيف أجف وأسخن، وترفع موجات الحر وتزيد تكرار وقوع أحداث مناخية متقلبة ومتطرفة.

وتؤدي التغيرات في المناخ نتيجة الإحترار العالمي إلى تغييرات في توزيع وهجرة الحشرات ( الجراد) وناقلات الأمراض الأخرى التي تنقل المُمْرِضَات البشرية والحيوانية.

وللسياحة أهمية واضحة في المجالات الاقتصادية والثقافية والبيئية في كثير من البلدان. إلى جانب دورها في توفير فرص عمل جديدة وزيادة معدلات دخل الفرد وتعد من بين ابرز القطاعات الاقتصادية تطورا وانتشارا في العالم.

وإزاء هذه الخلفية يسهم قطاع السياحة بحوالي ( 5 ٪ في انبعاثات الغازات الدفيئة ) معظمها من وسائل النقل المختلفة إضافة إلى تفاقم هذه المشكلة نسبة إلى تزايد عدد السياح المتوقع له أن يتضاعف بحلول عام 2020 .

وبالتالي تستدعي هذه القضية إن يتبع القطاع السياحي في مسار نموه و تطوره أسس و مبادئ السياحة المستدامة للحد من سلبيات القطاع السياحي في التغير البيئي والمناخي والتوصل إلى الحلول المستدامة.

وعلى ذلك إن دمج إجراءات تخفيف تغير المناخ والتكيف معه في إستراتيجيات وسياسات إدارة البيئة الصحراوية يقوي هذه الإستراتيجيات ويزيد كفاءتها.

وتعتبر هذه الدراسة وبما تحتويه من عرض وتحليل  حول الجهود الدولية لنشر الوعي حول ظاهرة التغير ألمناخي و تكثيف الوعي البيئي محليا ودوليا وبالتالي نحرص على تبني معايير الحد من سلبيات التغير المناخي  و تأثيرها على إدارة البيئة الصحراوية  لما فيها من ايجابيات مستقبلية تعود بالنفع على القطاعات الصناعية والاقتصادية.