عميد كلية الزراعة – حامعة عين شمس- مصر
السموم الفطرية والمناعة

يتم تعديل النظم المناعية للحيوان خلال الحياة المبكرة بسبب التحفيز المعطى من خلال النظام الغذائي ومستعمرات الكائنات الدقيقة والاغشية المخاطية. والسؤال إلى أي درجة يمكن تعديل الجهاز المناعى أثناء الحياه المبكرة للحيوانات الصغيرة عند التعرض للسموم الفطرية؟

.يتم تعريف السموم الفطرية بأنها أيضات فطرية ثانوية، سامة للإنسان والحيوان

للسموم الفطرية في جميع أنحاء العالم تأثير كبير على صحة الإنسان والحيوان والاقتصاد والتجارة الدولية، مما يجعل تلوث الأعلاف بالسموم الفطرية مجالًا يثير قلقًا كبيرًا

ومع ذلك، كيف ترتبط السموم الفطرية بالجهاز المناعي؟

الخلايا الطلائية المعوية هي مكون مهم في الجهاز المناعي الفطري، وهو الحاجز بين أنسجة الحيوانات والبيئة الخارجية.

أظهرت الدراسات أن السموم الفطرية تزيد من نفاذية الطبقة الظهارية المعوية في العديد من الأنواع (مثل الخنازير والدواجن)، والتي يمكن أن تؤدي إلى تسرب غير مراقب للمادة الغريبة إلى الحيوان.

السموم الفطرية قادرة على التأثير على بقاء الخلية المعوية والحد من تكاثر الخلايا، وبالتالي الحد من تعويض ظهارة الأمعاء. أيضا، قد تتأثر إنتاج السيتوكينات بواسطة الخلايا الظهارية المعوية. من الناحية البيولوجية، قد تؤدي السموم الفطرية إلى مشاكل حادة (الأمراض ذات معدلات الامراضية والوفيات المرتفعة) ومشاكل مزمنة (اضطرابات مع انخفاض إنتاجية الحيوانات). السموم الفطرية المختلفة تستهدف أعضاء مختلفة، وتظهر تأثيرات سامة مختلفة.

يؤدي التعرض الشديد للسموم الفطرية إلى التسمم الخلوي، مما قد يؤدي إلى حدوث آفات كيميائية أولية وتؤثر على الوظائف الخلوية المبكرة التي تسبب إصابة الخلايا السامة أو إلغاء التنظيم الخلوي، في حين أن التعرض المنخفض قد يؤثر على وظائف الأنسجة والأعضاء المختلفة (مثل الجهاز الهضمي والكبد والكلى والأعصاب والاجهزة التناسلية والمناعية).
وبشكل أكثر تحديداً عند تسمية السموم الفطرية وتأثيراتها، قد تضعف الأفلاتوكسين من الجهاز المناعي الفطري والتكيفي، وهذا الأخير يتم تعديله، من بين عوامل أخرى، عن طريق التغذية أثناء الحياة المبكرة.

أظهرت الخنازير المعرضة للأفلاتوكسين استجابة التهابية متغيرة. ذكرت دراسة أخرى انخفاض التوليف من السيتوكينات المؤيدة للالتهابات ومضادة للالتهابات في الخنازير المفطومة التى تم تغذيتها على جرعات منخفضة من الأفلاتوكسين.

تم الإبلاغ عن التريثوثكين (النوع B، بما في ذلك Deoxynivalenol – DON) لأعلى ولأسفل لتنظيم وظائف المناعة التي تعطل الإشارات داخل خلايا كريات الدم البيضاء. على سبيل المثال، قد يحفز DON الجهاز المناعي أو يثبطه اعتمادًا على الجرعة وتكرار التعرض ومدته.

علاوة على ذلك، فإن الخلايا المناعية المختلفة (مثل الخلايا الالتهامية والخلايا الليمفاوية البائية والتائية والخلايا القاتلة الطبيعية) معرضة لخطر DON، بينما ثبت أن DON يغير إفراز السيتوكينات ويزيد من موت الخلايا المبرمج ويوقف استجابة الجسم المضاد للتحصين.تم الإبلاغ عن Fumonisins (B1) لتعديل T helper وT helper 2 cytokine في التوازن في الخنازير، مقارنة بضعف الاستجابة المناعية المنسابة.

فيما يتعلق Zealerone (ZEA)، قد يزيد هذا من توليف السيتوكينات الالتهابية عندما تتعرض لها الخلايا الظهارية المعوية.يشار إلى أن ZEA يعدل الخلايا المناعية المعوية ومسارات الإصلاح الخلوية. كما تم التحقيق في التعرض المشترك للسموم الفطرية، ولكن ليس بنفس الدرجة للتعرض الفردي.

أظهرت دراسة أجريت على DON وfumonisins B1 تأثيرات تآزريه على الجهاز المناعي.

علاوة على ذلك، فإن تأثيرات السموم الفطرية لا تعتمد فقط على التفاعلات مع الأعضاء والأنسجة بعد الاتصال والتفاعل مع الجهاز الهضمي. ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار تباين السموم الفطرية، حيث قد يمر بعضها من خلال الأقسام الأولى ويتفاعل مع الكائنات الحية الدقيقة في القولون، والتي يمكن أن تتأثر بها أيضًا. وتفيد التقارير أن السموم الفطرية أوكراتوكسين (OTA) قد قلل من تركيزات الأحماض الدهنية الاسيتك والبيوتيريك قصيرة السلسلة في القولون البشري، مما يشير إلى أن OTA قادر على تعطيل عملية التمثيل الغذائي للميكروبات.

في نفس الدراسة، تم الإبلاغ عن أن سلالة بكتريا Lactobacillus reuteri (بكتريا مفيدة للاستجابة المناعية) قد تم التخلص منها من ميكروبات القولون. من المهم تسليط الضوء على أن الأحياء المجهرية هي واحدة من معدِّلات جهاز المناعة التكيفية.
يزيد تأثير تعديل الاستجابة المناعية في الخنازير بواسطة السموم الفطرية من قابلية وشدة الأمراض المعدية ويضعف فعالية اللقاحات. هذا هو ملاحظة خاصة لتربية الحيوانات لأنه خلال العدوى، يتم استخدام المواد الغذائية للجهاز المناعي بدلا من النمو والتطور.