الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتصحةمصر

د وائل غيث يكتب: خارطة طريق لإنقاذ المانجو من وباء العفن الهبابي

أستاذ بمركز بحوث الصحراء

العفن الهبابى وباء خطير أوشك فى السنوات الاخيرة أن يقضى على 50% من زراعات المانجو داخل محافظة الإسماعيلية “عاصمة المانجو فى مصر” وكذلك محافظة الشرقية وغيرها الكثير من محافظات الدلتا وصعيد مصر والذى إزداد شراسة وتوحشا مؤخرا مع تفاقم مشكلات التغيرات المناخية وزيادة درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية المعتاد عليها سابقا وكذلك زيادة نسبة الرطوبة تبعا لزيادة التبخير بسبب تنامى ارتفاع درجات الحرارة المشار اليها سلفا.
ونضيف ايضا اعتماد اسلوب الزراعة المكثفة والتحميل على الاشجار بأشجار اخري وذلك طمعاً فى زيادة غلة المحصول مما خلق حالة من التزاحم بين الأشجار على حساب التهوية والإضاءة .
هذا جنبا الى جنب مع إهمال عمليات التقليم الدورية والمنوط بها فتح قلب الاشجار وتحسين التهوية ودخول الضوء الى عمق الاشجار لتبديد الرطوبة والافات الضارة الكامنة التى تعمل بجد وإجتهاد فى الهدوء والظل.
ومرض العفن الهبابى هو إنتاج مشترك بين حشرة وفطر .. الحشرة هى الحشرة القشرية وأحيانا ينضم اليها البق الدقيقى والمن وبعض النطاطات وغيرها، والتي تقوم بدورها بمهاجمة الاوراق والتغذى على عصارتها لتخرجها بعد ذلك إفرازات عسلية على أوراق المانجو، وهذه الإفرازات هى عبارة عن مادة سكرية مما يجعل بعض الفطريات الرمية وغيرها تتطفل عليها، مسببة العفن الأسود أو ما يسمى بـ “العفن الهبابى”.

والفطريات التي تسبب “العفن الهبابى” لا تعتبر فى حد ذاتها مسببات مرضية، لكن هيفاتها وأكياس جراثيمها السوداء تحجب الضوء عن الأوراق، مما يقلل من عملية البناء الضوئى، وبالتالى تقل كمية المواد الكربوهيدراتية التي ينتجها النبات، حيث إن الأوراق تعد المصنع الرئيسى لغذاء النبات.

كيفية مكافحة أفة العفن الهبابى على المانجو؟؟

  •  قبيل الرش لمكافحة الحشرة القشرية والعفن الهبابى لابد من تفتيح الشجرة ليدخل النور والاضاءة لكل جوانب الشجرة.
  • والتقليم كلما كان مبكرا سيؤدى نتائج افضل وينصح بالبداية من اول شهر يوليو بإزالة نصف النموات الخضرية الجديدة حتى مع وجود المحصول على الشجرة لتجنب التزاحم.
  • تجنب زيادة إرتفاع الاشجار عن 5 امتار فى الاصناف المحلية مثل السكرى – الزبدة – الهندى- العويس لصعوبة مكافحة الآفات عليها ورشها عند الارتفاعات العالية.

خطة بداية الرش ومكافحة الحشرة القشرية والعفن الهبابى:

  • بعد التقليم السابق الاشارة اليه مباشرة يتم التطهير مكان القص بمركبات النحاس
    مع تجنب الأوكسى كلور النحاس فى فترة تكون البراعم عند تحولها من الطور الخضرى للطور الزهرى لأنه يضر بهذه المرحلة ويؤدى الى حبس البراعم.
  • يراعى ألا يستخدم الاوكسى كلور النحاس إلا فى الرش المبكر ويستبدل عند التأخير بهيدروكسيد النحاس او النحاس المعدنى كلما أمكن ذلك.
  • بعد ذلك يجب إزالة أثار العفن الهبابي المعيق للضوء عن طريق رش الأشجار بمحلول الصابون الزراعي البوتاسى مع زيادة ضغط موتور الرش لإزالة اللون الأسود من على الأوراق لكي تتمكن الأوراق من القيام بوظيفتها.
  • وجود قلاب داخل موتور الرش وتكثيف الرش ما امكن لعدة مرات لاسيما مع تراكم سنوات الإهمال وعدم متابعة الاشجار والعناية بها.
  • على حسب وقت المكافحة ووقوعها فى اى فصل من فصول السنة يتم إختيار الزيت المعدنى الصيفى او الشتوى المناسب على حسب وقت الرش فلو افترضنا إننا نقوم بالمكافحة وقت الصيف سيلى ما سبق الرش بالزيت المعدني الصيفى مثل زيت كزد اويل 95% بمعدل 1.5 لتر لكل 100 لترماء مفردا او بجوار احد المبيدات الحشرية المذكورة لاحقا على ان يراعي ان يضاف المبيد أولاً لأن الزيت المعدنى يعيق انتشار المبيد الحشرى فى المحلول مع التقليب الجيد جدا وتجنب وقت اشتداد الحرارة للمعاملة .
  •  اما لو كانت المكافحة فى اشهر الشتاء سيلى معاملة الصابون مباشرة الرش بالزيت المعدنى الشتوى مثل زيت الفولك 82% مايونيز او زيت البوليوم 80% بمعدل 2.5 لتر لكل 100 لتر وهومهم جدا للحد من هذه الإصابة والقضاء عليها.

فى حالة بقاء الاصابة الحشرية او نسبة منها بعد الاجراءات السابقة وذلك امر نادر الا فى حالات الاصابة الشديدة جدا يمكن ان تستعمل احد مركبات المجاميع الاتية اعتبارا من بداية فبراير وحتى ابريل
– مركبات الأميداكولبرايد
– مركبات الألفاسيبرميثرين
– مركبات الأسيتامبريد
– مركبات الكلوروبيريفوس
– مركبات دلتاميثرين
– مركبات الببروفيزين
وبالمعدلات المقررة على عبوات مركباتها التجارية

ملحوظات هامة جدا :

  • الحشرة القشرية تختبئ على السطح السفلى للورقة تجنبا لاشعة الشمس وبحثا عن الظل لذا فلابد ان يهتم بتسليط الرش الحشرى على السطح السفلى للورقة .
  • المكافحة الجماعية امر حتمى وفى غاية الاهمية اى انه لا يصح ابدا ان ترش وتكافح العفن الهبابى لديك وجارك يجلس متفرجاً لايحرك ساكنا وإلا استشرت العدوى من الحقول المتجاورة بمنتهى السهولة وللأسف مرض العفن الهبابى متواجد معنا طوال السنة والفطر المسبب لمرض العفن الهبابى فطر قوى ومثابر ويحتاج رشات متعددة للقضاء عليه لأنه وباء خطير يكاد أحياناً ان يقضى تماما على محصول المانجو فى المكان الذى يستوطن فيه إذا لم يواجه باسلوب المكافحة السليم والمنظم لاقدر الله.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى