الأخبارالاقتصادالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د أحمد جلال يكتب: السموم الفطرية، معركة مستمرة (الجزء الاول)

عميد كلية الزراعة- جامعة عين شمس- مصر

تشكل السموم الفطرية خطرا كبيرا على البشر وكذلك الحيوانات. وعلى الرغم من التطور فى التقنيات الحديثة المستخدمة في التشخيص والحلول، إلا أن الوقاية الكاملة من السموم الفطرية أمر صعب للغاية. لذا اصبح من الضروري الادراك المستمر الكامل لسلسلة الأغذية الزراعية لإدارة مخاطر السموم الفطرية.

وتشير الاحصائيات انه فى عام 2050 سوف يصل تعداد سكان العالم الى حوالى 9 مليار نسمة، وبالتالي فأننا نواجه تحديا هائلا لتزويد هذا العدد الهائل بطعام كافٍ وصحي وآمن.

من حيث السلامة، ينبغي تجنب المواد السامة إلى أقصى حد للحفاظ على صحة الحيوان والإنسان. ومع ذلك، مع زيادة الظروف المناخية القاسية وتزايد التنافس بين الغذاء والأعلاف، من المتوقع أن يزداد خطر التعرض للسموم الفطرية.
إن التعرض البشري للسموم الفطرية ناتج بشكل رئيسي عن الاستهلاك المباشر للأغذية المشتقة من النباتات مثل الحبوب والمكسرات والبذور والفواكه، في حين أن التعرض عن طريق الأغذية المشتقة من الحيوانات (مثل اللحوم والحليب والبيض) محدود للغاية ومخاوفة الصحية عامة قليلة، والاستثناء الوحيد هو وجود الأفلاتوكسين M1 في اللبن في حالة تناول الأبقار الحلابة للأفلاتوكسين B1.

الأفلاتوكسين مادة مسرطنة ووجودها في الغذاء والأعلاف يجب ان يخضع لتنظيم صارم من قبل السلطات المختصة. على الرغم من المخاطر المحدودة لانتقال السموم الفطرية من سلسلة غذائية إلى سلسلة غذائية اخرى، فيمكن أن يكون للسموم الفطرية تأثير خطير على كفاءة الإنتاج الحيواني.
من المزرعة إلى الشوكة From field to fork
يعتمد إنتاج السموم الفطرية في الحقل أو أثناء التخزين على العديد من العوامل بما في ذلك الحرارة والرطوبة وعوامل الإجهاد. على الرغم من التدابير الوقائية، فإن معظم المواد الغذائية الملوثة بها سم عضوي واحد على الأقل. على الرغم من أن تكوين السموم الفطرية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناطق الجغرافية، فإن التجارة العالمية تسبب تلوثًا لمعظم السموم الفطرية في جميع أنحاء العالم.

السموم الفطرية في الإنتاج الحيواني

يصعب تشخيص مشاكل السموم الفطرية على مستوى المزرعة. في حالات قليلة، توجد السموم الفطرية في مستويات عالية مما يؤدي إلى أعراض سريرية مثل القيء، والتورم، وقرح الفم والكلى المتورمة وهي بعض الأعراض التي يمكن أن تكون مرتبطة بالسموم الفطرية المحددة. ومع ذلك، في معظم الحالات، توجد السموم الفطرية في مستويات منخفضة مما يؤدي إلى آثار تحت الإكلينيكي. والنتيجة هي إنتاج منخفض وأقل فاعلية، وزيادة القابلية للتأثر بالأمراض والحالة الصحية العامة. بسبب تأثيرات غير محددة، غالبًا ما تكون السموم الفطرية سبب للمشاكل، وبالتالي يمكن اعتبارها العامل المخفي.

إدارة المخاطر

بغض النظر عن المنطقة الجغرافية، يدرك معظم منتجي الأعلاف في جميع أنحاء العالم تأثير السموم الفطرية على صحة الحيوان وأدائه. من أجل إدارة مخاطر السموم الفطرية، غالبًا ما يتم وضع خطة للمراقبة تبدأ من عملية فحص شاملة تتجنب استخدام المواد الخام الملوثة. ومع ذلك، بالرغم من التدابير المتخذة، ليس من الممكن دائمًا تجنب السموم الفطرية بشكل كامل في الأعلاف النهائية وتأثيراتها السلبية على الحيوان.

يمكن تفسير ذلك بعدة عوامل:

  • يعتمد توافر المواد الخام عالية الجودة على الظروف المناخية من عام إلى آخر وظروف السوق والأسعار واحتياجات التركيب
  • تعتمد نتائج فحص المواد الخام بشكل كبير على جودة أخذ العينات
  • لا يتم فحص جميع المواد الخام على جميع السموم الفطرية
  • لم يتم الكشف عن السموم الفطرية المقنعة أثناء الفحص
  • السموم الفطرية الناشئة قد تشكل خطرا لسنا على علم بها
  • قد تؤدي المستويات المنخفضة من السموم الفطرية المتعددة إلى تأثيرات تآزريه
  • السموم الفطرية مستقرة للغاية ومقاومة لعمليات تصنيع الأعلاف
  • من الصعب التنبؤ بظروف المزرعة المحددة
  • محدودية المعرفة والبحث في التفاعلات بين السموم الفطرية ومسببات الأمراض

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى