الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمياهانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتمصر

د عبدالحفيظ سمير يكتب: صناعة الدواجن وتقلبات الاسعار

باحث مساعد بالمعمل المرجعي للرقابه البيطرية علي الإنتاج الداجني- معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

تُعد صناعة الدواجن أحد أهم الصناعات الديناميكية المؤثرة اقتصاديًا واجتماعيًا بل وثقافيًا في الدولة المصرية، حيث يبلغ رأس المال العامل في تلك الصناعة ما يقرب من 30 مليار جنيه سنويًا، فضلاً عن طاقة بشرية عاملة تبلغ حوالي 3 مليون شخص كعمالة مُباشرة بالإضافة إلى ما يزيد عن مائة مهنة أخرى ذات صلة بتلك الصناعة بشكل غير مُباشر. تبلغ جملة الاستيراد سنويًا من خامات ومُستلزمات إنتاج تلك الصناعة ما يقرب من 7 مليار دولار. تجدر الإشارة إلى أن قطاع الدواجن يُعد القطاع الغذائي الوحيد الذي استطاع تحقيق الاكتفاء الذاتي لمدة 15 عام خلال الفترة من 1990 وحتى عام 2006 وهو عام الإصابة بوباء الأنفلونزا القاتل والذي أطاح بالملايين من جدود وأمهات وكتاكيت الدواجن مُخلفًا عقبات وعثرات لم نسلم منها حتى الأن .وتعتبر تربية الدواجن صناعة لها أهميتها وتأثيرها في الاقتصاد الوطني وتلعب دوراً أساسياً في تأمين البروتين الحيواني من لحم وبيض ذي القيمة الغذائية العالية وبأسعار مقبولة إذا ما قورنت بأسعار اللحم والمشتقات الحيوانية الأخرى.

وتواجه صناعة الدواجن العديد من التحديات التي ادت الي الارتفاع الجنوني في أسعار دجاج اللحم:

1-تفشي العدوى المرضية في قطعان الدواجن وخاصة انفلونزا الطيور

2-ارتفاع أسعار كتاكيت اللحم عند عُمر يوم .

3-ارتفاع أسعار الأعلاف ليتراوح سعر الطن ما بين 4900 إلى 5400 جنيه، وذلك نظرًا لاستيراد مكونات الأعلاف من الخارج (الذرة الصفراء وكُسب فول الصويا وبعض الإضافات الأخرى.

4-  كون حوالي 70% من الانتاج الداجني بيد صغار المربين و المزارع الصغيرة (100-5000 طائر في المزرعة) و التي تفتقد الي ابسط قواعد المن الحيوي

5- الزيادة في اسعار الطاقة

6- زيادة اسعار مدخلات الصناعة من ادوية ولقاحات و غيرها

7-  استيراد الدواجن المجمدة

 ان وجود معمل مرجعي دولي لا يوجد له مثيل في المنطقه وشمال افريقيا يدعم الصناعه ولذلك نامل في الاتي:

1-التأكيد على الدور الهام الذي يلعبه ما يُعرف بالأمن الحيوي Bio-Security في مزارع الدواجن والذي يكفل من الإجراءات عند إتباعها تجنب دخول المرض وانتشاره بين القطعان

الاتجاة نحو اقامة المشاريع المتكاملة حيث تحوي المزرعة علي عنابر التربية ومصنع للاعلاف ومجزر ووحدة التخلص الآمن من المخلفات لذلكينصح بإقامة المشاريع الجديدة بالظهير الصحراوي بعيدا عن المناطق السكانية، وهو ما صرحت به الحكومة المصرية بتخصيص 180 ألف فدان بها كافة المرافق غرب وشرق بني سويف والمنيا ووادي النطرون وطريق 6 أكتوبر الواحات لإقامة مزارع ومحطات للدواجن تُراعي كافة الظروف والاشتراطات الصحية ومعايير الأمن الحيوي

2-استخدام اللقاحات المُناسبة للعدوى المرضية الموجودة بالمزارع من خلال عمل لقاحات محلية  وإتباعبرامجالتحصينالمُناسبة (معالتأكيدعلىسلامةنقلوتخزيناللقاحاتالمُستخدمة).

3-تفعيل دور الرقابة البيطرية والارشاد البيطري (الهيئة العامة للخدمات البيطرية) والارشاد الزراعي (وزارة الزراعة)، لزيادة توعية وارشاد صغار المُربين نحو الطرق الصحيحة للتغلب على الأمراض وتوفير البيئة المُثلى للإنتاج

4-للتغلب على ارتفاع أسعار الأعلاف،عن طريق :

التوجه نحو التوسع الأفقي وذلك بزيادة الرقعة الزراعية من مكونات العلف الرئيسة وهي الذرة الصفراء (المساحة الحالية لزراعة الذرة الصفراء نصف مليون فدان، ونحن نحتاج إلى أن تصل هذه المساحة لما لا يقل 2 مليون فدان) وفول الصويا، للحد من عملية الاستيراد وتحديات ارتفاع سعر الدولار، وذلك من خلال عمل استراتيجية قومية لزراعة تلك المحاصيل الهامة وإدراجها ضمن المحاصيل التي من المُخطط زراعتها في مشروع المليون ونصف المليون فدان، فضلاً عن دعم وتشجيع الفلاح لزراعة الذرة وذلك بتوفير الهُجن عالية الإنتاجية من التقاوي (التوسع الرأسي) والأسمدة بسعر مقبول وشراء المحصول بسعر مُرضي ومُشجع (كما تم فعله في محصول القمح المحلي)

5-التحول من تسويق الدجاج الحي في محلات بيع الدواجن (والذي يقوم وحده بتصريف حوالي 85% من الإنتاج الداجني، بينما الـ 15% الباقية يتم ذبحها في المجازر) إلى تسويق الدجاج المُجهز حفاظًا على الصحة العامة فضلاً عن تجنب انتشار العدوى نتيجة عملية النقل والعرض بالأسواق، علمًا بوجود قانون يُجرم بيع الدواجن الحية أصدره وزير الزراعة عام 2009 ولكنه لم يُفعل حتى الأن.

6- ترشيد استيراد الدواجن المجمدة لتغطية الفجوة الغذائية بما لا يؤثر علي الصناعة المحلية

7-تعظيم دور البحث العلمي الزراعي في مجال إنتاج الدواجن والعلوم المُرتبطة به والعمل على ربط نتائج البحث العلمي بالإنتاج،من خلال.

1- الاستعانة بالنتائج التطبيقية ذات المردود الاقتصادي لبحوث علماء الجامعات والمراكز البحثية فضلاً عن رسائل الماجستير والدكتوراه في مجالات تربية وتغذية وأمراض الدواجن والتي هي حبيسة أدراج المكاتب والمكتبات،

2-إقامة ندوات ومؤتمرات دورية ومُتابعة وتفعيل ما تُثمر عنه من توصيات تُفيد وتُطور صناعة الدواجن بمصر تحت رعاية وزارات الزراعة والتعليم العالي والبحث العلمي في حضور مُمثلين عن الشركات الخاصة والجمعيات ذات الصلة،

الدور الفعال  لمعهد بحوث الصحة الحيوانيه في الارتقاء بصناعة الدواجن يعتمد علي :

1-عمل قوافل علاجيه وارشاديه

2-تأهيل الاطباء حديث التخرج لسوق العمل

3-مساعة صغار المربين بتقديم النصائح والادورات التدريبيه المجانيه

4-الاباغ المبكر وسرعة التشخيص ودقته ومن ثم السيطرة ومكافحة الامراض للوصول الي استئصاله وذلك عن طريق استخدام افضل واحدث الطرق التشخيصيه.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى