اكساد و ايكارداالأخبارالاقتصادالانتاجبحوث ومنظماتمصر

1200 كيلو داخل الأراضي السورية تكشف عن تحديات الأمل في مواجهة نيران الحرب (صور)

>> الجولة بدأت بالعاصمة مرورا بـ 48 كمينا أمنيا من حمص وطرطوس وبانياس واللاذقية وصولا إلي أقدام “ناصر”

هذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها “أجري توداي”، أحد الرحلات الإعلامية الهامة المتوجهة إلي سوريا رغم قرع طبول الحرب، وما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي من دمار في مختلف الأراضي السورية، فضلا عن الإطلاق المستمر للصواريخ الإسرائيلية التي تستهدف بعض مناطق العاصمة السورية دمشق، وهو ما انعكس علي مخاوف كثيرة انتابت عائلتي الصغيرة من خطورة السفر إلي المناطق الملتهبة، والذي ظل متواصلا ومسيطرا علي ذهني خلال مغادرتي مطار القاهرة متجها إلي دمشق، حيث ما لبث أن تحول القلق إلي هدوء نسبي بمجرد مشاهدة حركة سير السيارات في طريق المطار إلي مدينة دمشق حتي الوصول إلي الفندق، ولقاء العديد من الشخصيات السورية والعربية التي تشارك في إحدى الفعاليات وهي الاتحاد العربي للمهندسين الزراعيين العرب.

من اللافت لدي السوريين روح الإرادة والتحدي، والتواضع، هذا ما رصدته “أجري توداي”، خلال جولتها لمسافة تجاوزت الـ 1200 كم ذهابا وإيابا من مدينة دمشق ثم ريف دمشق وحتي مدينة حمص، في الإتجاه إلي بانياس وطرطوس علي ساحل البحر المتوسط والإنتهاء بمدينة اللاذقية مرورا بأكثر من 48 كمينا أمنيا قبل لقاء مدير الزراعة في المحافظة، تم توجهنا إلي منطقة “كسب” إلي الشمال من اللاذقية وتحديدا عند نقطة الكيلو 45 والتي تبعد عن الحدود التركية مسافة 15 كيلو مترات، حيث تشتهر بني السوريين بأنها المنطقة التي وقف عندها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أيام الوحدة بين مصر وسوريا فيما نظر من أعلي قمة جبلية بإتجاه الغابات التي تكسوها باللون الأخضر ومياه البحيرات الواقعة في الأودية الجبلية الناتجة عن حصاد مياه الامطار والتي يستغلها السوريون في ري المناطق الزراعية بالمحاصيل الحقلية أو من خلال مشروعات للإستزراع السمكي في المياه العذبة.

رحلة “أجري توداي”، خلال هذه الجولة  بدأت في السادسة صباحا من أمام أحد الفنادق إلي الشمال من العاصمة دمشق وعلي مسافة 15 كم من قلب المدينة حيث يقع المسجد الأموي ومنطقة الأسواق الشعبية التاريخية المعروفة باسم “شارع الحميدية” والذي يشبع كثيرا شوارع العتبة في القاهرة، وإستغرقت الرحلة أكثر من 14 ساعة للمرور بمختلف المحافظات بدءا من محافظة دمشق وإنتهاء بمحافظة اللاذقية، وكان في رفقتنا أحد العاملين في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” والتابع لجامعة الدول العربية، ورغم أنه يعمل موظفا في إحدي الإدارات التابعة للمركز، إلا إنه من عائلة عريقة حيث شغل والده منصبا كبيرا في أحد الأجهزة الأمنية ورغم ذلك كان متواضعا في حديثه الودي مع “أجري توداي”، بتأكيده علي أن السوريين يعملون من أجل نجاح وطنهم بصرف النظر عن نوعية العمل، لأنه من المهم جدا ان عجلة الإنتاج أن تتواصل رغم طبول الحرب التي شهدتها عددا من المناطق، معربا عن أمله في عودة الأمن إلي مختلف ربوع بلاده، خاصة وان السوريين يتميزون بالنجاح خارج وداخل وطنهم لذلك لا يعولون علي البقاء والاستقرار في الخارج كلاجئ سياسي رغم ظروف الحرب، وإنه ينتظر علي أحر من الجمر العودة إلي وطنه لإعادة إعماره، بروح من الامل وشوق إلي سوريا وفقا لتعبير مرافقنا خلال الرحلة حيث تبادلنا أطراق الحديث، مكررا تأكيده بأن سوريا ستعود إلي مكانتها الطبيعية خاصة أنها روح العروبة.

البداية كانت في حديقة تشرين حيث تم افتتاح معرض زهور الربيع للمرة الثانية من اندلاع الحرب السورية، تأكيدا علي عودة الاستقرار إليها، بعد سنوات أهلكت المنطقة “دانات الصواريخ” وقذائف الفرقاء، وعند لقاءنا أحد المشرفين علي المعرض بحضور عدد من المسئولين المصريين منهم الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين،  أكد علي ان المعرض يعد واجهة حضارية لسوريا وتأكيدا لعودة الاستقرار بمشاركة 12 دولة في فعاليات المعرض، بينما كان لافتا إزدحام طرقات المعرض بالزائرين السوريين، دون افتراش المسطحات الخضراء التي تزدهر بالورود ونباتات الزينة للحفاظ عليها من التلف، وعدم العبث بالمسطحات الخضراء، من خلال إقتصار لهو الأسر السورية والأطفال علي منطقة مجاورة مخصصة للألعاب وتناول الأطعمة والوجبات والتي تحمل إسم “بيت الأكل” هذه المسطحات.

وأعرب المشرف علي المعرض السوري عن أسفه لعدم مشاركة وزارة الزراعة في مصر في فعاليات المعرض، مشيرا إلي أن مواعيد السفر جوا تسبب في غياب وزارة الزراعة عن المشاركة رغم ترحيبها بالمشاركة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى