الأخبارالاقتصادالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبد السلام منشاوي يكتب:كيف تزيد دخلك من زراعة القمح: نصائح لمزارعي القمح في الأراضي القديمة

رئيس بحوث ومربي قمح بمحطة بحوث سخا- قسم بحوث القمح- معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

رأيت أن أقدم لأخي المزارع نصائح مختصرة لأهم العمليات الزراعية الخاصة بالقمح في الأراضي القديمة. ومن المعلوم للجميع أن الزراعة حاليا أصبحت مكلفة جدا نظر لارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وزيادة سعر الأرض حيث أن سعر فدان الأرض في بعض المناطق تجاوز المليون جنية. ولذلك إذا كنت تزرع فدان واحد فعليك أن تعلم أنك تدير مشروع برأس مال مليون جنية وإن كنت تزرع خمسة أفدنة فأنت تدير مشروع بخمسة ملاين من الجنيهات. وبالتالي فعليك عمل دراسة جدوى لتقليل المدخلات (مستلزمات الإنتاج) بأقصى درجة دون التأثير السلبي على المخرجات (الإنتاجية) بكل الطرق المتاحة. ولا يحدث ذلك إلا من خلال الالتزام بحزمة التوصيات الفنية لزراعة القمح، وعليك أن تتأمل للفظة حزمة، فدائما الحزمة قوتها تكمن في أن تكون جميعها تطبق على الوجه الصحيح أم أذا حدث خلل في أحد هذه التوصيات فقد يؤدي إلى نقص كبير في الإنتاجية مع الالتزام بباقي التوصيات وهنا مكمن الخطورة. وقد نرى بعض إخواننا المزارعين يقوم بالعملية الزراعة وكل همه أن يؤديها بأي شكل بغض النظر عن الوقت والكيفية التي يجب أن تؤدى بها العملية الزراعية. لذلك دائما نحرص أن نقول يجب أن تتم العملية صح، أي في الوقت المناسب وبالكمية المناسبة وبالكيفية المناسبة.

أخي المزارع علينا أن نعلم أن:

القمح أسهل محصول في الزراعة بشرط التعامل الصحيح مع العمليات الزراعية.

القمح أقل المحاصيل مشاكل خصوصا مع الالتزام بالسياسة الصنفية والتوصيات الفنية.

القمح من المحاصيل التي تعطي عائد مادي ممتاز إذا أحسنت إدارة المدخلات.

وفيما يلي مختصر لأهم التوصيات الفنية التي هي السبب الرئيس في زيادة دخلك من زراعة القمح بأذن الله تعالى.

اختيار الصنف:

احرص على أن تزرع أحد أصناف قمح الخبز الآتية أينما كنت في الوجه البحري وهي:- جيزة 171، سدس14، جميزة12، مصر1 ، سخا 94 ، جيزة 168، أما إذا كنت في الوجه القبلي تزرع أحد الأصناف السابقة بالإضافة إلى أحد أصناف قمح الخبز مصر2، شندويل 1، جميزة 11 وأصناف قمح المكرونة بني سويف 1 – بني سويف 5 – بني سويف 6 – سوهاج 4 – سوهاج 5.

2-ميعاد الزراعة:

التزم بالموعد المحدد للوجه البحري خلال الفترة من15-30 نوفمبر وفى الوجه القبلي من 10-25 نوفمبر وممكن أن يمتد ميعاد الزراعة حتى 5 ديسمبر.

ونظرا لأهمية اختار الصنف وميعاد الزراعة أفردنا له مقاله خاصة بالتفصيل من خلال الرابط التالي لمن أراد المزيد من المعرفة. https://www.agri2day.com/2019/09/02/د-عبد-السلام-منشاوي-يكتب-مواعيد-زراعة-ا

3-إعداد الأرض للزراعة:

اعلم أن الإعداد الجيد للتربة مهم جدا حيث يعمل على وجود بناء تربة جيد و يساعد البادرات على الخروج سريعا، كما يساعد على إضافة الأسمدة للتربة والتي يحتاجها النبات، وكذلك يساعد على إضافة المبيدات الخاصة بمقاومة الآفات الموجودة في التربة، ويساهم في تشكيل الأرض بصوره تسمح بإضافة وصرف ماء الري بكفاءة .

4-التقاوى:

اتبع التوصيات العامة لمعدل التقاوي وهي:50 كجم (4 كيلات) من التقاوي للفدان في حالة الزراعة بالسطارة، 60 كجم (5 كيلات) للفدان في حالة الزراعة عفير بدار، 70 كجم (6 كيلات) في حالة الزراعة الحراتى (تخضير). ويجب استخدام تقاوي ذات حيوية عالية حتى نضمن نسبة إنبات جيدة وتكون من مصادر معتمدة. حيث يعتمد المحصول على معدل التقاوي وحيويتها ونسبة البادرات التي خرجت فوق سطح الأرض ونسبة ما ظل حيا.

5-طرق الزراعة :

أنتبه أن هناك الكثير من الطرق التى يتبعها المزارع في الزراعة وبعض هذه الطرق ناجحة وبعضها لها سلبيات ويترتب عليها مشاكل واهم طرق الزراعة الموصى بها هي:

أ- الزراعة العفير وهى الطريقة الموصى بها بصفة عامة على أن تكون الأرض مستوية وغير موبوءة بالحشائش ومنها:-

1-الزراعة علي مصاطب، وفيها يتم زراعة القمح علي مصاطب بعرض 120 سم. ولها مميزات عديدة.

2- الزراعة العقير باستعمال السطارة وتحتاج إلى مهد بذره ناعم ويجب معايرة السطارة جيدا وضبط المسافات بين السطور وعمق الزراعة.

3- عفير بدار، وهى الطريقة الأكثر استعمالا في مصر وفيها تبذر التقاوي يدويا بانتظام على الحقل بعد خدمة الأرض ويجب أن يتم تغطية البذور قبل الري وذلك بالترحيف بأي زحافة متاحة حيث تعمل على تغطية البذور . ويراعى ضرورة أن يتم تقسيم الأرض إلى أحواض لتسهيل عملية الري والصرف بعد الترحيف في حلة التسطير والبدار.

ب- طريقة الزراعة الحراتى:-

هي زراعة التقاوي في أرض مستحرثة. ولا ينصح باستعمال هذه الطريقة إلا في حالة الارض الموبوءة بالحشائش ولا تستعمل في الأرض الملحية.

6-الرى:

احذر مشاكل الري ويجب العناية برى وصرف القمح وخصوصا رية الزراعة يجب تكون على الحامي ويتم صرف الأرض مباشرة بعد تمام الري بشرط أن تكون تمت عملية تغطية البذور وعلينا أن نعلم أن حبوب القمح حساسة جدا للري وزيادة المياه تسبب مشاكل كثيرة في الإنبات وتكون البادرات ضعيفة ويصعب أن تعود البادرات للحالة الجيدة بأي معاملة أخري. ويختلف عدد الريات بالنسبة للمحصول حسب نوع التربة والمنطقة والأمطار والأحوال الجوية.وتعتبر مرحلة التفريع وطرد المتوك أكثر المراحل حساسية ويكون الري فيها ضروري جدا، أما مرحلة امتلاء الحبوب فهي أقل المراحل حساسية للري ويفضل أن يكون الري على الحامي ويصرف الماء الذائد مباشرة ولا يتم تعريض النباتات إلى تعطيش ولا تغريق حيث أن هناك أضرار للتعطيش وأضرار ناتجة عن التغريق (زيادة كمية المياة وعدم صرفها) وقد تكون الأضرار الناتجة عن التغريق أشد خطورة من الأضرار الناتجة عن التعطيش.

7-التسميد:

اعرف أن القمح يحتاج للعديد من العناصر الغذائية لتحقيق أفضل نمو وبصفة خاصة العناصر الكبرى ومنها النتروجين والفسفور والبوتاسيوم (NPK) . وتختلف التوصيات الخاصة بإضافة كل من النتروجين والفسفور والبوتاسيوم كثيرا طبقا لنوع التربة وخصوبتها ومعدل امتصاص النبات للسماد.إضافة السماد في ميعاد غير مناسب يؤدى إلى عدم تحقيق الاستفادة المثلى.حدوث الغرق نتيجة لسقوط الأمطار الغزيرة والتغريق في الري مع الصرف الرديء بأرض ثقيلة القوام يعمل على تقليل كفاءة امتصاص السماد بدرجة كبيرة جدا وليس المهم في التسميد الكمية فحسب بل الأهم من ذلك متى وكيف يضاف السماد. فلابد من إضافة السماد قبل الري مباشرة ولا ينصح أطلاقا بإضافته بعد الري.

يجب إضافة سماد الفوسفور (السويرفوسفات) مع الخدمة أو مع البذور وقت الزراعة الآلية لعدم قدرته على التحرك في التربة ، ويكون الاحتياج إلى الفوسفات أعلى في حالة زراعة القمح بعد أرز.

يجب أن يتم إضافة السماد بالطريقة السليمة وفى الوقت المناسب والانتهاء من إضافة السماد الأزوتي عند مرحلة التعقيل في النبات (ظهور أول عقدة على الساق) وهى تكون غالباً بمتوسط 50-60 يوم من الزراعة تبعا للصنف وميعاد الزراعة ودرجات الحرارة بالمنطقة.

السماد الفوسفاتي: 100 كجم سماد فوسفات أحادى (15% فو2 ا5) أو 40 كجم سماد فوسفاتي 37% فو2 ا5 أو 33 كجم سماد فوسفاتي 45% فو2 ا5.

السماد النيتروجيني :163 كجم سماد وريا 46% أزوت أو 224 كجم نترات نشادر 33.5% آزوت أو 364 كجم سلفات نشادر20.6% آزوت أو 484 كجم نترات جير15.5% آزوت.

ويوصى بإضافة السماد الأزوتى على ثلاث دفعات وهي: الثلث مع الزراعة والثلث مع رية المحاياه و الثلث مع الرية التالية. أو 20%-40% – 40%. كما يمكن أن يتم إضافة السماد الآزوتى عن طريق الحقن بالآمونيا الغازية دفعة واحدة قبل الزراعة بأربعة أيام وبعد الانتهاء من الخدمة الجيدة وهي معاملة ممتازة.

8-الرقاد:

كن على حذر لان الرقاد يؤدى إلى خسارة كبيرة للمحصول حيث يدمر البناء السليم ويكون عرضة للعفن والحشرات وقد تصل الخسارة إلى 60% حسب الوقت الذي يحدث فيه الرقاد وزاوية ميل النبات .

9- مكافحة الحشائش:

تجنب وجود الحشائش فهي تنافس نباتات القمح على الضوء والعناصر الغذائية والماء وعلى مساحة النمو للجذور. يتم إتباع الزراعة الحراثى فى حالة الأرض الموبوءة بالحشائش. وينصح باستخدام مبيدات الحشائش حسب تخصصها سواء العريضة أو الرفيعة أو التي تكافح النوعين معاً والموصى بها من قبل وزارة الزراعة حسب التعليمات الموجودة بالنشرة الإرشادية.

10- أمراض القمح:

كن على علم أن محصول القمح في مصر يتعرض للمهاجمة من العديد من الكائنات الممرضة التي تسبب خسائر كثيرة لمنتجي القمح. وتقاوم أمراض الأصداء بصورة عامة باستنباط أصناف مقاومة من خلال برامج التربية و كما هو معلوم أن استنباط أصناف مقاومة لأمراض الأصداء الثلاثة مجمعة أو لأحدهما هو أفضل أنواع المقاومة حيث لا يمثل عبئا اقتصاديا على المنتج و لا يسبب أضرارا للبيئة و بالتالي صحة الإنسان. ولكن المشكلة الأساسية أن المسبب المرضي لأمراض الأصداء غير متحكم فيه حيث أنه محمول مع الرياح و ليس هناك مقاومة مطلقة وثابتة لأي صنف مهما كان ولكنها متغيرة. وبالتالي بعد استنباط الصنف المقاوم من ممكن أن تنكسر المقاومة بعد فترة قد تطول أو تقصر حسب جينات المقاومة الموجودة في الصنف وقدرة المسبب المرضي على إحداث تغيرات في تركيبه الوراثي ليصبح اشد عدوانية وأكثر ضراوة بما يسمح له كسر المقاومة في الأصناف المتداولة. لذلك يجب الحرص على زراعة الأصناف عالية الإنتاجية والمقاومة للأمراض والآفات وذلك من خلال الالتزام بالسياسة الصنفية لأصناف القمح على المناطق الجغرافية والتي توضع من قبل قسم بحوث القمح وتراعي كل هذه الاعتبارات. بالإضافة إلى متابعة الحقول المنزرعة بالقمح بداية من أواخر يناير بحيث إذا تم مشاهدة أي ظواهر مرضية يتم أبلاغ الجهات المعنية بحيث توصي بأجراء الرش العلاجي مباشرة في حالة التأكد من حدوث الإصابة بمرض الصدأ الأصفر خصوصا حيث أنه يعتبر في مصر من أخطر أمراض الأصداء والتي قد تسبب خسائر كبيرة. يجب سرعة إجراء الرش العلاجي بأحد المبيدات الموصى بها، ولا ينصح بأجراء الرش الوقائي قبل حدوث الإصابة.

أن الالتزام بالتوصيات السابقة مع تمام التوكل على الله يقينا سوف تحصل على أعلى إنتاجية محققا زيادة في الإيرادات ونقص في المدخلات مما يؤدي إلى زيادة دخل الفرد خاصة ثم ينعكس ذلك كله على الوطن بزيادة العائد القومي من زراعة القمح وزيادة الناتج على المستوى القومي مما قد يساهم في تقليل الكميات المستوردة من القمح من الخارج. وانهي توصياتي سائلا الله عز وجل أن يجعل الموسم القادم موسم خير ونماء لكافة المزارعين ولمصرنا الحبيبة.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

  1. الشكر الجزيل على التوصيات السابقةو ولكن ارجو تعديل بعضها واضافة نقاط هامة اليها للحرص علي سلامة المحصول وتجنب المزارعين خسائر فادحة كما حدث العام الماضي بانتشار وباء مرض الصدأ الأصفر والذي أصاب جميع الأصناف المصرية عدا أربعة وكان أشدها على الصنف سدس-12، جميزة-11 ويليهم شندويل-1. لذلك أوصى بمايلي:
    1) عدم زراعة الصنف جميزة-11 بالوجه البحري لقالبيه الشديدة بالإصابة بمرض الصدأ الأصفر.
    2) المتابعة والفحص المستمر لحقول القمح ابتداء من شهر يناير لمرض الصدأ الأصفر ويستمر ذلك طوال أشهر يناير وفبراير ومارس، وعند حدوث الإصابة وظهور أعراض المرض يبج على الفور التبليغ لمرشد الزراعة ورش البقعة المصابة وما حولها بالمبيد الموصي به من وزارة الزراعة، مع ضرورة إضافة المادة اللاصقة والناشرة وهي التي تضيفها للبيد عند رش البصل للحصول على أفضل النتائج.
    وأخيرا اسال الله ان يكون موسم خير ويجنب مزارعي القمح شر الصدأ الأصفر الذي سبب العام الماضي خائر بملايين الجنيهات وحطم مقاومة العديد من الأصناف المصرية والله الهادي الى سواء السبيل.
    د.محمد أنيس أحمد نجيب
    رئيس بحوث متفرغ بقسم بحوث أمراض القمح
    معهد بحوث أمراض النباتات – مركز البحوث الزراعية
    وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

زر الذهاب إلى الأعلى