أفريقياالأخبارالمياهالنيلبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د حمدي المرزوقي يكتب: النيل شريان حياة المصريين

تجري علي الساحة من حولنا وفي الآونة الأخيرة محاولات آثمة ونكاد نحس جميعا بجو المؤامرة التي تحاك بدقة وعنايه فائقة في قضية مياه النيل … عصب الحياة لمصر … نعم مصر هبةالنيل كانت ومازالت وسوف ستظل الي ما شاء الله ولا شك بل يقينا نري أن أصابع اللوبي الصهيوني العالمي وأعوانه وراء تلك المؤامرة الدنيئة لأحداث الوقيعة والشقاق والحرب بيننا وبين إثيوبيا الإفريقية الصديقة والسودان العربية الشقيقة…

نهر النيل أيها السادة يعد أطول أنهار العالم (حوالي٦٦٧٠ كم ) ويمر مساره من جنوب القارة الإفريقية الي أقصي الشمال خلال عشر دول وهي أوغندا وإثيوبيا بوروندي وتنزانيا والكونغو وكينيا وجنوب السودان والسودان ومصر ومن المعروف أن للنيل رافدين رئيسيين هما النيل الأبيض والذي ينبع من بحيرة فيكتوريا ثاني أكبر بحيره للمياه العذبة بالعالم والتي تقع علي حدود أوغندا وتنزانيا وكنيا اما الرافد الثاني هو النيل الأزرق والذي يساهم بأكثر من ٨٠% من المياه المغذية لنهر النيل صيفا (فقط) نتيجة سقوط الأمطار الموسمية علي هضبة الحبشة وهو ما يعرف بفيضان النيل …

وينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا الإثيوبية ثم يلتقي النيل الأزرق بالنيل الأبيض في المقرن بالخرطوم ويشكلا معا نهر النيل الذي يمر بمصر حتي يصل الي بحيرة ناصر والتي تعد واحدة من أكبر البحيرات الصناعية بالعالم وبدءا من عام ١٩٩٨م إنفصلت بعض أجزاء هذه البحيرة بالصحراء الغربية وتكونت بحيره توشكي.. ثم يغادر النيل بحيرة ناصر الي الشمال إلا أنه عند أسيوط يتفرع جزء منه ويسمي بحر يوسف ويستمر جريانه حتي الفيوم … ثم يستمر النيل في مساره حتي يتفرع الي فرعين هما فرع دمياط شرقا وفرع رشيد غربا ويصب النيل عبر هذين الفرعين في البحر المتوسط.

ويشكل نهر النيل أهمية إقتصادية كبري لجميع دول حوض النهر التي يمر بها حيث يساهم في النهضة الزراعية وايضا مصدرا هاما لمياه الشرب وايضا يستخدم في أعمال الصيد والسياحة وذلك منذ آلاف السنين وحتي الآن … ونظرا لأهمية النيل فلقد كان مطمعا للقوي الإستعمارية الكبري في القرن التاسع عشر وحتي يومنا هذا …

ومع إنهاء السيطرة البريطانية علي مصر والسودان في الخمسينات تم توقيع إتفاقية نهر النيل ١٩٥٩م لتقسيم مياة النيل وهذا ما ترفضة أغلبية دول حوض النيل وتعتبره تقسيما جائرا ولقد تم توقيع تلك الإتفاقية بالقاهرة عام ١٩٥٩م بين مصر والسودان وجاءت مكملة لإتفاقية عام ١٩٢٩م وليست لاغية لها …

وتشمل الإتفاقية الضبط الكامل لمياة النيل التي تصل الى كل من مصر والسودان في ظل المتغيرات الجديدة التي ظهرت علي الساحة في ذلك الوقت والرغبة في إنشاء السد العالي ومشروعات أعالي النيل لزيادة إيراد النهر وإقامة عدد من الخزانات في أسوان…

أما عن إتفاقية تقاسم مياة النيل عام ١٩٢٩م فهي إتفاقية أبرمتها الحكومة البريطانية بصفتها الإستعمارية نيابة عن عدد من دول حوض النيل (أوغندا وتنزانيا وكنيا ) مع الحكومة المصرية ويتضمن الأتفاق إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياة النيل وأن لمصر الحق في الأعتراض في حالة إنشاء تلك الدول مشروعات جديدة علي النهر وروافده (المصدر ويكيبيديا الموسوعه الحرة – نهر النيل).

ولكن ماذا عن سد النهضة أنه سد أثيوبي يقع علي النيل الأزرق بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية وعلي مسافة تتراوح من ٢٠ الي ٤٠ كم ويعتبر من أكبر السدود إنتاجا للكهرباء … ويوجد قلق لدي الخبراء المصريين بخصوص تأثيره على تدفق مياة النيل وحصة مصر المتفق عليها تاريخيا طبقا لإتفاقية ١٩٠٢م في أديس أبابا والتي عقدت بين بريطانيا بصفتها ممثلة لمصر والسودان وإثيوبيا والتي نصت علي عدم إقامة أية مشروعات علي النيل الأزرق أو بحيرة تانا ونهر السوباط ثم إتفاقية عام ١٩٠٦م وأيضا إتفاقية ١٩٢٩م والتي تدعوا كلها للمحافظة علي حصة مصر المكتسبة من مياة النيل .

ألا انه وفي الفترة من ١٩٥٦ – ١٩٦٤ تم تحديد الموقع النهائي لسد النهضة الأثيوبي بواسطة مكتب الولايات المتحدة الأمريكية للاستصلاح دون الرجوع الي مصر ..وفي الفترة من ٢٠٠٩ – ٢٠١٠ تم الانتهاء من عمليات مسح الموقع وفي عام ٢٠١٠ تم الانتهاء من اعمال تصميم السد ..

أما في عام ٢٠١١ وضع رئيس الوزراء الأثيوبي الأسبق( زيناوي ) حجر الأساس للسد وفي عام ٢٠١٢ أعلنت إثيوبيا عن التوسع في قدرات السد التخزينية ..وعارضت مصر الفكرة وبشدة وذلك انطلاقا من ان اي زيادة في قدرة السد التخزينية سوف تقلل من تدفق المياه الي مصر .. وحاولت إثيوبيا بث روح الطمأنينة الي المفاوض المصري ..

ولكن دون جدوي فمازال الغموض يحيط بهذا المشروع العجيب والذي تدعمه قوي الشر العالمية ومعها الصهيونية العالمية والتي تبغي الشر بمصر العظيمة التي أقسم الله في كتبه السماوية الثلاث علي حمايتها من كل سوء …

ألا إننا نثق في قدرة القيادة السياسية في معالجة الأمور ورغم حساسية الموقف الذي يرتبط بمستقبل ومصير الأمة المصرية ..فإذا كانت مصر هبة النيل ..فأن النيل هو هبة الله لمصر ومنذ ألاف السنين ..انظر ماذا جاء علي لسان فرعون الي قومه مفتخرا وأمام الدنيا كلها في سورة الزخرف ( ونادي فرعون في قومه ..قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) – أية ٥١ .
وتبلغ تكاليف أنشاء السد حوالي اكثر من ٤ مليار دولار وسوف يصل ارتفاعه الي حوالي ١٧٠ متر وبعرض ١٨٠٠ متر والسعة التخزينية حوالي ٧٤ مليار متر مكعب والمقاول الرئيسي للمشروع شركة ساليني الإيطالية….
اري ان نكتفي بهذا القدر ونلتقي في المقال الجديد قريبا أن شاء الله لاستكمال المناقشة والحوار…….
واسلمي يا مصر أنا لك الفدا

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى