الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتمصر

خبير أراضي وبيئة يكشف تفاصيل الإستفادة من 35 مليون طن مخلفات في إنتاج الأسمدة

>> بدوي: مصر تهدر 23 مليون طن مخلفات زراعية… وتحتاج إلي 350 مليون طن أسمدة عضوية

قال الدكتور محمد بدوي أستاذ الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية ومدير أحد مصانع الأسمدة البيولوجية في الأمارات العربية، إنه يجب الإستفادة من المخلفات الزراعية والتى تصل الى حوالي 35 مليون طن سنويا أن تساعد فى سد النقص من الأسمدة العضوية المطلوبة والتي تشير معظم الدراسات إلى أن مصر تحتاج سنوياً إلى ما يزيد عن 350 مليون متر مكعب من الأسمدة العضوية نتيجة التوسع الأفقي فى الأراضى المستصلحة.

وأضاف “بدوي”، في تصريحات صحفية لـ”أجري توداي”، ان هذه الكمية من المخلفات الزراعيه (نباتيه وحيوانيه ) البالغة نحو 35 مليون طن سنويا  يتم إهدار 76% منها بكمية تصل إلي 23 مليون طن بالحرق من هذ تمثل نحو 67% تقريبا من إجمالى المخلفات الزراعيه ويستفاد منها بنحو 12 مليون طن من إجمالى المخلفات النباتيه.

وأشار إلي أن المخلفات الزراعية تعد ثروة يجب الحفاظ عليها ويرجع ذلك إلى أن مصر من الدول الفقيرة فيما يسمى بطاقة “الكتلة الحية Bio-Mass ” وهي عبارة عن الأشجار والغابات والمخلفات النباتية موضحا أن المساحة المزروعة من مصر لا تمثل إلا 4% من قيمة المساحة الكلية لمصر، وبالتالي فإن حرق هذه المخلفات الز ا رعية يعتبر إهدارا لطاقة جديدة ومتجددة ,.

وأوضح الخبير الأراضي والبيئة أن كل طن محصول , ينتج عنه من 5 إلي 6 أطنان من المخلفات وهي بالأساس منجم لمواد عضوية حيث أن 50 % منها عبارة عن مكونات عضوية وعناصر سماديه حيث تم إستخدام كميات هائلة من الأسمدة الكيماوية والمياه والجهد البشري لإنتاجها .وتعد عمليات حرق بقايا المحاصيل التي يقوم بها بعض المزارعين بعد الحصاد من الملوثات في المكونات الحيوية والعضوية في التربة وذلك نتيجة لتأثيرها السلبى عند حرقها على خواص التربة الطبيعية والكيمياوية مثل التهوية ومستوى الرطوبة، وخفض المحتوى الميكروبى فى الطبقة السطحية للتربة .

وأشار “بدوي”، إلي أن إحصاءات العام الماضي كشفت وجود هدر لأكثر من 67% من المخلفات الزراعية حيث بلغ حجم المخلفات الزراعية التي تم تجميعها 35 مليون طن مترى خلال الأعوام الماضية. بينما يبلغ حجم ما تم تدويره من هذه المخلفات نحو 33% فقط من مجموع المخلفات وهي نسبة ضئيلة جدا مقارنة بما تسعى إليه الإستراتيجية الجديدة للتدوير والتي تهدف إلى زيادة نسبة الاستفادة من المخلفات الزراعية إلى أكثر من 95% وتحويلها إلى منتجات ذات مردود اقتصادي مجدي وكذلك توفير فرص عماله بالقطاع الزراعى للشباب. ورفع المستوى الصحى والاجتماعي بالريف المصري.

وإستنكر خبير الأراضي والبيئة أن يتم حرق المخلفات الزراعية أو رميها فى الطرقات أو المجارى المائية. بسبب نقص الوعي لدى بعض المزارعين، وعدم إلتزام البعض الأخر منهم بالآليات المتبعة للتخلص من المخلفات الزراعية، وذلك من خلال الرمي والحرق العشوائي موضحا ان هذه السلبيات تساهم في هدر أكثر من 67% من هذه المخلفات التى تحتوي على ملايين الأطنان من المادة العضوية والعناصر السمادية ذات القيمة الاقتصادية العالية جدا بخلاف الآثار السلبية السيئة التي تضر البيئة والصحة العامة للإنسان والحيوان. مما يكلف الفرد والمجتمع تكاليف باهظة.

وشدد “بدوي” علي إنه يجب تعظيم الإستفادة من المخلفات الزراعية بتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة بعمليات البيوتكنولوجى المتاحة حاليا لإنتاج مواد هامة جدا مثل النانو فايبر التى تدخل فى الصناعات الدقيقة والتى يتعاظم قيمتها المادية مئات المرات عما لو تم إستخدام المخلفات بطرق المعالجة التقليدية. كذلك إنتاج السليولوز والهيميسليولوز وكربوكسى مثيل سليولوز واللجنين بحالة نقية وكلها مواد لها قيمة مضافة ومردود إقتصادى عالى جدا.

وأشار خبير البيئة إلي أن سيارات مرسيدس يدخل فى مكوناتها 14% من ألياف ثمار جوز الهند والتى تماثل مخلفات نخيل التمر التى نتعامل معها للأسف لتصنيع حبال التربيط وحبال لربط الحيوانات موضحا أن من أهداف السياسة العامة للدولة المحافظة على البيئة والإستخدام الإقتصادى الأمثل للمخلفات الزراعية وخاصة قش الأرز بدلاً من حرقه مما يؤدى إلى زيادة التلوث البيئي كأحد مسببات ظهور السحابة السوداء على القاهرة الكبرى.

وأشار إلى أن تراكم هذه المخلفات دون إستخدام تعتبر كارثه بيئيه يزداد خطرها يوما بعد يوم نتيجه للتطور فى البحث العلمى وزيادة انتاجيه المحصول مما يزيد من كميه المخلفات حيث أن التعامل الخاطئ مع  المخلفات الزراعيه يؤدى إلى تلوث البيئه وإهدار للموارد وذلك من خلال حرق المخلفات فى الحقل وانبعاث الأدخنه الضاره منها أو إلقائها بالترع والمصارف .

وأوضح “بدوي”، إنه يمكن الإستفاده من  المخلفات الزراعيه وإستخدامها فى العديد من الاغراض مثل استخدامها فى تغذيه الحيوانات وبالتالى يمكن سد الفجوة فى كميه الأعلاف وتقليل المساحات المزروعه بالاعلاف الخضراء وإستغلالها فى زراعه المحاصيل الإستراتيجيه ، وإستخدام المخلفات كسماد يعمل على زيادة خصوبه التربه مما يساعد على التوسع فى زراعه الأراضى الجديدة .ويوجد العديد من أنواع   المخلفات الزراعيه مثل التبن ، وحطب الذرة ، وحطب القطن ، عروش النباتات وفضلات الحيوانات .

 

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى