الأخبارالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتمصر

السعودية تطلق مشروع دولي بحثي لحماية نخيل العالم

أعلنت السعودية ممثلة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عن إطلاقها مشروعا بحثيا لحماية نخيل العالم لزيادة إنتاج التمور في الدول الشهيرة بالإنتاج ومنها السعودية ومصر والعراق والجزائر وليبيا وتونس والمغرب، خاصة التمور تشتهر بقيمتها الغذائية العالية، فهي تحتوي على نسب كبيرة من البوتاسيوم والمغنيسيوم، ما يجعلها جزءاً أساسياً للنظام الغذائي لكثير من الأشخاص في المملكة والعالم. ووفقاً للمركز الوطني للنخيل والتمور، تنتج المملكة نحو 1.1 مليون طن من التمور سنوياً، أي ما يعادل 15 في المائة من إنتاج التمر العالمي. بالإضافة إلى ذلك، نمت صادرات التمور من المملكة بنسبة 11.7 في المائة في عام 2018، مقارنة بعام 2017.

بدأ فريق من علماء النبات من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) مشروعاً بحثياً كبيراً يهدف إلى تحسين إنتاج التمور وحماية أشجار النخيل في العالم، تزامناً مع يوم الأغذية العالمي، ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه، الذي تتم فيه دراسة جينوم نخيل التمر بشكل شامل.
وجمعت الدكتورة إكرام بليلو، أستاذة علم النبات في كاوست، وفريقها البحثي عينات من أشجار النخيل القديمة من مزرعة الضابطة التاريخية، بجوار مسجد قباء في المدينة المنورة. وتقول الدكتورة إكرام: «يوجد في العالم أكثر من 2000 نوع من أشجار النخيل، منها 400 نوع فقط في المملكة. ولأن هدفنا الأساسي هو تحسين إنتاج وجودة تمور النخيل في المملكة، قررنا التركيز على تمور عجوة المدينة، نظراً لقيمتها الاجتماعية والدينية في البلاد».
ونشرت لدكتورة إكرام بليلو دراسة هذا العام في المجلة العلمية «Plant Cell»، تشرح كيف تتمكن النباتات الصحراوية من النمو والازدهار في الظروف البيئية القاسية والصعبة كالجفاف والحرارة. وفي سياق الدراسة نفسها، تقوم فرق البحث، التابعة لمركز الزراعة الصحراوية في كاوست، بتطوير أدوات وتقنيات لتحسين زراعة نخيل التمر، من خلال إجراء عملية تسلسل لجينوم نخيل تمور العجوة.
وتشرح الدكتورة إكرام قائلة: «تعد التمور من الثمار القليلة التي يمكن أن تنمو بشكل ملحوظ في الصحاري ذات المناخ الجاف، ودرجات الحرارة المرتفعة والمتقلبة، والظروف البيئية القاسية، التي تحد من نمو النبات بصورة عامة. لذلك نقوم في مركز أبحاث الزراعة الصحراوية التابع لكاوست، باستخدام تقنيات متقدمة لدراسة التسلسل الجينومي لأشجار نخيل التمر، وقد بدأنا فعلياً بتطوير استراتيجيات جديدة لزيادة تكاثر ونمو أشجار النخيل بشكل أسرع، فضلاً عن جعلها أكثر مقاومة للأمراض والآفات الزراعية، مثل سوسة النخيل الحمراء».

ولا شك أن لأشجار النخيل رمزية كبيرة في تراث الجزيرة العربية؛ خصوصاً الرمزية الدينية، التي برزت في اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي أخبر عن فضل التمور، خصوصاً في شهر رمضان. كما أن تمور الجزيرة العربية تعتبر واحدة من الهدايا الرئيسية والتذكارية، التي يشتريها زوار بيت الله الحرام من مختلف أنحاء العالم، أثناء موسم الحج والعمرة.
من جهته، يقول البروفسور رود وينج، أستاذ علوم النبات ومدير مركز الزراعة الصحراوية في المملكة: «على الرغم من الأهمية الاقتصادية الكبيرة لنخيل التمر، فإن الأبحاث الأساسية للنبتة، بما في ذلك فهم آليات نموها وتكيفها مع البيئة الصحراوية، تعد في مراحلها المبكرة، ويرجع ذلك أساساً إلى نقص التقنيات والأدوات الجزيئية، إضافة إلى الطبيعة الصعبة لشجرة النخيل، التي تتطلب وقتاً طويلاً كي تثمر، من 10 إلى 15 عاماً»، فيما الخطوة التالية للباحثين في مركز أبحاث الزراعة الصحراوية في كاوست، هي دراسة إنتاج جينومات عالية الجودة لعدد كبير من الأنواع الأخرى من نخيل التمر، ما يحقق فوائد إضافية محتملة لزراعة نخيل التمر في المملكة بصورة خاصة، والعالم بصورة عامة.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى